طهران، واشنطن - وكالات - حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم من التعامل تجارياً مع إيران، مُشيداً بالعقوبات التي وصفها بأنها «الأكثر إيلاماً على الإطلاق» التي فرضتها واشنطن ودخلت حيز التنفيذ، صباح أمس، وسط مزيج من مشاعر الغضب والقلق والتحدي في الجمهورية الإسلامية. وقال ترامب في تغريدة على «تويتر»، بعد ساعات من سريان العقوبات، إن «العقوبات الإيرانية فُرضت رسمياً. هذه العقوبات هي الأكثر إيلاماً التي يتم فرضها على الإطلاق، وفي نوفمبر (المقبل)، سيتم تشديدها إلى مستوى جديد»، في إشارة إلى الحظر النفطي الذي تنوي الولايات المتحدة فرضه على إيران.وأضاف أن «أي جهة تتعامل تجارياً مع إيران لن يكون بإمكانها التعامل تجارياً مع الولايات المتحدة. لا أسعى إلى شيء أقل من السلم العالمي».ويأتي فرض العقوبات على إيران، بعد قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الدول الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا) في يوليو 2015.وأثار الانسحاب الأميركي من طرف واحد استياء الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق، لا سيما الأوروبيين الذين أبدوا تصميمهم على الحفاظ على النص. لكن العديد من الشركات الغربية ترى ارتباطاتها التجارية مع إيران مُهدّدة بفعل العقوبات.وتشمل الرزمة الأولى من العقوبات الاميركية التي دخلت حيز التنفيذ، أمس، تجميد التعاملات المالية وواردات المواد الأولية، كما تستهدف قطاعيْ السيارات والطيران التجاري. وستعقبها في نوفمبر المقبل تدابير تطول قطاعيْ النفط والغاز إضافة الى البنك المركزي الايراني.وسارعت حليفتا إيران الأبرز، موسكو ودمشق، إلى إدانة التحرك الأميركي، إذ أعربت روسيا عن «خيبة أملها الشديدة» مؤكدة أنها «ستقوم بكل ما يلزم» لحماية الاتفاق النووي وعلاقاتها الاقتصادية مع ايران، في حين وصفت الحكومة السورية العقوبات بأنها «غير مشروعة»، مؤكدة تضامنها «الكامل» مع إيران «في مواجهة السياسات العدوانية للإدارة الاميركية».وأعربت الخارجية الروسية، في بيان، عن «خيبة أمل شديدة إثر قرار الولايات المتحدة إعادة العمل بعقوباتها الوطنية على إيران»، معتبرة أنها انتهاك للقرار الدولي 2231 وتهدف إلى إفشال الاتفاق النووي مع طهران.وأكدت أن «الاتفاق النووي يجب ألا يصبح ضحية تصفية حسابات واشنطن مع طهران»، مكررة استعدادها لبذل كل ما في وسعها للحفاظ على الاتفاق وتنفيذه.وأشارت إلى أنها «تتخذ إجراءات على المستوى الوطني من أجل حماية التعاون الاقتصادي التجاري مع إيران، إضافة إلى العمل المشترك مع أطراف الاتفاق الأخرى على وضع حلول جماعية بهدف الحفاظ على التعاون الدولي في مجال الاقتصاد والمال مع إيران وتوسيعه».من جهته، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن العراق لا يتعاطف مع العقوبات الأميركية على إيران، لكنه سيلتزم بها لحماية مصالحه.وقال في مؤتمر صحافي، بعد ظهر أمس، »من حيث المبدأ نحن ضد العقوبات في المنطقة. الحصار والعقوبات تدمر المجتمعات ولا تضعف الأنظمة».وأضاف «نعتبرها خطأ جوهرياً واستراتيجياً وغير صحيحة، لكن سنلتزم بها لحماية مصالح شعبنا. لا نتفاعل معها ولا نتعاطف معها لكن نلتزم بها».ومن المرجح أن تكون وطأة العقوبات قاسية على الاقتصاد الإيراني الذي يواجه بالأساس صعوبات أثارت في الأيام الأخيرة موجة احتجاجات اجتماعية.وقال عامل بناء في طهران يدعى علي بافي: «أشعر أن حياتي تتدمر. الوضع الاقتصادي في الوقت الحالي يعني الموت للطبقة العاملة. العقوبات تؤثر من الآن سلباً على حياة الناس. لا يمكننا تحمل تكاليف شراء الطعام ودفع الإيجارات». وبما أن معظم الإيرانيين تأقلموا مع الموقف الأميركي المعادي لنظامهم الحاكم والذي تعايشوا معه على مدى أربعة عقود، فإنهم يصبون غضبهم هذه المرة على قادتهم باعتبارهم فشلوا في إيجاد حل.وقالت ياسامان، وهي مصورة تبلغ من العمر 31 عاما، في طهران، صباح أمس، «ترتفع الأسعار منذ ثلاثة أو أربعة أشهر وكل حاجياتنا باتت باهظة الثمن، كل ذلك حتى قبل عودة العقوبات». وهي ترى كغيرها في طهران أن قادة إيران «سيضطرون إلى تجرع كأس السم في نهاية المطاف» والتفاوض مجدداً مع الولايات المتحدة.وبعدما راهن بكل ما لديه على الاتفاق النووي، اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني واشنطن بـ«شن حرب نفسية على الأمة الإيرانية وإثارة انقسامات في صفوف الشعب». واستبعد التفاوض مع الأميركيين في ظل العقوبات.وجاءت تصريحات روحاني رداً على توجيه ترامب قبل ساعات تحذيراً جديداً لإيران، مُبدياً في الوقت نفسه «انفتاحه» على «اتفاق أكثر شمولاً يتعاطى مع مجمل أنشطة (النظام الإيراني) الضارة، بما فيها برنامجه البالستي ودعمه الإرهاب».ويتوقع أن يكون تأثير الحزمة الثانية من العقوبات التي ستدخل حيز التنفيذ في 5 نوفمبر المقبل وتستهدف قطاع النفط الذي يعد حيوياً بالنسبة لإيران، الأشد وطأة حتى ولو رفض أبرز مستوردي الخام الإيراني كالصين والهند وتركيا تقليص مشترياتهم إلى حد كبير. وزير خارجية كوريا الشمالية يجري محادثات في إيران طهران - ا ف ب - أجرى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، محادثات في طهران أمس، مع نظيره الكوري الشمالي ري يونغ هو.واستقبل ظريف نظيره الكوري الشمالي الى جانب وفد من المسؤولين في وزارة الخارجية في طهران، لكن لم يتم الادلاء بأي تصريح للصحافيين.ويقوم ري بزيارة تستغرق يومين الى طهران ويرتقب ان يلتقي الرئيس الايراني حسن روحاني اليوم.وأوردت وكالة «فارس» للأنباء أن الطرفين بحثا «العلاقات الثنائية ومسائل إقليمية في الشرق الاوسط»، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.وكان خبراء من الأمم المتحدة عبّروا عن قلقهم إزاء حصول تعاون عسكري بين إيران وكوريا الشمالية في السابق. وفي تقرير نشر في 2017، أكدوا وجود مهربي أسلحة كوريين شماليين يقيمون في طهران وأوجه شبه في صناعة الصواريخ لدى البلدين.
مشاركة :