شيّعت جموع غفيرة الإمام المغدور به عبدالجليل حمود الزيادي إلى مثواه الأخير بمقبرة المحرق يوم أمس، وقتل إمام مسجد بن شدة في المحرق على أيدي مجموعة من الآسيويين يقودهم مؤذن المسجد، وعثر على أشلاء جثته مقطعة داخل أكياس بلاستيكية في منطقة المزرع بمنطقة السكراب، في أثناء محاولة المؤذن التخلص من جريمته البشعة. وتعالت أصوات المشيعيين بضرورة تنفيذ القصاص بحق القتلة بأقصى سرعة؛ حفظا لدم الشيخ الجليل المهدور، واستنكروا الجريمة المروعة التي راح ضحيتها رجل عرف عنه الخلق الحميد وحبه لمساعدة الآخرين من خلال إسهاماته بعدة مشاريع خيرية، سواء في البحرين أو خارج المملكة. وقال المواطن زيد محمد إن حادثة قتل إمام مسجد بن شدة أدت إلى ارتفاع عدة أصوات منادية ببحرنة الوظائف في الأوقاف بشقيها السني والشيعي، إذ تتمتع البحرين بكفاءات متميزة، فلا تستدعي الحاجة إلى الاستعانة بأشخاص من الخارج لشغل وظائف المساجد من أئمة المصلين أو رفع الأذان. كما شدد المواطن زيد محمد على ضرورة كشف تفاصيل ارتكاب الوحوش البشرية لجريمتهم النكراء أمام الرأي العام، فالحدث هزّ المجتمع المحلي والعربي أيضا، فلا بد من وضع النقاط على الحروف وكشف تفاصيل الجريمة، وأيضا نشر صور المتهمين لكي يكونوا عبرة لغيرهم. أما صديق الإمام المقتول جاسم الحمدان فقد سرد خفايا الجريمة البشعة، وأكد نية المؤذن الآسيوي الانتقام من عبدالجليل حمود، وذلك بعد أن أبلغ الجهات المعنية بعدم انضباطه وتعمده المتاجرة بالتأشيرات وتسكين عدد من الآسيويين أيضا داخل المسجد. وأشار الحمدان إلى أن الإمام المقتول قام بتنبيه المجرم الآسيوي مرارا وتكرارا، إلا أن أنهت إدارة الأوقاف السنية خدمات المؤذن وأمرته بالعودة إلى دياره، فقرر حينها الانتقام من إمام المسجد والتنكيل بجثته. وأكد صديق الإمام أن القتلة قاموا بالتمثيل بجثة عبدالجليل حمود بعد قتله وقطعوه إلى أشلاء، ثم شوهوا وجهه لإخفاء جريمتهم وتظليل الجهات الأمنية عن الوصول إلى حقيقة اختفاء إمام مسجد بن شدة، ونحن اليوم نطالب بتنفيذ القانون والقصاص من القتلة. أما مواطن آخر يدعى خالد عيسى فأكد أن البحرين عانت خلال السنوات الأخيرة من تنامي الظواهر السلبية من قبل الجاليات الآسيوية التي لا تحترم عادات وتقاليد المجتمع البحريني المحافظ، إضافة إلى ذلك فقد ارتكب بعضها جرائم قتل بشعة ذهب ضحيتها مواطنون بحرينيون أو أشخاص من أبناء جلدتهم. مضيفا «نحن اليوم نشيع الإمام المغدرور به عبدالجليل حمود الزيادي إلى مثواه الأخير، ولكن كلنا استذكرنا الجريمة المروعة التي قام بها آسيوي آخر قبل سنوات، عندما نحر مواطنا في سوق واقف باستخدام آلة قطع كهربائية، ومازلنا نعاني من هذه الفئة. كما طالب المواطن خالد عيسى بتغليط العقوبات على جرائم القتل، وعدم التهاون فيها تحت أي مبرر، فقد قال الله عز وجل في كتابه الحكيم: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون). وخلال تشييع الفقيد عبدالجليل حمود الزيادي، استذكر مصلو مسجد بن شدة مناقب الإمام المغدور به، مؤكدين أن حالة من الحزن والآسى تسود أجواء المسجد الذي كان يؤمهم فيه، فقد قضى حوالي 15 سنة من عمره بين جدران المسجد، تارة يرفع صوت الحق وتارة أخرى يؤم المصلين، كما كان من المقرر أن يحج بيت الله هذا العام نيابة عن والدته، حسب ما أكده أبناء المرحوم لأحبته في مسجد بن شدة.
مشاركة :