في ظل الفشل الذي تواجهه حكومته، سواءٌ على مستوى الأزمات الاقتصادية أو الاضطرابات السياسية مع الغرب؛ ألمح الرئيس الإيراني "حسن روحاني" إلى إجراء استفتاء شعبي بهدف إيجاد حل لما تشهده إيران في هذه المرحلة العصيبة من تاريخها. وأشار روحاني صراحةً -خلال لقاء تلفزيوني أجراه (أمس الثلاثاء)- إلى دعوته إلى إجراء استفتاء شعبي عندما قال: "إذا واجهتنا في يوم من الأيام مسألة هامة في البلاد واختلفنا في الرأي، فلماذا لا نذهب إلى صناديق الاقتراع في استفتاء شعبي ينص عليه الدستور؟!". وتناول الكاتب الإيراني رضا حقيقت زادة -في مقال ترجمته "عاجل"- ما بين السطور في حديث روحاني عن إجراء إيران استفتاءً شعبيًّا هذه الأيام، والمغزى من وراء هذه الخطوة في هذا التوقيت العصيب بالتحديد؟ بدأ حقيقت زادة مقاله بالإشارة إلى أن هذه المرة ليست الأولى التي يدعو فيها روحاني إلى إجراء استفتاء شعبي؛ حيث أعاد التذكير بأبرز دعوة أطلقها الرئيس الإيراني لاستفتاء، وهي في فترة احتجاجات ديسمبر الماضي التي عُرفت بـ"انتفاضة ديسمبر". واعتبر حقيقت زادة أن دعوات روحاني للاستفتاء الشعبي تأتي في مرحلةٍ يكون فيها العجز مسيطرًا فيها على حكومته وسياساته في الحكم، سواء في أزمات اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو حتى ثقافية. ونوه حقيقت زادة بأن روحاني شدد في حديثه على ضرورة إجراء استفتاء شعبي هذه المرة، بعد تأكيده أن هذه الخطوة يكفلها الدستور للشعب الإيراني، وأن المواطنين لم يستخدموها ولا مرة طوال 36 عامًا ماضيًا. وحول ردود الأفعال التي توالت على روحاني في كل مرة يدعو فيها إلى إجراء استفتاء؛ أوضح حقيقت زادة أن معظم الساسة ورجال النظام الإيراني، كانوا يعربون عن ردود أفعال سلبية ورفض تام لهذه الدعوات. واستشهد حقيقت زادة بدعوة روحاني إلى إجراء استفتاء شعبي لدخول مباحثات بين إيران والولايات المتحدة في عام 2013؛ حيث اتهمه العديد من الساسة بخداع الرأي العام، إلى أن وصل الأمر واستنكر مستشار المرشد الإيراني "علي أكبر ولايتي" هذه الدعوة، معتبرًا أن اتخاذ القرارات السياسية لا ينبع إلا من النظام، وليس من طرحه سؤال استفتائي شعبي، بحسب وصفه. ورأى حقيقت زادة أن هذه الشواهد من هذا المثال إن دلت فإنما تدل على أن إيران لن تشهد انسجامًا أو تنسيقًا بين القوى السياسية حول خطوة إجراء الاستفتاء، فضلًا عن أن روحاني ذاته يدرك ردود الأفعال السلبية المحتملة من دعوته إلى خطوة كهذه. وتشهد إيران في المرحلة الراهنة أزمات اقتصادية وسياسية غير مسبوقة، ازدادت وتيرتها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادة فرضها العقوبات على طهران. وبدأت واشنطن تقاطع قطاعات عديدة من مفاصل الاقتصاد الإيراني في تنفيذها المرحلة الأولى من العقوبات -التي بدأ سريانها منذ الاثنين الماضي- حيث من المقرر أن يُحظر على الحكومة الإيرانية شراء الدولار الأمريكي أو تصدير السجاد إلى الخارج، فضلًا عن مقاطعة قطاعي السيارات والمعادن.
مشاركة :