الدار البيضاء (المغرب) - تقود المغربية زبيدة المنزلي (34 عاما) دراجتها النارية إلى سوق محلي بمدينة الدار البيضاء ثلاث مرات في اليوم لشراء مستلزمات مشروعها الصغير لعمل الشطائر. وفي ظل المصاعب الاقتصادية التي تعاني منها المملكة المغربية، أصبح لزاما على زبيدة وهي أُم لثلاثة أطفال وزوجها بلا عمل، أن تسعى لتوفير احتياجات الأُسرة. وبينما تضع الخبز في حقيبة وتؤمن الطعام الذي تحشو به الخبز في سلة مغلقة على دراجتها النارية تتجه زبيدة إلى مكان لها في الشارع تبيع فيه الشطائر لزبائنها. وتكتب زبيدة على دراجتها النارية اسم مشروعها وهو “شهيوات الدار”، ما يعني طعام منزلي.وعلى مرّ السنين، مارست زبيدة أعمالا مختلفة لكن شغفها بتحضير الشطائر وبيعها كانت له الغلبة في النهاية. وتبيع زبيدة شطائر محشوة بأنواع مختلفة من الطعام منها السمك واللحم وأنواع مختلفة من الطعام المغربي الشهي. وتتراوح أسعار شطائرها بين ثمانية دراهم مغربية وحتى 25 درهما. ويُقدر ربح زبيدة بنحو ثلاثة آلاف درهم (نحو 307 دولارات) شهريا. وهي توجهه مباشرة لتلبية احتياجات أطفالها ونفقات بيتها. ويرى زبائن زبيدة أن وجباتها الشهية لا تمثل عبئا على معداتهم أو جيوبهم في ذات الوقت. ومن هؤلاء زبون يدعى علي الوكيلي، قال “الأخت زبيدة تمارس هواية الطبخ وهي فنانة في الطبخ والشهيوات (الوصفات)، أدعو الله تعالى أن يساعدها حتى تحصل على محل خاص بها لتبدأ مشروعها. من ناحية الأكل إنه جيد والثمن مناسب وفي متناول الجميع”. وفي ما يتعلق برد فعل جيرانها ومجتمعها على عملها هذا، توضح المنزلي أن المجتمع المحيط يشجعها لمواصلة عملها. وأكدت أن طموحها لا يتوقف عند هذا الحد لكنها تأمل في التوسع. وختمت قائلة “رد فعل المجتمع كان إيجابيا، أعجبتهم فكرة أن امرأة تركب على دراجة نارية وتكافح ليل نهار وفي جميع الفصول.. وطموحي مستقبلا الحصول على العديد من الدراجات النارية لكي ألبي رغبات الناس، والكثير من الزبائن في مناطق أخرى بعيدة عن المطاعم، يعني أن أقوم بتوصيل الأكل لهم ويشتغل معي شباب آخرون. هذا ما أتمناه إن شاء الله”.
مشاركة :