عايدة عبد الحميد تولي دولة الإمارات، أهمية فائقة لاحترام حقوق العمال، بوصفها إحدى كبريات الدول المستقبلة للعمالة الأجنبية، وحققت تقدماً كبيراً في مستويات الحماية التي توفرها للعمال، حيث تنظر إلى حقوقهم على أنها التزام أخلاقي وحضاري واقتصادي، وحرصت الدولة على مراعاة الجوانب الإنسانية والصحية للعمال، وتعد الإمارات أول دولة خليجية تطبق قرار حظر العمل وقت الظهيرة، منذ عام 2005، وبذلت جهوداً كبيرة لحماية حقوق العمال والمضي قدماً على طريق تحقيق بيئة عمل مثالية لهم، بما يتناسب مع استراتيجيات الحكومة الرشيدة في التنمية المستدامة والارتقاء بمستواهم الثقافي والتوعوي، وعلاقة العمل وتطبيق القوانين في الدولة على هذا الصعيد. وطوال السنوات الماضية، دأبت المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة وشركات الإنشاءات والبناء في الإمارات، على تطبيق قرار حظر العمل وقت الظهيرة في أوساط العمال، وأسهم ذلك في انخفاض نسبة حالات الإنهاك الحراري وضربات الشمس بالمستشفيات، خلال أشهر الصيف هذا العام، إلى 95%.تأتي فوائد الحملة عاماً بعد عام، حيث زادت أعداد العمال الذين تستهدفهم، وكذلك قلت أعداد إصابات الإنهاك الحراري التي ترد إلى أقسام الطوارئ في مستشفيات وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وهو ما ثبت بالمؤشرات التي تسجلها المنطقة في حملتها التي تنظم للعام العاشر على التوالي.جاء ذلك، خلال حديث محمد عبد الله الزرعوني، مدير منطقة الشارقة الطبية ل«الخليج»، عن حملات الإنهاك الحراري. وأضاف: إن حملة هذا العام تأتي تزامناً مع «عام زايد الخير»، وتحت شعار «سلامتكم غايتنا»، بمشاركة عدد من الجهات، على رأسها القيادة العامة لشرطة الشارقة، ومؤسسة الشارقة للإعلام، وهيئة تطوير معايير العمل، ووزارة الموارد البشرية والتوطين، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وجمعية الشارقة الخيرية، وجمعية الشارقة التعاونية، وبلدية الشارقة، وشركة فاست لمقاولات البناء، والمستشفى السعودي الألماني، وشركة الروابي، فضلاً عن مشاركات متميزة لكثير من الجهات والأفراد.وأوضح أنه، خلال الحملة، قدّمت محاضرات توعوية، وبلغات مختلفة، وبرامج وقائية وفحوص طبية تتعلق بالسكري والضغط والأسنان، وتوفير مناشف حرارية للعمال، للاستعانة بها في المواقع الإنشائية، توضع في ماء بارد، لأقل من دقيقتين، وتظل محتفظة ببرودتها لمدة لا تقل عن ثماني ساعات، ويستعين بها العامل للحماية من حرارة الأجواء، وعدم التعرض لضربات شمس، حيث ستوزّع المئات من هذه المناشف على مستحقيها طوال أيام الحملة. وتقدم حملة هذا الصيف أيضاً الدعم لعدد من الأسر المتعففة في الإمارة، بزيارتهم في منازلهم، للتغلب على درجات الحرارة المرتفعة. قوانين الحماية وقال سالم يوسف القصير، رئيس هيئة تطوير معايير العمل في الشارقة، إن دولة الإمارات صادقت على اتفاقيات رئيسة عدة لمنظمة العمل الدولية ذات صلة بحقوق العمال، واعتمدت العديد من القوانين لحمايتهم، بما في ذلك القوانين الخاصة بالتوظيف، والأجور، والسكن، والصحة. وعلى الدرب سارت هيئة تطوير معايير العمل في إمارة الشارقة، التي دأبت على تقديم الدعم لأصحاب العمل والعمال العاملين في الإمارة، بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية والمنشآت الخاصة، بتوفير كل الاحتياجات اللازمة للعمال، لضمان بيئة صالحة، بهدف النهوض بمستوى أداء القطاع والعاملين فيه. وأشار إلى أن الهيئة تشارك باستمرار في حملة الإنهاك الحراري، التي تأتي في إطار تحقيق أهدافها الرامية إلى تهيئة بيئة آمنة للعمل في إمارة الشارقة، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، عبر التوعية بمخاطر الإنهاك الحراري، حيث تشكل جانباً مهماً في حماية الأرواح، إلى جانب مساعدته في توفير بيئة عمل تضمن سلامة كل العاملين في الإمارة، ويأتي ذلك بضرورة العمل على حماية العمال من الإصابات الناجمة عن المخاطر والحوادث المتوقعة، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، خاصة في الأماكن المكشوفة، بتطبيق اشتراطات السلامة العامة. وأوضح أن الهيئة تعكف على توعية عمال الإمارة بحقوقهم المتعلقة بحظر العمل في الظهيرة، وتأتي تماشياً مع الحقوق الإنسانية للعمال التي اعتمدتها دولة الإمارات، وأقرتها المواثيق