يظل ابن سينا الذي يحتفل محرك البحث "جوجل" اليوم بذكراه، علامة بارزة في الفلسفة والطب، حيث أنه ساهم بشكل كبير في نهضة العلوم في بلاده، وألف أكثر من 240 كتاب في شتى المواضيع.ولد ابن سينا في بخارى في أوزبكستان، واشتهر في العصور الوسطى لإسهاماته الكبيرة في مجال الطب والفلسفة وعلم الفلك وعلم الحيوان والنبات وغيرها، وقد بينت كتاباته عن تأثره بمن سبقوه من العلماء والفلاسفة أمثال الفارابي وأرسطو.كان والد ابن سينا حاكمًا لإحدى القرى، وقد تلقى تعليمه على يد والده، والذي كان منزله مكانًا لتجمع الناس من أجل التعلم في المنطقة، وكان ابن سينا طفًلا بارعًا، حيث كانت لديه ذاكرة قوية، وقدرته على التعلم قد أدهشت العلماء الوافدين إلى منزل والده، وظهر عليه الفطنة والذكاء في وقت مبكر، وحفظ القرآن كله في عمر 10 سنوات، كما حفظ معظم الشعر العربي الذي قرأه.عندما بلغ ابن سينا سن الثالثة عشر بدأ بدراسة الطب، وقد أتقن هذا المجال قبل سن السادسة عشر عندما بدأ في علاج المرضى، ودرس على يد الكثير من العلماء المسلمين العظماء، وكانت مهاراته في الطب تثبت أنه سيكون له شأنا كبيرا في المستقبل، وعندما تمكن من معالجة السلطان البخاري من مرض غامض، سُمح لابن سينا باستخدام المكتبة الملكية، وقد استغل هذا الأمر على أكمل وجه، وبحلول سن الحادية والعشرين، أضحى ابن سينا عالمًا كبيرًا وبدأ في تأليف الكتب.لم يكن مهتمًا بالخلافات السياسية وبقي على هذا الخطى لتجنب التورط في أية مشاكل، واستقر أخيرًا في أصفهان (في إيران حاليًا)، حيث سُمِحَ له بافتتاح مدرسته الخاصة للباحثين، وانتهى الأمر بكتابة أكثر من 240 كتابًا حول الفلسفة، والطب، وعلم الفلك، وعلم النبات، وعلم الحيوان، والأرصاد الجوية، وعلم النفس.تحولت حياة ابن سينا عقب بعد وفاة والده، وبدون دعم من أي شخص، بدأ ابن سينا بالتجول والتنقل بين مدن مختلفة، انتقل إلى خراسان وكان يعمل طبيبًا ومعلمًا حيث كان في كل مساء يجمع الطلاب حوله للمناقشات الفلسفية والعلمية، وعمل رجل قانون في جورجانج، وكان في خوارزم، ثم أصبح مدرسًا في جورغان.ومن أهم أعمال ابن سينا "كتاب الشفاء" حيث يُعتبر موسوعة علمية تغطي العديد من المجالات مثل المنطق، والعلوم الطبيعية، وعلم النفس، والهندسة، وعلم الفلك، والحساب والموسيقى. وكتاب آخر اسمه القانون في الطب وهو أحد أكثر الكتب شهرة في تاريخ الطب، ومن بين الأعمال المتبقية، 150 في مجال الفلسفة و40 فقط في الطب، وهما أكثر مجالين ساهم فيهما ابن سينا عن غيرهما.لُقِّب بالشيخ والفيلسوف الثالث بعد أرسطو والفارابي، كما عرف بأمير الأطباء وأرسطو الإسلام، وتُوفِي مُسممًا على يد أحد مساعديه.استطاع ابن سينا أن يرصد مرور كوكب الزهرة عبر دائرة قرص الشمس بالعين المجردة في يوم (10 جمادى الآخرة 423 ه - 24 من مايو 1032 م)، وهو ما أقرَّه الفلكي الإنجليزي "جير مياروكس" في القرن السابع عشر.
مشاركة :