اعتبر سياسيون واقتصاديون، كندا الخاسر الأكبر من الأزمة الديبلوماسية الحالية بينها وبين السعودية، بعدما أعلنت وزارة الخارجية السعودية تجميد التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة مع كندا، على خلفية تدخل الأخيرة في الشؤون الداخلية السعودية. وقالوا في تصريحات إلى «الحياة» إن القرار السعودي سيقضي على فرص الشركات الكندية في زيادة استثماراتها في المملكة، التي تصل إلى 0.6 في المئة من حجم الاستثمارات الأجنبية في السعودية. وتعد السعودية ثاني أكبر مستورد للبضائع الكندية في الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا بعد الإمارات. وقال الخبير الاقتصادي فضل البوعنيين لـ«الحياة»: «إن العلاقات السياسية تؤثر سلباً أو إيجاباً على العلاقات التجارية بين الدول، وأثر تدخل السفارة الكندية في الرياض في شؤون الداخلية السعودية سلباً على العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية بين البلدين». ونوه في الوقت ذاته إلى أن وزارة الخارجية السعودية ركزت على الشأن الاقتصادي والتجاري بين البلدين، إذ شمل إيقاف الصفقات التجارية والتبادل والتجاري بين الرياض وأوتاوا، إضافة إلى قرار إنهاء البعثات الدراسية وتحويل المبثعين السعوديين في كندا إلى دول أخرى». وتوقع البوعينين أنه إذا لم تستدرك كندا الأمور «أن يؤثر ذلك سلباً على العلاقات التجارية السعودية – الكندية، وتحول العلاقات التجارية إلى دول غربية أخرى»، منوهاً إلى أن كندا هي الخاسر الأكبر من الأزمة الحالية، وزاد: «كانت تبحث عن توسع في علاقاتها التجارية مع السعودية، واليوم أصحبت متضررة بشكل كبير من قرار المملكة بوقف علاقاتها مع كندا». بدوره، أشار الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله المغلوث إلى أن قرار الرياض في قطع علاقاتها التجارية مع أوتاوا «قضى على آمال الشركات الكندية في زيادة استثماراتها في المملكة التي تصل الى 0.6 في المئة من حجم الاستثمارات الأجنبية في المملكة». وقال: «مع بدء الإصلاحات توالت الوفود من الشركات الكندية سعياً للحصول على حصة في المشاريع الكبرى التي أعلن عنها في المملكة، وهي على وشك خسارة كل ذلك». من جهته، قال المحلل السياسي الدكتور أحمد الأنصاري لـ«الحياة»: «إن السفارة الكندية في الرياض اخطأت عندما تدخلت في الشأن المحلي السعودي، وتناست أن المملكة دولة لها سيادتها، ولا تسمح بتدخل أى دولة في شؤونها الداخلية»، منوهاً بأن كندا التي طالبت بحقوق الإنسان في السعودية بحسب تعبيرات سفارتها في الرياض، هي ذاتها لديها عدد من الإشكالات مع سكان كندا الأصليين من الهنود الحمر، إذ يُمارس عليهم العنصرية إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة بينهم. وبالتالي كان من المفترض أن توجه الحكومة الكندية انتقاداتها إلى الداخل الكندي بدلاً من التدخل في شؤون الدول الأخرى». ولفت الأنصاري إلى أن السعودية على مر التاريخ لم تسمح لأي من الدول بالتدخل في سيادتها وشأنها الداخلي، مُذكراً بإشكال حدث مع أميركا في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، عندما تدخل السفير الأميركي في الشؤون المحلية السعودية، وما عُرف حينها بـ«أزمة صواريخ رياح الشرق»، التي تنج منها طرد السفير الأميركي من الأراضي السعودية. وأضاف أن «السعودية لديها موفق ثابت وقوي وصريح مع أي دولة أو منظمة تتدخل في الشؤون الداخلية، فالمملكة دولة ذات سيادة، ولا تسمح للغير بالتدخل في شؤونها».
مشاركة :