ابن سينا عالم وطبيب وفيلسوف، ساهم بشكل كبير في نهضة العلوم في بلاده، فقد ألف أكثر من 240 كتاب في شتى المواضيع، ولد عام 980 م في بخارى في أوزبكستان، اسمه بالعربية هو "أبو على الحسين بن عبد الله بن سينا" ثم اختصر إلى ابن سينا، واشتهر في العصور الوسطى لإسهاماته الكبيرة في مجال الطب والفلسفة وعلم الفلك وعلم الحيوان والنبات وغيرها، وبينت كتاباته تأثره بمن سبقوه من العلماء والفلاسفة أمثال الفارابي وأرسطو.وتوفي في مثل هذا اليوم 10 ديسمبر من عام 1037، وكان عصره عصر العلم والفلسفة والفن والرياضيات، كان العصر الذهبي الإسلامي، ويرجع ذلك لنجاح عدة علماء مسلمين وتفوقهم، وعلى رأسهم العالم "ابن سينا"، وارتقى ليصبح من بين المفكرين الذين يحظون باحترام العالم وتقديره إلى يومنا هذا.كان والد ابن سينا حاكمًا لإحدى القرى، وقد تلقى تعليمه على يد والده، والذي كان منزله مكانًا لتجمع الناس من أجل التعلم في المنطقة، وكان ابن سينا طفًلا بارعًا، حيث كانت لديه ذاكرة قوية، وقدرته على التعلم أدهشت العلماء الوافدين إلى منزل والده، ولم يصلنا الكثير عن تفاصيل حياته المبكرة، إلَّا أنه ظهر عليه الفطنة والذكاء في وقت مبكر، وحفظ القرآن كله في عمر 10 سنوات، كما حفظ معظم الشعر العربي الذي قرأه.عندما بلغ سن الثالثة عشر بدأ بدراسة الطب، وقد أتقن هذا المجال قبل سن السادسة عشر عندما بدأ في علاج المرضى، ودرس على يد الكثير من العلماء المسلمين العظماء، وكانت مهاراته في الطب تثبت أنه سيكون له شأنٌ كبير في المستقبل. وعندما تمكن من معالجة السلطان البخاري من مرضٍ غامض، سمح لابن سينا باستخدام المكتبة الملكية، وقد استغل هذا الأمر على أكمل وجه.وبحلول سن الحادية والعشرين، أضحى ابن سينا عالمًا كبيرًا وبدأ في تأليف الكتب، ولم يكن مهتمًا بالخلافات السياسية وبقي على هذه الخطى لتجنب التورط في أية مشكلات، واستقر أخيرًا في أصفهان، حيث سمح له بافتتاح مدرسته الخاصة للباحثين، وانتهى الأمر بكتابة أكثر من 240 كتابًا حول الفلسفة، والطب، وعلم الفلك، وعلم النبات، وعلم الحيوان، والأرصاد الجوية، وعلم النفس.انقلبت حياة ابن سينا رأسًا على عقب بعد وفاة والده، وبدون دعم من أي شخص، بدأ ابن سينا بالتجول والتنقل بين مدن مختلفة. انتقل إلى خراسان وكان يعمل طبيبًا ومعلمًا، حيث كان في كل مساء يجمع الطلاب حوله للمناقشات الفلسفية والعلمية، وعمل كرجل قانون في جورجانج، وكان في خوارزم، ثم أصبح مدرسا في جورغان.أهم أعمال ابن سينا "كتاب الشفاء" حيث يعتبر موسوعة علمية تغطي العديد من المجالات مثل المنطق، والعلوم الطبيعية، وعلم النفس، والهندسة، وعلم الفلك، والحساب والموسيقى. وكتاب آخر اسمه القانون في الطب وهو أحد أكثر الكتب شهرة في تاريخ الطب.و ألف ابن سينا نحو 450 كتابًا، نجا منها إلى يومنا هذا نحو 240 فقط، ومن بين تلك الأعمال المتبقية، 150 في مجال الفلسفة و40 فقط في الطب، وهما أكثر مجالين ساهم فيهما ابن سينا أكثر من غيرهما، وكتب عن علم النفس، والجيولوجيا، والرياضيات، وعلم الفلك، والمنطق، ومن أهم عمل له هو كتاب الشفاء، وهو واحد من أربعة أجزاء مخصصة للرياضيات، وقد ضمن ابن سينا علم الفلك والموسيقى والكثير من فروع الرياضيات داخل هذه الموسوعة.قام ابن سينا بتقسيم الرياضيات إلى أربعة فروع، الهندسة، وعلم الفلك، والحساب، والموسيقى، ثم قسم كل من هذه المواضيعن وقسم علم الفلك إلى الجداول الفلكية والجغرافية، والتقويم، والحساب إلى الجبر، وعمليات الجمع والطرح، وصنف الموسيقى أيضًا اعتمادًا على الآلات الموسيقية المختلفة، وبعد سجنه، قرر ابن سينا مغادرة همدان عام 1022 م إثر وفاة الأمير بويد الذي كان يعمل لديه، وسافر إلى أصفهان.ودخل إلى محكمة الأمير المحلي وأمضى السنوات الأخيرة من حياته في سلام، أنهى في أصفهان كتاباته الرئيسية التي بدأت في همدان وكتب أيضًا العديد من الأعمال الأخرى في الفلسفة والطب واللغة العربية، وخلال إحدى الحملات العسكرية عام 1037، اصيب ابن سينا بآلام في البطن، وعالج نفسه بحبوب من الكرفس، تمكن من صُنعها بنفسه، ولكن قام أحد مساعدي ابن سينا بتخريب الأمر وذلك بمضاعفة نسبة المادة الفعالة في الدواء، مما تسبب في إصابته بالقرحة.وخلال تحضير أدوية أخرى لاحقًا، حاول أحدهم تسميم ابن سينا أيضًا، فهو لم يكن بالطبع محبوبًا من قبل الجميع، وبالنهاية، في عام 1037 م نجحت إحدى تلك المحاولات في تسميم ابن سينا، وتوفي أثناء سفره إلى همدان على الرغم من محاولته في استخدام مهاراته الطبية لإنقاذ نفسه ولكن بلا فائدة.
مشاركة :