باحث يشبه الإدراك لدى النبات بحواس الإنسان

  • 8/11/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ميونخ (ألمانيا) - ظلت قضية مدى إدراك النبات للوسط المحيط به فترة طويلة بعيدة عن البحث العلمي، ولكن هذا الموضوع أصبح محل اهتمام علمي متزايد في الآونة الأخيرة، ما ألهم الباحث دانيال شاموفيتز لتأليف كتابه “ما تعلمه النباتات” والذي نشر لأول مرة عام 2012 ثم حظيت طبعته الحالية بتنقيح واسع وإضافات كثيرة. وقال مؤلف الكتاب في مقدمته عن هذا التنقيح إن وتيرة الاكتشافات العلمية في عالم النبات تسارعت بشكل جعل الطبعة الجديدة تحتوي على معلومات رائدة ربما كانت متضادة مع بعض الاستنتاجات التي وردت في الطبعة الأولى. ويعد شاموفيتز الذي نشأ في أليكيبا بولاية بنسلفانيا، باحث علم الأحياء شخصية شهيرة في عالم أبحاث النبات. قال إنه يريد من خلال كتابه تقريب علم النبات لقاعدة عريضة من الجمهور. واختار المؤلف لهذا الهدف طريقة ربما ظن البعض أنها غير علمية حيث شبه وسائل الإدراك لدى النبات بحواس الإنسان، ولكن هذه الطريقة تساعد في فهم ما يجري داخل النبات. بالطبع ليس لدى النبات أعين يرى بها، ولكن فصل “ما يراه أحد النباتات” قد خصص للأشكال المتنوعة التي تدرك بها النباتات الضوء، بل يستطيع النبات من خلال ذلك التعرف على الألوان المختلفة. أجرى شارليز داروين بالفعل تجارب عن توجه الجراثيم للضوء. ومن المعروف عن زهرة دوار الشمس أنها تتوجه نحو الشمس. هذا التوجه الضوئي معروف عن الكثير من النباتات. كما أن النباتات ليس لها أنف ومع ذلك فإنها لا تطلق عطورا فقط بل يمكن أن تشعر بالروائح المنبعثة من جيرانها، حيث تستطيع التعرف على بعض المواد الكيميائية الموجودة في الهواء المحيط بها. وتستطيع الأشجار على سبيل المثال بواسطة مواد الفيرومونات الكيميائية تحذير نظرائها الموجودة في الوسط المحيط وذلك عندما تتعرض لهجوم من الحشرات الضارة. كما أن “حاسة التذوق” لدى النبات قادرة على إدراك مواد كيميائية مختلفة ولكن ليست المواد الموجودة في الهواء بل في الماء والتربة. ويمكن أن يؤدي التلامس إلى أن توقف النباتات نموها أو أن يتسارع هذا النمو كما يحدث على سبيل المثال عندما يلامس نبات متسلق سياجا. على أي حال باستطاعة الكثير من النباتات التمييز بين الساخن والبارد وملاحظة ذلك عندما تهتز أفرعها بفعل الرياح. وفي نهاية المطاف يتطرق المؤلف إلى كيفية معرفة النبات مكانه وما الذي يتذكره. كتاب “ما يعلمه النبات” مثير للجميع الذين يريدون معرفة المزيد عن هذه الكائنات الخاصة.

مشاركة :