مختصون: 3 أشهر حاسمة للسوق النفطية .. ولا استثناء لشراء الخام الإيراني

  • 8/8/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ارتفعت أسعار النفط مع إعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات على إيران ما يقلص المعروض في الأسواق العالمية، في الوقت الذي استبعد فيه محللون نفطيون في تصريحات لـ "الاقتصادية" حصول الدول المستوردة على استثناء لشراء النفط الإيراني. وبلغ خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 74.08 دولار للبرميل، بارتفاع 33 سنتا أو 0.4 في المائة عن الإغلاق السابق، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 20 سنتا أو 0.3 في المائة إلى 69.21 دولار للبرميل. ودخلت العقوبات الأمريكية على إيران، التي صدرت نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا من الخام في تموز (يوليو) الماضي، حيز التطبيق رسميا في الساعة 04:01 بتوقيت جرينتش أمس. وقال بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي "إن هناك معروضا كافيا في أسواق الخام الحاضرة حاليا"، لكنه أشار إلى أن ”العقوبات على إيران ستخرج إمدادات إضافية قدرها مليون برميل يوميا من الأسواق". وأضاف أن "هذا لن يترك للأسواق طاقة إنتاجية فائضة تُذكر لمواجهة أي حالات تعطل مفاجئة للإمدادات". وفي هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية"، روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، "إن بدء تطبيق العقوبات الأمريكية، خطوة لها انعكاسات واسعة على سوق النفط خاصة خلال الفترة الحاسمة وهى الشهور الثلاثة المقبلة، حيث إن كل المشترين للنفط الإيراني يجب عليهم إجراء تخفيضات حادة لإظهار الامتثال للقرارات الأمريكية ومنع تعرضهم لعقوبات مماثلة". وأشار إلى أن البعض يطالب ببعض الاستثناءات لدول معينة لكن الإدارة الأمريكية صارمة في تطبيق العقوبات، مبينا أن بداية العقوبات أدت إلى انهيار واسع في العملة الإيرانية وفرض محاذير على شراء إيران للدولار وعلى تداول المعادن وأن المقبل سيكون أسوأ إذا لم يتم احتواء هذا الصراع. من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية"، سيرجي فاكولينكو مدير الاستراتيجيات في عملاق الطاقة الروسي "جازبروم"، أن روسيا لها قدرة واسعة على مواصلة رفع مستويات الإنتاج بما يؤمن المعروض النفطي العالمي ويعوض أزمات الانكماش الحالية في فنزويلا إلى جانب تأثير العقوبات التي بدأ تطبيقها في إيران وأيضا الانقطاعات المتكررة في بحر الشمال وليبيا ونيجيريا وأنجولا. وأوضح أن المستثمرين يتابعون تطورات السوق خاصة وضع المعروض النفطي، لافتا إلى أنه على الأرجح ستستمر رؤية مستوى نمو قوي في الطلب وهو ما يدفع إلى ضرورة تنشيط الاستثمار بقيادة السعودية وروسيا وإجراء زيادات أوسع، حيث إن حجم الانخفاض في المعروض قد يفوق التوقعات الحالية. من ناحيته، قال لـ "الاقتصادية"، ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" للاستشارات المالية، "إن السوق النفطية تواجه تحديات واسعة في المرحلة الراهنة أبرزها ازدياد تأثير العوامل والمخاطر الجيوسياسية وبخاصة القلق من تأثير الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين على مستوى الطلب". وذكر أن السوق متخوفة أيضا من تطورات فرض العقوبات الأمريكية على إيران خاصة في ظل تهديدات إيرانية بإغلاق مضيق هرمز الذي يتحكم في نحو 20 في المائة من تجارة النفط العالمية، مشيرا إلى أن استقرار السوق يحتاج إلى تضافر جهود جميع الدول وإلى القبول بحلول وسطية لإنهاء النزاعات. إلى ذلك توقع تقرير لشركة "بتروماتيركس" السويسرية الدولية، أن توجه السعودية جزءا كبيرا من صادراتها من الخام إلى سوق الولايات المتحدة خلال 15 شهرا. وأشار التقرير إلى أن السعودية وهي أكبر مصدر للنفط في العالم قامت بتوجيه مليون برميل يوميا إلى الولايات المتحدة في تموز (يوليو) الماضي، مبينا أنه بحسب بيانات السفن التي تجمعها "بلومبيرج" فإن هذه الصادرات قد قفزت بنسبة 36 في المائة مقارنة بشهر حزيران (يونيو) الماضي، وتمثل أكبر تدفق نفطي شهري إلى الولايات المتحدة منذ نيسان (أبريل) 2017. وقال التقرير "إن هذه الزيادة في التدفقات النفطية السعودية تأتي استجابة لمطالب المستهلكين وتلبية لدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى زيادة الإنتاج وتهدئة الأسعار بعد ادعاءات بأن "أوبك" مسؤولة عن ارتفاع أسعار النفط الخام في الفترة الماضية". وأوضح التقرير أن السعودية قادت بقية المنتجين لتلبية احتياجات السوق وبالأخص فيما يتعلق بتعزيز مستوى المعروض النفطي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تساعد على تعويض السوق عن البراميل التي فقدت بسبب الانهيار الاقتصادي في فنزويلا التي كانت تعد مصدرا رئيسيا في تصدير النفط الخام إلى السوق الأمريكية. وأشاد التقرير باستجابة السعودية السريعة ببذل الجهود الممكنة لتهدئة وتيرة ارتفاع أسعار النفط وتجنب التأثيرات السلبية في مستويات الطلب العالمي، مشيرا إلى أن منظمة أوبك ترفع تدريجيا إنتاجها الإجمالي بعدما وافقت المجموعة المنتجة بالفعل على القيام بذلك في اجتماعها في حزيران (يونيو) الماضي بهدف الحفاظ على استقرار السوق. من جانبه، رجح " تقرير وورلد أويل" الدولي أن تسهم البراميل الإضافية في تحقيق استقرار السوق الأمريكية على نحو واسع، لافتا إلى أنه منذ أن بدأت "أوبك" في تنفيذ تخفيضات الإنتاج في كانون الثاني (يناير) 2017، وصلت الشحنات السعودية إلى الولايات المتحدة إلى 1.3 مليون برميل يوميا في مارس من العام الماضي، بينما انخفضت إلى 530 ألف برميل يوميا خلال شهر شباط (فبراير) الماضي. وأضاف التقرير أن "أسعار الخام بدأت في الارتفاع منذ العام الماضي بعد أن قامت السعودية بإجراء تخفيض كبير في مستوى الصادرات إلى الولايات المتحدة، لافتا إلى أنه مع عودة توازن السوق العالمية إلى حد كبير، ووسط تراجع الإنتاج من الأعضاء الآخرين، قالت السعودية لـ "أوبك"، "إنها زادت الإنتاج إلى 10.489 مليون برميل يوميا في حزيران (يونيو) الماضي"، إلا أن إجمالي صادرات النفط الخام السعودي انخفض بنحو 600 ألف برميل يومياً الشهر الماضي.

مشاركة :