واصل الإيرانيون تظاهراتهم الغاضبة في العاصمة طهران، ومحافظات عدة، احتجاجاً على سوء السياسات الاقتصادية والخارجية التي أفضت إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وإعادة فرض عقوبات شديدة على بلادهم. ورفع آلاف المحتجين شعارات لم تشهدها طهران على مدار أربعة عقود، مطالبين بسقوط نظام الملالي، فيما استبدلوا العبارة الشهيرة التي طبعت على العديد من مباني طهران «مرك بر أمريكا» (الموت لأمريكا) إلى «مرك بر خامنئي»، في تحول جذري وصفته أوساط غربية بأنه «نقطة الغليان» التي تسبق انفجاراً شعبياً كاسحاً.ونشر ناشطون مقاطع تظهر خروج المئات في حي اكباتان، شمال غرب طهران، ومناطق أخرى مثل حديقة دانشجو، وسط العاصمة، وشارع كارجر، وشارع أمير أباد، جنوب طهران. وفي شارع انقلاب، وسط العاصمة طهران، انطلقت تظاهرة حاشدة هتف خلالها المتظاهرون «الموت للديكتاتور»، حيث أظهر أحد المقاطع هجوم قوات الأمن على المحتجين، بينما قام شبان بإحراق حاويات القمامة لإعاقة تقدم عناصر الأمن، كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب في حديقة مسرح طهران.ووردت أنباء عن وقوع اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب في مدينتي قم وكرج، كما أغلقت الحكومة خدمة الهواتف النقالة، وقطعت الإنترنت، في كلتا المدينتين، لكي لا يتم نشر صور الاحتجاجات والاشتباكات، بحسب ناشطين. وفي كازرون، التابعة لمحافظة فارس، خرج المئات في تظاهرة وسط المدينة وأطلقوا شعارات مناهضة للنظام.وأعرب وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، عن قلقه من تقارير واردة عن أعمال عنف ضد المواطنين الإيرانيين خلال الاحتجاجات الأخيرة. وفي تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر، قال بومبيو «إننا نشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تفيد بقيام النظام الإيراني بأعمال عنف ضد المواطنين العزل». وأضاف: «تدعم الولايات المتحدة حق الشعب الإيراني في الاحتجاج على فساد النظام والاضطهاد من دون خوف من الانتقام». كما دعا وزير الخارجية الأمريكي النظام في إيران إلى «احترام حقوق الإنسان لشعبه».وقبيل يومين من الموعد المقرر لفرض العقوبات، انهار الريال الإيراني ليخسر نسبة 20 في المئة من قيمته منذ الشهر الماضي، ما أدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار ووصل بالتضخم إلى مستوى غير مسبوق.وبينما تطال الحزمة الأولى من العقوبات البنك المركزي الإيراني بقيود على تداول الدولار الأمريكي، لجأ النظام إلى التضحية بمساعد محافظ البنك أحمد عراقجي، عبر إقالته بسبب عدم قدرته على مواجهة انهيار العملة، قبل اعتقاله لاحقاً لتسهيله عمليات شراء للعملة الصعبة لبعض شركات الصرافة، في محاولة لصنع كبش فداء وتقديمه للجماهير على أنه سبب الفشل الاقتصادي. (وكالات)
مشاركة :