الدولية، بإطلاق العديد من الحملات للتخفيف على العمال وتوعيتهم بحقوقهم، ونتمنى أن تساهم هذه الخطوات بتوفير مزيد من الحماية لهم في الأجواء الصيفية الحارة. استراتيجية الصحة وقالت آمنة علي كرم، مديرة مستشفى الكويت في الشارقة، إن المستشفى درج على تنظيم حملة الوقاية من الإنهاك الحراري سنوياً، بمشاركة جهات عدة، ضمن المبادرات المجتمعية التي يحرص المستشفى على إطلاقها باستمرار، ضمن استراتيجية الوزارة، بضرورة دعم الخدمات الصحية ونشر الوعي الصحي لدى فئات المجتمع كافة، وخاصة التي تتطلب أعمالها التعرض لأشعة الشمس، وتوعيتها بمخاطر الإصابة بالإنهاك الحراري. وأضافت: إن انخفاض نسبة حالات الإنهاك الحراري وضربات الشمس بالمستشفى، خلال أشهر الصيف هذا العام، إلى 95%، مقارنة بالأعوام الماضية، يعكس مدى أهمية قرار حظر العمل وقت الظهيرة، الذي تطبقه وزارة الموارد البشرية والتوطين، في المواقع الإنشائية المكشوفة، إلى جانب التزام المؤسسات والشركات بإجراءات الوقاية والسلامة، وفعالية برامج الوقاية التي تنفذها مختلف القطاعات. بيئة عمل آمنة إن دولة الإمارات تسعى دائماً لحفظ حقوق العمال، وتعد أول دولة خليجية تطبق قرار حظر العمل وقت الظهيرة 2005؛ هذا ما أشار إليه د. فيصل علي موسى، رئيس مجلس إدارة مجموعة «فام القابضة»، وأكد حرص دولة الإمارات على سلامة العمال، والعمل على تأمين بيئة عمل آمنة لهم وإلزام أصحاب العمل بتوفير كل ما يلزم لحماية العمل في كل الأوقات، وخصوصاً في مواقع العمل المكشوفة وحمايتهم من أشعة شمس الصيف الحارقة، وأوضح أن قرار حظر العمل الذي طبقته الدولة أسهم في درء أي مخاوف من احتمال تعرض العمال لأمراض تسببها أشعة الشمس الملتهبة، وهذا ما لمسناه نحن أرباب العمل.وأوضح أن الدولة تحرص على مراعاة الجوانب الإنسانية والصحية للعمال، وتسعى دائماً لحفظ حقوقهم، علماً بأن القرار يحفظ لجميع الأطراف حقوقها، بحيث يحفظ للعامل سلامته البدنية، وعدم تعرضه لظروف مناخية لا تتناسب مع طبيعة العمل، وفي المقابل يحفظ لصاحب المؤسسة حقه في عدد ساعات إنتاج العامل في غير أوقات الحظر. السلامة المهنية فيما قال المهندس فتحي جبر عفانة، الرئيس التنفيذي لشركة «فاست» لمقاولات البناء: صدور قرار حظر العمل تحت أشعة الشمس وفي الأماكن المكشوفة، شكل سمة رئيسية من سمات سوق العمل في الدولة، وأسهم بشكل فعال في بلورة ثقافة الصحة والسلامة المهنية لدى طرفي الإنتاج: أرباب العمل والعمال، وقناعتهم التامة بأهمية تجنيب العمال التعرض للمشكلات الصحية.وأكد حرص «فاست» على تنفيذ القرار في كل مواقعها الإنشائية، حيث تسهم في رعاية عدد من الفعاليات التي تنظم في هذا الصدد منذ 10 سنوات، في إطار الالتزام بالمسؤولية المجتمعية وإطلاق المبادرات الإنسانية وتضافر الجهود لمساعدة العمال.وأشار إلى أن إجراءات قرار حظر تأدية الأعمال التي تؤدى تحت أشعة الشمس وفي الأماكن المكشوفة، الذي تطبقه وزارة الموارد البشرية والتوطين منذ سنوات صورة من صور اهتمام الدولة بالعمال التي تعد من الأركان الأساسية في المجتمع، انطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة على الاهتمام بها، وحماية حقوق العمال، وتوفير بيئة عمل آمنة لهم، وتعزيز ثقافة واشتراطات السلامة المهنية، ويؤكد الالتزام بتطبيق المعايير الدولية في هذا المجال. البناء والنماء أكد اللواء سيف الزري الشامسي، القائد العام لشرطة الشارقة، أن القيادة، دأبت على المشاركة الفاعلة في كل ما يخدم المجتمع بمختلف تكويناته، مؤكداً الدور المجتمعي الحيوي الذي تؤديه تجاه أفراد المجتمع وشرائحه المختلفة، مستحضراً المواقف الإنسانية النبيلة لفقيد الأمة المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، طيب الله ثراه الذي كان يهتم بالحجر والطير والبشر.وأضاف: ومنه تعلمنا روح العمل التطوعي في المجالات كافة، لا سيما شريحة المستخدمين بتحسين بيئة العمل المناسبة لهم، فكلما توافرت البيئة الصالحة لهم زاد إنتاجهم ومردودهم الإيجابي، مثمناً دورهم وإسهامهم الفاعل في عجلة البناء والنماء، مشيداً بحملات الإنهاك الحراري وبجهود القائمين عليها وشركائهم، مؤكداً حرص شرطة الشارقة على عكس الوجه الحضاري للدولة، بما ينسجم مع رؤية قيادتها الرشيدة، في جعل دولة الإمارات، من أفضل دول العالم في المجالات كافة.
مشاركة :