ظلت قضية مدى إدراك النبات للوسط المحيط به فترة طويلة بعيدة عن البحث العلمي. ولكن هذا الموضوع أصبح محل اهتمام علمي متزايد في الآونة الأخيرة مما أدى إلى أن يقرر الباحث دانيال شاموفيتز تأليف كتابه "ما تعلمه النباتات".يقول شاموفيتز إنه يريد من خلال كتابه تقريب علم النبات لقاعدة عريضة من الجمهور. وقد شبه وسائل الإدراك لدى النبات بحواس الإنسان. ولكن هذه الطريقة تساعد في فهم ما يجري داخل النبات. بالطبع ليس لدى النبات أعين يرى بها، ولكن فصل "ما يراه أحد النباتات" قد خصص للأشكال المتنوعة التي تدرك بها النباتات الضوء. بل يستطيع النبات من خلال ذلك التعرف على الألوان المختلفة.أجرى شارليز داروين بالفعل تجارب عن توجه الجراثيم للضوء. ومن المعروف عن زهرة دوار الشمس أنها تتوجه نحو الشمس. هذا التوجه الضوئي معروف عن الكثير من النباتات. كما أن النباتات ليس لها أنف ومع ذلك فإنها لا تطلق عطوراً فقط بل يمكن أن تشعر بالروائح المنبعثة من جيرانها، حيث تستطيع التعرف على بعض المواد الكيميائية الموجودة في الهواء المحيط بها. تستطيع الأشجار على سبيل المثال بواسطة مواد الفيرومونات الكيميائية تحذير نظرائها الموجودة في الوسط المحيط وذلك عندما تتعرض لهجوم من الحشرات الضارة. كما أن "حاسة التذوق" لدى النبات قادرة على إدراك مواد كيميائية مختلفة ولكن ليست المواد الموجودة في الهواء بل في الماء والتربة. ويمكن أن يؤدي التلامس إلى أن توقف النباتات نموها أو أن يتسارع هذا النمو كما يحدث على سبيل المثال عندما يلامس نبات متسلق سياجاً.على أية حال فباستطاعة الكثير من النباتات التمييز بين السخن والبارد وملاحظة ذلك عندما تهتز أفرعها بفعل الرياح. وفي نهاية المطاف يتطرق المؤلف إلى كيفية معرفة النبات مكانه وما الذي يتذكره.كتاب "ما تعلمه النباتات" مثير للجميع الذين يريدون معرفة المزيد عن هذه الكائنات الخاصة.
مشاركة :