انتعش سوق بيع الذهب المحلي بعد انخفاض أسعاره في الأسواق العالمية، حيث تراجع المعدن الأصفر لأدنى مستوياته في نحو 17 شهراً يوم الجمعة بفعل ارتفاع الدولار، مصحوباً بانخفاض العملة الصينية، فيما توقع بعض المحللين تراجعا أكبر للمعدن النفيس. وقال تجار في السوق إن الزبائن ينتظرون فرصة نزول الأسعار للقيام بعمليات الشراء، مشيرين إلى أن الذهب دخل في موجة من الهبوط في الآونة الأخيرة زادت من عمليات شرائه في السوق بنسبة قد تصل إلى 40% مقارنة بمستويات الشراء قبل هذه الفترة. وقال حسين أحمد من مجوهرات آلاء: «هنالك إقبال كبير، وذلك لأن الناس تنتظر انخفاض الأسعار لتنفيذ خططها لشراء الحلي». وبلغ سعر الذهب زنة 22 قيراطاً في البحرين أمس الأول (الاثنين) 13.5 دينار في حين وصل سعرالذهب زنة 18 قيراطاً 11 ديناراً. وتوضح البيانات أن سعر الذهب انخفض بنحو 10% في الفترة منذ فبراير الماضي إلى بداية الشهر الحالي. وقال أحمد: «بيع الذهب ينشط عادة في المواسم والمناسبات مثل الأعياد، وعيد الأم، لكن انخفاض الأسعار في الأسواق الدولية يشجع على الشراء»، مؤكداً أن الحركة خلال الفترة الماضية ارتفعت بنسبة 40% تقريباً. وعن اختلاف أسعار المشغولات الذهبية وتبرير ذلك باختلاف المصنعية، قال: «يقصد بالمصنعية الجهد المبذول في صناعة المصوغة الذهبية، وذلك لأن القطع تختلف فبعضها من الخارج، وتلحق بها ضرائب، وبعضها تصنع يدوياً وأخرى آليًا، وكلما زاد العمل اليدوي في القطع زادت مصنعيتها». ومن ناحيته، أكد محمد الصايغ من مجوهرات جيهان أن الطلب على الذهب انتعش خلال الأيام الأخيرة مدفوعاً بانخفاض السعر لمستويات قياسية إلى حد ما، مشيراً إلى أن هناك إقبالاً من المواطنين والمقيمين والسياح الذين يزورون البحرين خلال هذه الفترة. ونبه الصايغ إلى أن الذهب البحريني لا يزال يحتفظ بسمعته ويتميز بأشكاله، علاوة على ما يمثله من نقاء وثقة بالنسبة للمشترين والتجار على حد سواء بفضل الإجراءات الرقابية من جانب وزارة الصناعة والتجارة والسياحة. وقال: «إن الختم الذي تضعه إدارة فحص المعادن والأحجار الكريمة في الوزارة يمثل موثوقية، ولذلك نجد أن التجار بمجرد رؤية الختم يعرفون بأنه ذهب بحريني خالص، ونجد أن بعض التجار في الأسواق المجاورة يضعون يافطات بشأن وجود الذهب البحريني لديهم». وتابع قائلاً: «في المقابل تكتفي بعض الورش في الأسواق القريبة في بعض الدول بوضع أختامها». وعن التفاوت في قيمة المصنعية أوضح الصايغ أن هذا التفاوت طبيعي بحسب الجهد المبذول في القطعة الذهبية ووزنها، وما إذا كان العمل يدوياً أو آلياً. وأكد أن شراء الذهب لا يعد سلوكاً استهلاكياً صرفاً فالكثير من الناس يعتقدون أن شراءه نوع من أنواع الادخار أو الاستثمار، وذلك أن الذهب يبقى سلعة ذات قيمة عالية، ومضمونة. ومن ناحيته، ذكر علي الشهابي من مجوهرات النواعم أن الطلب اتخذ منحى تصاعديا منذ عيد الفطر تقريباً، ووصل إلى أشده خلال الأيام القليلة الماضية مع انخفاض أسعار المعدن النفيس في الأسواق العالمية، مشيراً إلى أن قبل ذلك كان الاقبال يقتصر على نهاية الأسبوع فقط. ولفت الشهابي إلى أن من بين الذين يقصدون السوق المحلي لشراء الذهب، خليجيون من السعودية وعمان والإمارات والكويت، وذلك للسمعة الجيدة والأشكال المحببة، علاوة على الثقة في أنه ذهب خالص. ونبه إلى أن هنالك خلطاً لدى بعض الناس الذين يعتقدون بأن الذهب عيار 21 هو الذهب البحريني بينما الأشكال البحرينية قد تصنع بجميع عيارات الذهب، وقد تكثر بعيار 21. ومن ناحيته، لفت عبدالرزاق الناصر الذين يعمل في قطاع تجارة الذهب إلى أن الذهب البحريني يتميز بسمعته الجيدة وأشكاله وموثوقيته، مؤكداً أن انخفاض الأسعار فرصة جيدة للشراء، فهو أشبه الاستثمار، وسرعان ما سيجد الذهب طريقه إلى الارتفاع لأنه أحد الملاذات الآمنة للمستثمرين. وأكد الناصر الذي يعمل في تجارة الذهب بين أسواق البحرين والدمام والرياض أن الذهب يظل سوقاً نشطاً حتى لو انخفضت أسعاره، ومن السهل بيعه أو شراؤه فلا يطاله الكساد.
مشاركة :