الجبير عن الوساطة مع كندا: «ما في داعي»

  • 8/9/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - وسط تقارير عن سعي أوتاوا إلى توسيط أبوظبي ولندن لحل خلافاتها مع الرياض، أعلنت السعودية، أمس، أنه لا داعي للوساطة مؤكدة أن كندا أخطأت ويتعيّن عليها تصحيح خطئها، في حين أفادت معلومات أن المملكة بدأت بيع أصولها في هذا البلد.وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر صحافي في الرياض، «ما في (لا يوجد) داعي للوساطة. كندا ارتكبت خطأ كبيراً وعلى كندا أن تصحح هذا الخطأ، وكندا تدرك تماماً ما هو المطلوب منها في هذا الشأن».وأضاف: إن «المملكة العربية السعودية اتخذت اجراءات الآن والنظر قائم في اتخاذ مزيد من الاجراءات»، موضحاً أن الاستثمارات الكندية في المملكة ما زالت قائمة ولن تتأثر بالخلاف.وإذ لفت إلى الدعم الذي حظيت به المملكة من دول عدة لجهة رفض التدخل في شؤونها، شدد الجبير على أن المملكة لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، وأن مبدأ سياستها أنها لا تقبل الاملاءات عليها.وأشار إلى أن الأزمة بدأت عندما غرّدت وزيرة الخارجية الكندية وطالبت بالإفراج الفوري عن موقوفين سعوديين واستمر الأمر بتغريدة من الخارجية الكندية وأخرى من السفير الكندي في الرياض.وقال إن «الأمر لا يتعلق بحقوق إنسان أو بأمور حقوقيين بل يتعلق بأمن الدولة كما أكدت عليه المملكة العربية السعودية عندما تمت الاحتجازات»، مضيفاً ان «التحقيقات جارية وان هناك من تم إطلاق سراحه ومن لا يزال موقوفا».وأوضح أن «هؤلاء أشخاص قاموا بالتواصل مع جهات خارجية وقاموا بتجنيد أشخاص في أماكن حساسة للحصول على معلومات لإيصالها لجهات معادية للمملكة لاستخدامها ضدها وغيرها من الأمور التي جرى توضيحها في بيان المدعي العام».جاء موقف الجبير بعد تقارير عن أن كندا تسعى للحصول على مساعدة الحلفاء لنزع فتيل الأزمة مع السعودية. ونقلت وكالة «رويترز» عن «مصدر مطلع» قوله إن الحكومة الليبرالية بقيادة رئيس الوزراء جاستن ترودو، التي تشدد على أهمية حقوق الإنسان، تعتزم التواصل مع الإمارات.وأضاف المصدر «السبيل هو العمل مع الحلفاء والأصدقاء في المنطقة لتهدئة الأمور، وهو ما يمكن أن يحدث سريعاً».وأفاد مصدر آخر أن كندا ستسعى أيضاً للحصول على مساعدة بريطانيا، التي كانت قد حضت الرياض وأوتاوا على ضبط النفس.وفي موقف لافت، أكدت روسيا رفضها «تسييس قضايا حقوق الإنسان»، مشيرة إلى أن للسعودية الحق في تحديد مسار إصلاحاتها الداخلية بنفسها.وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في بيان أمس، «نؤيد بحزم وثبات مراعاة حقوق الإنسان العامة، مع ضرورة أخذ الخصائص والتقاليد القومية للدول، التي تبلورت على مدار فترة تاريخية طويلة، في الاعتبار»، مضيفة ان «روسيا رفضت دائماً ولا تزال ترفض محاولات تسييس قضايا حقوق الإنسان، ونعتقد أن السعودية التي سلكت طريق التحولات الاجتماعية والاقتصادية الضخمة، تتمتع بكامل حقها السيادي في تحديد كيفية المضي قدماً في هذا المجال المهم. وقد تتطلب هذه المسائل نصائح بناءة ومساعدة، ولكن ليس نبرة آمرة من موقع التفوق الأخلاقي المزعوم بأي حال من الأحوال».وفي جديد تداعيات الأزمة، ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز»، الصادرة أمس، أن السعودية بدأت تبيع أصولها في كندا منذ الثلاثاء الماضي.وأشارت إلى أن البنك المركزي السعودي وصناديق التقاعد المملوكة للدولة وجهوا مديري الأصول في الخارج إلى بيع الأسهم والسندات والحيازات النقدية في كندا «مهما كلّف الأمر». من جهتها، أعلنت المؤسسة العامة للحبوب في السعودية، أمس، أنها أبلغت موردي الحبوب الدوليين المؤهلين بوقف توريد شحنات القمح والشعير، ذات المنشأ الكندي.وجاء في إخطار رسمي من المؤسسة للتجار نشرته «رويترز» أنه «اعتباراً من الثلاثاء السابع من أغسطس 2018، لن تقبل المؤسسة العامة للحبوب بتوريد شحنات قمح الطحين أو علف الشعير ذات المنشأ الكندي».وتشير بيانات وكالة الإحصاءات الحكومية الكندية إلى أن إجمالي مبيعات القمح الكندي للسعودية، عدا القمح الصلد، بلغ 66 ألف طن في 2017، و68 ألفاً و250 طناً في 2016.في سياق متصل، أعلن الملحق الصحي السعودي في الولايات المتحدة فهد التميمي إن بلاده أوقفت جميع برامج العلاج في كندا.وقال: «إن الملحقية الصحية السعودية بالولايات المتحدة الأميركية وكندا أوقفت جميع برامج العلاج في كندا وتعمل على التنسيق من أجل نقل جميع المرضى السعوديين من المستشفيات الكندية إلى مستشفيات أخرى خارج كندا تنفيذاً لتوجيه المقام السامي الكريم».وكانت السعودية أعلنت الاثنين الماضي قطع العلاقات الديبلوماسية مع كندا وتجميد العلاقات التجارية والاستثمارية وإنهاء الابتعاث الخارجي للطلبة إلى هذا البلد، رداً على ما اعتبرته الرياض «تدخلاً صريحاً وسافراً في الشؤون الداخلية» للمملكة من قبل أوتاوا، في موقف لاقى تضامناً من الدول العربية والإسلامية.وفي هذا السياق، أعربت مصر عن تضامنها مع المملكة في موقفها الرافض لأي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية أو محاولة المساس بسيادتها.وذكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان مساء أول من أمس، أن القاهرة تعتبر هذه الأزمة «نتاجاً مباشراً للنهج السلبي الذي اتخذته بعض الأطراف الدولية والاقليمية أخيراً بالتدخل في الشؤون الداخلية للعديد من دول المنطقة».

مشاركة :