لندن – تخشى العديد من الأندية الإنكليزية من تأثير بطولة كأس العالم لكرة القدم على لاعبيها قبل انطلاق النسخة الجديدة للمسابقة العريقة الجمعة، والتي يطلق عليها “نسخة التأثير السلبي للمونديال”. ومع انطلاق موسم 1994-1995 ببطولة الدوري الإيطالي، كان فريق ميلان، بقيادة نجميه في ذلك الوقت فرانكو باريزي وباولو مالديني، يتطلع للتتويج باللقب المحلي للموسم الرابع على التوالي، وكذلك الاحتفاظ ببطولة دوري أبطال أوروبا للعام الثاني. ولكن في ظل معاناة ستة من العناصر الأساسية لميلان من خيبة الأمل قبل بداية البطولة، بسبب خسارتهم مع المنتخب الإيطالي للمباراة النهائية في المونديال أمام منتخب البرازيل بركلات الترجيح، بالإضافة إلى الجهد الهائل الذي بذلوه طوال فصل الصيف، تعرض الفريق لهزة عنيفة تسببت في حصوله على المركز الرابع في ترتيب الدوري آنذاك. وربما يواجه عدد من الفرق الكبرى في الدوري الإنكليزي نفس المصير في الموسم الجديد. ويمتلك مانشستر سيتي، حامل لقب الدوري الإنكليزي، 16 لاعبا خاضوا منافسات المونديال الروسي مع منتخباتهم الوطنية، فيما شارك 12 لاعبا من تشيلسي وتوتنهام في المسابقة، و11 لاعبا من مانشستر يونايتد وتسعة لاعبين من ليفربول، إذا تم احتساب السويسري شيردان شاكيري، المنضم للفريق في فترة الانتقالات الصيفية الحالية. تحول سريع مع انطلاق الموسم الجمعة، فإنه يمثل تحولا سريعا لجميع الأندية، بما في ذلك الفرق المرشحة للفوز باللقب التي تمتلك عددا من العناصر البديلة. ولكن العديد من تلك الفرق لديها مجموعة من اللاعبين لعبت في الأدوار النهائية لكأس العالم، حيث يمتلك توتنهام العدد الأكبر منهم في ظل مشاركة تسعة لاعبين لديه في الدور قبل النهائي للمونديال الذي شهد حصول المنتخب الإنكليزي على المركز الرابع. ومع إقامة النسخة الأولى لبطولة دوري الأمم التي ستنطلق الشهر القادم، لتحل بدلا من المباريات الودية الدولية التقليدية التي تجرى في فصل الخريف، فإن التأثير أصبح مبالغا فيه بشكل أكبر. وصرح الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول “لا أريد الخوض بصورة زائدة عن الحد في مسائل تتعلق بسياسات كرة القدم، لكن في حال لم يوقفوا هذه المباريات الدولية -والآن لدينا دوري الأمم من أجل جعل المباريات الودية أكثر أهمية- وأنه يتوجب على جميع اللاعبين الذين شاركوا في كأس العالم خوض تلك اللقاءات واللعب مع منتخباتهم مجددا”. وأوضح كلوب “كان لدينا أربعة لاعبين لعبوا في الدور قبل النهائي للمونديال، بإمكاننا التعامل مع الأمر على ما يرام”. وأضاف مدرب ليفربول “توتنهام كان لديه تسعة لاعبين في المربع الذهبي، ليس لدي أي فكرة عن كيفية القيام بذلك. إنه تحد كبير وأمر صعب للغاية للتعامل معه، وينبغي علينا تغييره في المستقبل”. ومن جانبه، قال الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام إنه يتوقع أن تكون بداية الموسم صعبة للغاية على فريقه. وأكد مدرب الفريق اللندني “إنها ظروف مختلفة لأن اللاعبين بحاجة للراحة وفترة للتعافي بعد أكثر من 12 شهرا من المنافسة”. 