رسائل العاهل الأردني تؤكد أن لا وجود لصفقة القرن

  • 8/7/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عمان - ذكرت مصادر عربية رفيعة المستوى أنّ عودة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى عمان من رحلة خارجية التقى خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وترؤسه جانبا من جلسة مجلس الوزراء استهدفت توجيه رسائل عدّة في اتجاهات مختلفة. في مقدّم هذه الرسائل استقرار الوضع الأردني بعد الاضطرابات التي شهدتها المملكة أخيرا. وأشارت المصادر ذاتها إلى أنّ الملك عبدالله الثاني حرص على أخذ إجازة خاصة بعد لقاء ترامب لتأكيد أن الوضع الأردني تحت السيطرة وأن الحراك الشعبي الذي أسقط حكومة هاني الملقي لم يتجاوز حدودا معيّنة على الرغم من أنه شمل للمرّة الأولى أبناء الطبقة المتوسّطة التي تعتبر نفسها مرتبطة ارتباطا عضويا بالنظام القائم والمؤسسة الملكية بالذات. وأوضحت أنّ الرسالة الأهمّ التي وجهها العاهل الأردني، إضافة إلى دعمه المطلق لحكومة الدكتور عمر الرزّاز في حملتها على الفساد، ذات طابع إقليمي وخارجي في آن. وقالت في هذا الصدد إن تشديد الملك عبدالله الثاني على انعدام أي ضغوط خارجية على الأردن يؤكد أنّ لا وجود لشيء اسمه “صفقة القرن” روّج لها كثيرون في المنطقة العربية وخارجها مع تلميح إلى احتمال أن يكون للأردن دور على الصعيد الداخلي الفلسطيني في إطار هذه الصفقة. الملك عبدالله الثاني: موقفنا في الغرف المغلقة وأمام العالم هو موقف ثابت لا يتغير أبداالملك عبدالله الثاني: موقفنا في الغرف المغلقة وأمام العالم هو موقف ثابت لا يتغير أبدا وكانت شائعات قد ترددت مؤخرا حول وجود ضغوط أميركية على الأردن للقبول بـ”صفقة القرن”، وهي مبادرة أميركية لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، تتضمن بحسب تقارير غربية شروطا مجحفة للفلسطينيين. وركّز العاهل الأردني في هذا المجال على أن لا عودة عن دعم الأردن لخيار الدولتين مع ما يعنيه ذلك من رفض لمحاولة إسرائيل فرض أمر واقع في الضفّة الغربية عبر سياسة الاستيطان وضمّ القدس وإلغاء خيار الدولة الفلسطينية المستقلّة. وكان ملفتا الكلام الذي نقل عن الملك عبدالله الثاني والذي شدّد فيه على أن “لا ضغوط على الأردن.. أنا أسمع إشاعات كثيرة من الداخل والخارج. من أين يأتون بهذه الأفكار. لا نعلم”. ولفت إلى أنه “جرى خلال زيارته إلى الولايات المتحدة التأكيد على موقف الأردن الثابت والواضح من القضية الفلسطينية الذي يستند إلى حل الدولتين وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”. وشدد في هذا الصدد على أن “موقفنا في الغرف المغلقة وأمام العالم هو موقف ثابت لا يتغير أبدا”. وأشارت المصادر نفسها إلى أن العاهل الأردني أراد عبر الكلمة التي ألقاها أمام الوزراء تعزيز الثقة بالأردن ومستقبله ومؤسساته الرسمية، خصوصا المؤسسة الأمنية. وأعطى دليلا على ذلك وهو استطاعته الغياب عن المملكة فترة طويلة من دون أن يتغيّر شيء على الصعيد الداخلي أو أن يهتزّ الاستقرار. وقالت المصادر إن قول الملك عبدالله للوزراء إن عليهم الانصراف إلى العمل وإنه لا مجال لإضاعة الوقت، يعكس إصرارا على تحصين الوضع الداخلي في المملكة في ظلّ أزمة اقتصادية عميقة تعاني منها بسبب تقلّص المساعدات الخارجية، خصوصا المساعدات الخليجية. وذكرت أن من بين الرسائل التي وجهها الملك عبدالله الثاني أن الأردن يعمل من أجل التكيّف مع الأوضاع الجديدة في المنطقة التي تفرض على المملكة الاتكال أكثر فأكثر على تطوير اقتصادها ومواردها الذاتية. وخلصت إلى أنّ الرسالة الأخيرة التي وجهها العاهل الأردني تتمثّل في ثقته بحكومة عمر الرزّاز ونهج التواصل مع المواطنين إذ قال “التواصل مهمّ جدا. أنا أتابع جهودكم وهي تعكس جدّية في العمل”. ولفت الملك عبدالله إلى لقاءاته مع قيادات ومسؤولين اقتصاديين في الولايات المتحدة، بهدف جذب الاستثمارات للأردن في شتى المجالات، وتوفير فرص العمل، والذين أبدوا رغبة في الاستثمار ودعم الأردن، واتخاذه مركزا إقليميا لشركاتهم. وقال “لدينا بعض التحديات في الإجراءات وتحدثنا عنها أكثر من مرة، وسنعمل على تحسين الأمور، فالأولوية بالنسبة لنا محاربة الفقر والبطالة بأسرع وقت ممكن”. وعاد ملك الأردن للبلاد، الأربعاء الماضي، بعد أن أنهى زيارة خاصة له، أعقبت أخرى رسمية للولايات المتحدة الأميركية في الحادي والعشرين من يونيو الماضي.

مشاركة :