مانشستر سيتي يرفع مستوى المنافسة أمام مطارديه في الدوري الإنجليزي

  • 8/8/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

رفع مانشستر سيتي مستوى المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم ويدرك الطامحون في التتويج أن لديهم مساحة قليلة للخطأ إن أرادوا تحدي فريق المدرب جوسيب غوارديولا هذا الموسم. لكن بينما يبدأ سيتي الموسم وهو المرشح الأقوى للتتويج بعد مسيرة من الأرقام القياسية في الموسم الماضي، فإنه سيكون على دراية بالخطر الذي يمثله ليفربول المتطور بقيادة المدرب يورغن كلوب وكذلك باقي الفرق الستة الكبيرة. وكان سيتي هادئا في سوق الانتقالات وضم فقط رياض محرز من ليستر سيتي لكن قوته الهجومية وقدرته على الاستحواذ على الكرة من المفترض أن تصبح أقوى في وجود اللاعب الجزائري الموهوب. لكن ليفربول هزم سيتي ثلاث مرات في الموسم الماضي، بينها مرتان في ذهاب وإياب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا، ومن المفترض أن تجعله تحركاته في فترة الانتقالات منافسا قويا. ومثل سيتي، تتمثل قوة ليفربول في الثلث الأمامي من الملعب، وسيبث الثلاثي المكون من محمد صلاح وروبرتو فيرمينو وساديو ماني الرهبة في دفاعات فرق الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى. والفارق هذا الموسم هو أن ليفربول يمتلك قوة أكبر في وسط الملعب بعدما زادت خياراته بانضمام فابينيو ونابي كيتا. وتعامل ليفربول مع نقطة ضعفه في حراسة المرمى بعدما ضم البرازيلي اليسون من روما، ومع تأقلم فيرجيل فان ديك عقب انتقاله في يناير (كانون الثاني)، يبدو فريق كلوب متكاملا إلى حد كبير. وأمضى جوزيه مورينيو معظم الفترة التي تسبق انطلاق الموسم في الشكوى من ضعف تشكيلته والافتقار لوجوه جديدة لكن لا تزال هناك الكثير من المواهب متاحة أمام مدرب تشيلسي وريال مدريد السابق. والسؤال المهم هو هل سينجح مورينيو أخيرا في استخراج أفضل ما عند لاعبيه مثل أليكسيس سانشيز وبول بوغبا وروميلو لوكاكو والعثور على طريقة لعب إيجابية تحظى برضا المشجعين في استاد أولد ترافورد. وسيشعر مورينيو بالضغط في موسمه الثالث في النادي، إذ تتألم جماهير يونايتد من رؤية فريقها يتأخر عن سيتي، وسيكون احتمال التراجع أيضا وراء ليفربول أكثر ألما. من ناحية أخرى يأمل مورينيو في أن يصبح بوسعه الاعتماد على اللاعبين العائدين من المشاركة في كأس العالم لكرة القدم عندما يستضيف ليستر سيتي في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز يوم الجمعة. وعاد مجموعة من لاعبي يونايتد إلى المران منذ أيام قليلة وحصلوا على فترة قصيرة للاستعداد لبدء الموسم الجديد، ومنهم السويدي فيكتور ليندلوف وثنائي منتخب إنجلترا ماركوس راشفورد وفيل جونز. وقال مورينيو لمحطة النادي التلفزيونية إنه يتوقع أن تتحسن حالة راشفورد مع مرور أيام الأسبوع الجاري. وأضاف: «الأمر ذاته بالنسبة إلى ليندلوف. جونز نفس الموقف ودعونا نر إن كان بوسع أحدهم مساعدتنا لمدة 20 - 25 دقيقة. أي مساعدة منهم سنرحب بها». ويتوقع مورينيو أيضا أن يتمكن آشلي يانغ وجيسي لينغارد ومروان فيلايني وبول بوغبا وروميلو لوكاكو من اللعب أمام ليستر. ولم يتحرك توتنهام هوتسبير في سوق الانتقالات لكنه حافظ على أبرز لاعبيه وستستمتع تركيبته الهجومية المكونة من هاري كين وكريستيان إريكسن وديلي آلي بفرصة التألق في ملعب النادي الجديد المنتظر أن يتم افتتاحه في سبتمبر (أيلول). وتعاقد آرسنال وتشيلسي مع مدربين جديدين، إذ تولى الإسباني أوناي إيمري المهمة خلفا لأرسين فينغر في استاد الإمارات، بينما حصل الإيطالي ماوريتسيو ساري على منصبه مواطنه أنطونيو كونتي. ورغم عدم إنفاق أي منهما ببذخ في سوق الانتقالات، فمن المتوقع أن يطور المدربان الأداء بعد موسم محبط والمنافسة على الأقل على دخول المربع الذهبي. وشهدت