تتواصل تحركات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على أكثر من خط عربي، في سبيل مواجهة «صفقة القرن» الأميركية، التي قال مسؤولون فلسطينيون إنها ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية عن طريق فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وجعله «مركز الحل السياسي»، تحت غطاء تنفيذ المشاريع الإنسانية فيه بعد التوصل إلى اتفاق تهدئة. وفي هذا السياق، عقد عباس لقاء قمة مع ملك الأردن عبدالله الثاني أمس، قبل أن يغادر إلى الدوحة حيث يلتقي اليوم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقال مقربون من عباس إن الغرض من زيارته الأردن وقطر هو «تعزيز الموقف العربي في مواجهة الخطط الأميركية تجاه فلسطين». وشدد الأردن على أهمية استمرار الدعم الدولي لـ «أونروا». وقالت مصادر مسؤولة إن عباس سيطلب من الدوحة ممارسة ضغط على «حليفتها» حركة «حماس» لعدم التعاطي مع الخطط الأميركية الرامية إلى جعل قطاع غزة «مركز الحل السياسي» للقضية الفلسطينية؛ علماً أن مصر تجري وساطة بين «حماس» وإسرائيل، بهدف التوصل إلى اتفاق هدنة يسمح برفع الحصار عن قطاع غزة، وتنفيذ مشاريع إنسانية دولية هناك، بمبادرة من الولايات المتحدة. وقال مسؤولون فلسطينيون إن واشنطن تسعى إلى تنفيذ تلك المشاريع الإنسانية بهدف فصل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحويله إلى مركز الحل السياسي. وأفادت الوكالة الفلسطينية الرسمية «وفا» بأن اللقاء بين عباس وعبدالله الثاني تركز على «الاتصالات السياسية المتعلقة بالشأن الفلسطيني، في إطار التنسيق الدائم بين القيادتين الأردنية والفلسطينية، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها في شتى المجالات». وأضافت أنه «تم البحث في سبل مواجهة التحديات المحدقة بالقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، واستمرار التشاور على الأصعدة المختلفة». وأشارت الوكالة إلى أن الجانبين عقدا اجتماعاً موسعاً، عقب الاجتماع الثنائي شدد عبدالله الثاني خلاله على وقوف الأردن إلى جانب الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة، واستمرار بلاده في بذل الجهود، بالتنسيق مع مختلف الأطراف المعنية، لإعادة إطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين استناداً إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأعرب عباس عن تقديره لمواقف الأردن التاريخية والراسخة تجاه القضية الفلسطينية، وثمن الجهود الكبيرة التي يبذلها الملك عبدالله في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية كافة. واتفق الجانبان على عقد اجتماعات اللجنة العليا الأردنية الفلسطينية المشتركة برئاسة رئيسي الوزراء في البلدين لتعزيز التعاون والتنسيق. تجدر الإشارة إلى أن زيارة عباس إلى قطر سبقتها زيارة مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ملادينوف إلى الدوحة أول من أمس، حيث التقى وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لمناقشة الوضع في غزة، خصوصاً التوصل إلى تهدئة وتحسين الوضع الاقتصادي لأهلها. وأفادت أنباء أوردها المحلل السياسي الإسرائيلي شمعون آران في تغريدة على «تويتر»، بأن «مسؤولاً أمنياً إسرائيلياً بارزاً» زار الدوحة الأسبوع الماضي، للبحث مع المسؤولين القطريين في ملف التهدئة.
مشاركة :