في تحوّل غير مسبوق، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى اللجوء إلى خيار الاستفتاء الشعبي كـ"طريقة عادلة" لتوضيح مسار الدولة التي يجب أَن تسلكه إيران، محذراً من "تجاهل نداءات التغيير". وتأتي هذه الدعوة بعد أربعة عقود من الحكم الديني الذي أدخل إيران في أزمات متعددة ومتنوعة أرهقت النظام والشعب الإيراني على حد سواء. ودعا روحاني أمس الأربعاء خلال كلمة في جامعة طهران بمناسبة العام الدراسي الجديد إلى إجراء استفتاء "لتوضيح المسار السياسي" لبلاده، وسط تصاعد الدعوات للتغيير. وقال روحاني: "إذا فشلنا في التوصل إلى حلول لقضايا نناقشها منذ أكثر من 40 عاماً، يتعين أن نطالب بإجراء استفتاء" في إشارة إلى الفترة التي تلت الثورة عام 1979 وحتى اليوم. وأضاف روحاني أن "الخلافات الاستراتيجية" بين القوى السياسية للإصلاحيين والمتشددين في البلاد يتعين توضيحها من خلال تصويت، طبقاً لماء جاي في بيان حكومي نشرته وسائل الإعلام الإيرانية. لكن روحاني لم يوضح كيف يمكن للاستفتاء أن ينهي هذه الخلافات. واعتبر روحاني إلى أن بلاده يتعين ألا تنأى بنفسها عن العالم الخارجي وأن "تأخذ في الاعتبار حقائق القرن الواحد والعشرين"، حسب تعبيره. وأضاف: "منذ سنوات ونحن نناقش عدة قضايا وفشلنا في تحقيق نتائج، الآن يجب أن نسير في طريق الاستفتاء ونطلب من الناس رأيهم في هذه القضايا". كما تساءل روحاني "هل تقدم مستقبل البلاد مرتبط في الانخراط مع العالم والمنظومة الدولية أم بمواجهة هذه المنظومة والعالم؟". وتابع: "على مدى السنوات الـ40 الماضية، لم نتوصل إلى إجابة محددة حول هذا السؤال. يقول البعض إن المشاركة البناءة والمستمرة مع المجتمع الدولي هي الحل، فيما يقول البعض الآخر إنه لا توجد وسيلة أخرى سوى إظهار القوة وقتل العدو الشرير". وأضاف: "في ظل العقوبات، يمكننا العيش والعمل معا، لكننا لتحقيق التنمية والتطوير بحاجة إلى العلاقات والتواصل مع العالم". يذكر أن آخر استفتاء جرى في إيران كان قبل 40 عاماً وهو الاستفتاء الذي ألغى الملكية وأقام الجمهورية الإسلامية.
مشاركة :