12 لاعبا من تشيلسي وتوتنهام و11 لاعبا من يونايتد و9 لاعبين من ليفربول شاركوا في المونديال وتابع “إنني لا أشكو من ذلك. أتفهم تماما بأنهم بحاجة إلى 21 يوما للابتعاد عن كرة القدم”. وأشار بوكيتينو إلى “أنه ضرر بالغ بالتأكيد لأن الاستعداد للموسم بتلك الطريقة سيكون صعبا عليهم. لكنني بحاجة للتعامل مع الأمر”. وأشار مدرب توتنهام “لا يمكننا حذف بداية الموسم، إنه ينطلق قبل عدد كبير من الدوريات الأخرى، سنكون جميعا في حالة مماثلة. بعض الفرق تعاني من مشكلات أكبر من غيرها”. ومن المرجح ألا يتم الدفع باللاعبين الذين شاركوا في المربع الذهبي للمونديال خلال المراحل الأولى للدوري الإنكليزي، مثل جوردان هندرسون في ليفربول وحارس المرمى الفرنسي هوغو لويس في توتنهام والثنائي البلجيكي كيفن دي بروين وفنسنت كومباني في مانشستر سيتي، وسيكون غيابهم بمثابة فرصة للعناصر البديلة من أجل الظهور. وشدد بوكيتينو “الاستعداد لبداية الموسم كان مختلفا بعض الشيء عن المواسم السابقة بسبب كأس العالم”. وأضاف “ستكون الفرصة مواتية أمام العديد من العناصر الأخرى لإثبات جدارتها بحجز مكان في القوائم الأساسية لفرقها”. ومن ناحية أخرى يستعد المدرب الإسباني أوناي إيمري لتسجيل ظهوره الأول في بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز مع فريقه أرسنال، حيث يبدو أنه في وضع لا يحسد عليه، لا سيما في ظل خلافته لأحد أساطير المسابقة العريقة. ورأي إيمري، الذي رحل عن تدريب فريق باريس سان جرمان الفرنسي، أن الأضواء باتت مسلطة عليه عندما تم تعيينه مدربا للفريق اللندني، ليحل بدلا من نظيره الفرنسي أرسين فينغر. ويواجه إيمري مهمة صعبة بعدما جاء خلفا لأكبر مدرب في تاريخ أرسنال وإحدى العلامات البارزة في بطولة الدوري الإنكليزي. وقال إيمري “إنه تحد كبير بالنسبة إليّ، لكني أعمل أيضا في مشاريع أخرى كبيرة بالنسبة إليّ”. وأضاف “إنني فخور بالتواجد هنا وأن أعمل بعد أرسين فينغر”. ويتحدث سجل فينغر مع أرسنال عن نفسه، رغم أن معظم نجاحاته مع الفريق الملقب بـ”المدفعجية” جاءت خلال النصف الأول من مشواره مع الفريق الذي دام 22 عاما. ولا يعتبر إيمري (46 عاما) بعيدا عن النجاح، حيث توج ببطولة الدوري الأوروبي ثلاث مرات مع فريق إشبيلية الإسباني، واستحوذ على العديد من الألقاب خلال فترة تواجده مع سان جرمان في الموسمين الماضيين. مهمة صعبة تتمثل أولى المهام المكلف بها إيمري مع أرسنال في إعادة الفريق ضمن الأندية المنافسة بقوة على لقب الدوري الإنكليزي، والتأهل لبطولة دوري أبطال أوروبا التي غاب عنها الفريق في آخر موسمين. وأوضح إيمري “أعتقد أن الهدف يكمن في أن نعمل بجد معا، لأن مع هذه الموهبة التي يمتلكها اللاعبون، فإن بإمكاننا أن نصبح مرشحين للمنافسة في جميع البطولات”. وتابع “إنه أمر هام للغاية بالنسبة إلى النادي بعد عامين من الغياب عن دوري الأبطال، يتعين علينا العمل على هذا النحو من أجل أن نكون النادي الأفضل، وأفضل فريق الدوري الإنكليزي والعالم أيضا”. وستكون طريقة لعب الفريق مختلفة بالتأكيد تحت قيادة إيمري. ورغم حصول اللاعبين على الكثير من الحرية مع فينغر، فإن إيمري يفضل منهجا أكثر من ذي قبل. وقال هيكتور بيليرين مدافع أرسنال “أعتقد أن إيمري مدرب عظيم”. وأشار إلى “أن لديه خبرة كبيرة في إسبانيا، وهو يلعب دائما على المستوى الأعلى، حتى مع الفرق التي لم تكن تمتلك أفضل اللاعبين، نجح في أن يجعلها تتمتع بروح المنافسة”. وأكد بيليرين “كان الأمر مختلفا للغاية بالنسبة للجميع، كان فينغر في النادي لمدة 22 عاما، لذلك فمن الواضح أن الكثير من الأمور تغيّرت”.
مشاركة :