الأندية الصاعدة من الدرجة الثانية فورة إنفاق وكان فولهام وولفرهامبتون واندرارز بالتحديد في غاية النشاط في سوق الانتقالات مع تطلعهم بجانب كارديف سيتي لتعزيز وجودهم بين الكبار. وعين وستهام يونايتد المدرب التشيلي مانويل بيليغريني وتعاقد إيفرتون مع المدرب البرتغالي ماركوس سيلفا وأنفق الناديان الكثير من المال لضمان عدم تكرار معاناة الموسم الماضي والتقدم للنصف الأعلى من الجدول. وهيمن سيتي على الموسم الماضي باللعب الهجومي والاستحواذ على الكرة وابتكار أساليب خططية جديدة وسيكون من المثير متابعة إلى أي مدى يسعى المنافسون للاقتداء بغوارديولا. وتشير كل المعطيات إلى موسم مثير، لكن من الصعب توقع نجاح أي فريق من وسط الجدول في دخول المراكز الستة الأولى وستكون المعركة الأساسية للعديد من الأندية مرة أخرى هي مجرد تجنب الهبوط. وبعد صيام استمر خمسة مواسم دون التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز القدم سيكون الضغط واقعا على مانشستر يونايتد ومدربه مورينيو لخوض معركة شرسة على اللقب لكن تظل علامات الاستفهام كبيرة حول الفريق. وأنهى يونايتد الموسم الماضي في المركز الثاني، وهو أفضل مركز له منذ 2013 عندما حقق اللقب في آخر موسم للمدرب أليكس فيرغسون، لكن «الشياطين الحمر» كانوا على بعد 19 نقطة من البطل مانشستر سيتي ولم تكن أمامهم فرصة حقيقية للمنافسة على اللقب. وكانت التوقعات تشير إلى أن يونايتد سينفق الكثير من الأموال في فترة الانتقالات الحالية لتعزيز صفوفه في أكثر من مركز لكنه اكتفى بضم لاعب الوسط البرازيلي فريد من شاختار دونيتسك والظهير البرتغالي ديوغو دالوت (19 عاما) حتى الآن فقط. وإذا لم يبرم يونايتد صفقات بارزة متأخرة سيضطر مورينيو للاعتماد على تشكيلة مشابهة للتي عجزت عن منافسة الجار سيتي. لذا يأمل المدرب البرتغالي في أن يرتقي أداء اللاعبين الذين ضمهم في أوقات سابقة ليكونوا على قدر التطلعات. واستمتع بول بوغبا بمسيرة ناجحة في كأس العالم ولعب معظم الوقت كلاعب وسط مدافع في تشكيلة المدرب ديدييه ديشامب المتوجة باللقب في روسيا. لكن بوغبا عانى لتقديم أداء ثابت مع يونايتد، وسيكون من المثير للاهتمام رؤية إن كان مورينيو سيستلهم من طريقة ديشامب فيما يتعلق بالدعم الهجومي للفريق. ولم يتأقلم أيضا المهاجم التشيلي أليكسيس سانشيز، القادم من آرسنال في يناير ، خلال النصف الثاني من الموسم الماضي لكن بعد عطلة صيفية طويلة بسبب غياب منتخب بلاده عن كأس العالم فمن المفترض أن يبدأ الموسم بحالة منتعشة. وأظهر المهاجم روميلو لوكاكو براعته خلال مشوار بلجيكا نحو الحصول على المركز الثالث في كأس العالم وأكد امتلاكه لقدرات أكبر من مجرد التمتع بقوة بدنية هائلة. وإذا نجح بوغبا وسانشيز ولوكاكو في الانسجام سويا ربما سيشكل يونايتد فريقا ممتعا مع تقديم البرازيلي فريد المساعدة إلى نيمانيا ماتيتش في وسط الملعب. وبدا دفاع يونايتد قويا في الموسم الماضي، وكان الأقل استقبالا للأهداف بعد سيتي، حيث اهتزت شباكه 28 مرة لكنه قد يطمح لإضافة عنصر آخر يجيد التحكم في الكرة لمساعدة الفريق على التحلي بمرونة عند بدء اللعب من الخلف. وبالكاد زادت فترة الإعداد بالولايات المتحدة من ثقة مورينيو في مشروعه. وبدا مدرب تشيلسي وريال مدريد السابق متشائما وتكهن بالفشل في ظل عدم ضم لاعبين جدد وعدم رضاه عن أداء التشكيلة. ومع عودة العديد من اللاعبين للتدريبات في وقت متأخر بعد مشاركتهم في نهائيات روسيا لم يتمكن مورينيو من اختبار الأسماء الأبرز بتشكيلته. وربما ينجح يونايتد في تعزيز صفوفه في الأيام الأخيرة بفترة الانتقالات بصفقات ترضي المدرب وتثير حماس الجمهور، لكن من الصعب تجنب الشعور بأن يونايتد سيكون ضمن الأربعة الكبار مجددا لكن دون جودة كافية تدفعه لاستكمال الطريق حتى النهاية ودون ضمان احتفاظه بالوصافة.

مشاركة :