منذ قطع العلاقات الدبلوماسية معها، من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والبحرين، بفعل تهديدها أمن واستقرار المنطقة، واستمرار دعمها للإرهاب، تنشط الدوحة لفك عزلتها من خلال بلدان العالم المختلفة، وتحاول يائسة درء شبح العزلة، التي حجّمت حضورها وتأثيرها في المشهد العربي والإقليمي. وفي حين يسعى «تنظيم الحمدين» لمحو الصورة القاتمة لبلاده، حيال دعمها وزرعها للإرهاب في المنطقة، فإنه كما يبدو لم يكن يتوقع، أن تلقى مناوراته، هذا الحجم من العزلة لدوحة «الإرهاب» المثقلة بسجل أسود مع جيرانها، عبر محاولات زعزعة استقرار المنطقة، خدمة للأطماع الإيرانية فيها. في الأيام الأخيرة، ومن جديد، ارتمت الدوحة في الأحضان الإسرائيلية، وعلى الجانب النقيض، ما زالت ترتبط بعلاقة حميمة، مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، في محاولة للالتفاف على الموقف الرسمي الفلسطيني، لكن يبدو أنها حتى في هذا المضمار، ستحصد الفشل ذاته، الذي لاقته كل محاولاتها السابقة، إذ فشلت كل المساعي القطرية من خلال كافة الوساطات والجهود الخارجية لفك عزلتها. محاولات يائسة في هذا الإطار، أكد القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني، رائد عبد الله، أن المحاولات المشبوهة، للسفير القطري محمد العمادي، التوسط بمفاوضات يبدو أن الدوحة ستقودها ما بين حماس وإسرائيل، وتستهدف الترتيب لـ«صفقة» حيال الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وأكد أن هذه التحركات تستهدف الالتفاف على الموقف الرسمي الفلسطيني، والتشبث بطوق نجاة إسرائيلي، تعتقد الدوحة واهمة، بأن يكون له بالغ التأثير على الإدارة الأميركية، حليفة إسرائيل الكبرى، بما يسهم أخيراً في فك العزلة الدولية عن قطر، غير أنه لن يُكتب لها النجاح. وشدد عبد الله، في حديث لـ«البيان» على أن محاولات العمادي وبلاده، تطابقت مع تصريحات ومواقف قادة الاحتلال الأخيرة، بأن حُزَم المشاريع القطرية في قطاع غزة، الهدف الأساس منها التمهيد لصفقة القرن، مشدداً على أن الموقف القطري يثير تساؤلات عدة، بمحاولة تجاوز دور منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بينما يظهر تأثيره بوضوح، على المصالحة الفلسطينية المتعثرة، حيث يتّضح يوماً بعد يوم، أن الدوحة معنية بترسيخ الانقسام، وتسعى لتكريسه كأمر واقع في حياة الفلسطينيين، طبقاً لأهوائها ومصالحها. تصفية القضية وأوضح القيادي الفلسطيني، أن الظروف الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة، سببها الرئيس الاحتلال الإسرائيلي، لكن التدخل القطري هناك، بالعزف على الوتر الإنساني ومشاريع الإعمار، والمراد به التأثير على مواقف حركة حماس، ضاعف من معاناة المواطنين في تلك البقعة الصغيرة. واعتبر أنه كان من الأجدر بالدوحة، ومن خلال علاقتها مع حماس، أن يكون لها موقف مؤثر بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني، بدلاً من الرهان على استثمارات ترتدي ثوب الإنسانية، غير أن الهدف منها تعميق الانقسام، الأمر الذي يسهم في تصفية القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن المحاولات القطرية في هذا الاتجاه، تستهدف تقديم قرابين لدولة الاحتلال، كي تنشط في إخراجها من عزلتها. طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :