القاهرة: غريب الدماطي اعتبر خبراء ومحللون سياسيون زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وليّ عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للقاهرة أمس، تعكس رؤية دولة الإمارات للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.وأكدوا أن التنسيق بين مصر والإمارات، انتقل من مرحلة التعاون الثنائي إلى التطابق الاستراتيجي المتكامل في الأهداف والتوجهات، خاصة في ظل التحديات والتهديدات التي تحيط بالمنطقة من قبل إيران ودعمها اللامحدود للحوثيين في اليمن وتهديدها بضرب ناقلات النفط في مضيق باب المندب، وإغلاق مضيق هرمز. تهديدات إيران وقال اللواء حسام سويلم، المدير السابق لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالقوات المسلحة: إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمصر في هذا التوقيت تعكس حرص دولة الإمارات على التشاور المستمر مع مصر حول القضايا الإقليمية والدولية إضافة إلى بحث العلاقات الثنائية، لا سيما بعد تهديدات إيران المستمرة بشأن غلق مضيق هرمز وباب المندب أمام حركة الملاحة الدولية، الأمر الذي ينعكس على الأمن الاستراتيجي العربي والمصري وحركة الملاحة في قناة السويس.وأشار إلى أن أمن دول الخليج العربي، وفي المقدمة منه الإمارات، جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي، ومصر لن تسمح بالمساس بأمن الإمارات، فمصر والإمارات معاً في مواجهة التهديدات الإقليمية أو الخارجية، وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة. زيارة مهمة واعتبر الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ومستشار مركز دراسات الشرق الأوسط، الزيارة مهمة للغاية لاعتبارات عديدة من بينها انتقال العلاقات بين البلدين من مجرد التطابق في وجهات النظر إلى علاقات استراتيجية متكاملة، مشيراً إلى أن القضايا الإقليمية والدولية استبقت القضايا الثنائية في مباحثات السيسي ومحمد بن زايد، لاسيما في ظل التهديدات الإيرانية بشأن غلق باب المندب وتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.وقال: إن الإمارات ومصر تنسقان دائماً في مواجهة التهديدات والمخاطر الخارجية، وذلك لارتباط القاهرة وأبو ظبي بعلاقات نموذجية تمضي نحو الاستقرار والثبات، ولم تعد مجرد علاقات استثمار واقتصاد، حيث تمضي نحو مجالات أخرى تحفظ استقرار المنطقة وفرض السلام، لا سيما أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تأتي بعد أيام قليلة من انتهاء التدريبات البحرية بين مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة وتزامنها مع تدريبات مشتركة مصر بريطانية في البحر الأحمر، وهي إشارات ودلالات تتخطى فكرة تعزيز العلاقات الثنائية، بل تمتد إلى التنسيق الاستراتيجي المتكامل. وأضاف فهمي أن الملف الليبي كان حاضراً على مائدة المباحثات، وكذلك الوجود الإماراتي في منطقة القرن الإفريقي، حيث ترتبط الإمارات بعلاقات قوية مع إثيوبيا وكينيا وأوغندا، بما يخدم التحرك المصري في الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن زيارة صاحب السمو وليّ عهد أبوظبي تلقى ترحيباً رسمياً وشعبياً مصرياً ليس فقط لاعتبارات التطابق في العلاقات بين البلدين، بل لكونها نموذجاً للعلاقات العربية - العربية.ولفت إلى أن الشعب المصري لن ينسى كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حين قال إن دولة الإمارات ماضية في الوقوف بجانب مصر، وفي تحقيق تطلعات شعبها للاستقرار والتنمية. لقاء السلام وقال الدكتور نجاح الريس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف: إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى القاهرة تأتي في إطار حرص دولة الإمارات على التشاور المستمر مع الأشقاء والحلفاء للوقوف على آخر المستجدات التي تهم البلدين وتخدم السلام في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، مشيراً إلى أن لقاء القاهرة يتزامن مع أحداث ساخنة في المنطقة، ولذا رأى صاحب السمو أنه لا بد من استمرار التنسيق بين أبوظبي والقاهرة والعمل المشترك بما يخدم المنطقة العربية، لا سيما أن الزيارة جاءت عقب تصديق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العقوبات الأمريكية على إيران، التي بدأت أمس، وما صاحبها من تهديدات إيرانية باستهداف الملاحة الدولية في الخليج العربي، فضلاً على تهديدها بغلق مضيق باب المندب ومضيق هرمز، الأمر الذي يلقي بظله على الأمن القومي العربي. وأضاف أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تحمل الكثير من الفائدة لمصر، لا سيما أن أبوظبي لها علاقات قوية للغاية مع دول القرن الإفريقي وفي مقدمتها إثيوبيا، كما أنها استطاعت رعاية السلام بين إريتريا وإثيوبيا، وهو ما سينعكس بالإيجاب على مصر ويساهم بشكل قوي في تحقيق التطلعات الإماراتية والمصرية لبسط النفوذ العربي في مضيق باب المندب والخليج العربي لتسهيل الملاحة الدولية واستقرار الأمن في المنطقة.وقال إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يحمل رؤية عروبية قومية وضع أساسها الأب المؤسس الشيخ زايد رحمة الله عليه، وهو أحد القادة العروبيين المخلصين لقضايا الأمة، والمهمومين بعملية الاستقرار والبناء والتنمية، لذا تأتي زيارته إلى جانب اهتمامه بالتنمية، واهتمامه بالقضايا الإقليمية واهتمامه بتعزيز التعاون الثنائي مع مصر في كافة المجالات التي تعود بالنفع على شعوب المنطقة واستقرارها وتنميتها. علاقات متميزة وأكد الدكتور جمال عبد الجواد، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الأسبق، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى القاهرة تعكس مدى قوة العلاقات الثنائية بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة التي أسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، حيث يرجع تاريخ العلاقات بين البلدين إلى ما قبل إعلان دولة الاتحاد، التي ضمت الإمارات السبع في دولة واحدة هي الإمارات العربية المتحدة، والتي دعمت مصر إنشاءها عام 1971، وأيدت بشكل مطلق الإجراءات الاتحادية التي قامت بها الإمارات، واعتبرت مصر دولة الاتحاد ركيزة أساسية للأمن واستقرار المنطقة، وإضافة قوية للأمة العربية.وأضاف عبد الجواد أنه مع كل زيارة لقيادة إماراتية يتذكر المصريون بفخر، الموقف الشجاع للشيخ زايد في حرب أكتوبر 1973، عندما قال إن النفط العربي ليس أغلى ولا أثمن من الدم العربي، وسخّر كل إمكانات بلاده للمقاتل العربي في تلك المعركة مع العدو «الإسرائيلي» ليتحقق النصر وليضرب نموذجاً ومثالاً رائداً في التضامن العربي، مشيراً إلى أن هذا النموذج لا تزال تمارسه دولة الإمارات العربية المتحدة حين وقفت إلى جانب مصر في كل أزماتها، وتجلت في عام 2013 وما زالت مستمرة بعطائها ودبلوماسيتها الناعمة ومكارم حكامها وقيادتها، وهو ما تعكسه الزيارة التي يقوم بها الآن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للقاهرة.
مشاركة :