** هل تجلب المشقة المصطنعة في الحج المزيد من الأجر والثواب كما يعتقد البعض؟ ع. س الشارقة - يقول د. حذيفة محمد المسير، الأستاذ بكلية أصول الدين بالأزهر: دين الله الخاتم يسر لا عسر، والله سبحانه لا يلزم الإنسان بأمر فوق طاقته وخاصة في مجال العبادات، يقول عز وجل: «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت» فالله - سبحانه- كما أخبرنا في كتابه الكريم يريد بنا اليسر ولا يريد لنا العسر والمشقة، ومن مظاهر رحمته بعباده أنه لم يكلفهم ما لا يطيقون وهو القائل «ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج» والقائل: «يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا».ومن هنا لا ينبغي على الحاج أن يكلف نفسه فوق طاقتها، وهناك سنن ومستحبات فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرص عليها صحابته اقتداء به، وهي أمور تجلب لمن يفعلها الأجر والثواب إذا كان قادرا عليها بشرط ألا يعرض نفسه أو الآخرين للخطر، وعندما أدى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وأدى بعض الأمور المستحبة قال: «خذوا عني مناسككم»، لم يكن في الأماكن المقدسة هذا العدد الكبير من الحجاج، كالذي نراه اليوم، ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيش بيننا اليوم ويشاهد هذا الزحام الشديد على الحج لنهى عن كثير من الأمور غير الواجبة التي يفعلها الحاج.لذلك نؤكد ضرورة حرص الحاج على أداء الأركان الأساسية للفريضة، وأن يلتزم بالواجبات.. أما السنن والمستحبات وهي معروفة وموضحة في الكتيبات التي يحملها ضيوف الرحمن معهم، فالإنسان يفعل منها ما يستطيع وما تسمح به الظروف.. ونظراً للمخاطر التي تصاحب أداء الفريضة نتيجة انتشار أمراض وبائية خطيرة، فعلى ضيوف الرحمن تجنب الزحام في رمي الجمرات وأن يأخذوا بآراء العلماء والفقهاء الذين قالوا بالرمي طوال ساعات الليل والنهار، وأيضا في الطواف حول الكعبة ليس مطلوبا من المسلم أن يقبل الحجر الأسود وحرص البعض على ذلك يعرضه ويعرض الآخرين لمخاطر، وليس مطلوباً من المسلم أن يصعد الجبل المعروف بجبل الرحمة في عرفات، فعرفات كلها موقف ولا فضل فيها لمكان على آخر. وليس مطلوباً من المسلم أن يبيت في مزدلفة بل المطلوب منه أن يمر عليها ويجمع منها الحصوات التي سيرمي بها الجمرات.. ويجوز لكبار السن والمرضى أن يغادروا منطقة منى أيام التشريق ويبيتوا في مكة أو ضواحيها حرصاً على سلامتهم. ترشيد حج التطوع ** هل المسلم القادر مادياً وبدنياً مطالب شرعاً بتكرار الحج كما يعتقد بعض الناس؟ وما موقف الشرع من مزاحمة من سبق لهم أداء الفريضة لهؤلاء الذين يسافرون لأول مرة لأداء مناسك الحج؟ح. س الفجيرة- يقول د. سعد الدين هلالي، أستاذ الشريعة الإسلامية: الزحام الشديد الذي نشاهده في الحج يأتي نتيجة حرص كثير من القادرين على تكرار الحج كل عدة أعوام، ومن بين الحجاج من يتحايل لكي يؤدي الحج كل عام، وهواة حج التطوع لا يفقدون الحيلة أو الوسيلة لكي يكرروا السفر كل عام، وهذا أمر مخالف لمنطق الشريعة الإسلامية التي جعلت الحج واجباً مرة واحدة في العمر.وعلى هؤلاء وغيرهم أن يدركوا أن شريعتنا الإسلامية تقوم على اليسر ولا تعرف العسر وتحميل المسلم ما لا يطيق، والقرآن الكريم وضع قاعدة التيسير بقول الحق سبحانه: «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت»، فالله سبحانه وتعالى كما أخبرنا في كتابه الكريم يريد بنا اليسر ولا يريد لنا العسر والمشقة، ومن مظاهر رحمته بعباده أنه لم يكلفهم ما لا يطيقون، وهو القائل: «ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج»، والقائل: «يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً».ولذلك ينبغي على المسلم أن يأخذ بمنطق التيسير، فالحج مرة واحدة، وبما أنه يتطلب جهاداً بدنياً ومشقة كبيرة فلا ينبغي أن يكلف المسلم نفسه فوق طاقته، وعليه أن يقدم نفقات حجه التطوعي- لو كان يريد أجر وثواب الحج التطوعي- للفقراء وأصحاب الحاجات وما أكثرهم في بلادنا العربية والإسلامية، وقد قال كثير من العلماء بأن التبرع لأعمال الخير أولى من حج التطوع.
مشاركة :