لندن - أسدل الستار على فترة الانتقالات الصيفية في إنكلترا الخميس، ومع إنفاق الأندية الإنكليزية ما يقرب من 1.2 مليار جنيه إسترليني (1.5 مليار دولار) لتعزيز صفوفها بلاعبين جدد، فإن مجموعة من النجوم، بعضها من الوافدين الجدد، والبعض الآخر من الوجوه المألوفة، سوف تبحث عن الإبداع والتألق في الموسم الجديد ببلاد الضباب. وبعد سلسلة من التعاقدات التي جرت في اللحظات الأخيرة، تم إغلاق باب الانتقالات، حيث كان فريقا تشيلسي وإيفرتون من بين عدة أندية أبرمت صفقات هامة خلال الساعات الأخيرة. وتربّع ليفربول على صدارة الأندية الأكثر إنفاقا في فترة الانتقالات المنقضية، بعدما تكبدت خزينته 167.9 مليون جنيه إسترليني، لضم كل من البرازيليين أليسون وفابينيو والغيني نابي كيتا والسويسري شيردان شاكيري إلى قلعة آنفيلد وفي المقابل، كان تشيلسي صاحب أغلى صفقة منفردة، بعد تعاقده مع الإسباني كيبا أريزابالاغا، حارس مرمى أتلتيك بلباو الإسباني، مقابل 71.7 مليون جنيه إسترليني، ليحطم الرقم القياسي كأغلى حارس مرمى في تاريخ كرة القدم للمرة الثانية في غضون شهر تقريبا، بعد انضمام أليسون لليفربول مقابل 66.8 مليون جنيه إسترليني، قادما من روما الإيطالي. وأوضح أريزابالاغا “أعلم أن العديد من اللاعبين في الفريق من المنتخب الإسباني. أبلغوني عن كيفية اللعب هنا وحصلت على معلومات ممتازة منهم عن أسلوب اللعب”. ويملك أريزابالاغا خمسة زملاء إسبان في تشكيلة تشيلسي هم سيزار إزبيليكويتا وألفارو موراتا وماركوس ألونسو وبيدرو وسيسك فابريغاس. وأضاف أريزابالاغا “هم سعداء ويشعرون براحة في النادي وشجعوني على الانتقال والحصول على خبرة دولية وهو أمر شعرت أنني بحاجة إليه”. ومن المحتمل أن يلعب أريزابالاغا مباراته الأولى مع تشيلسي عندما يحل ضيفا على هدرسفيلد تاون في الدوري السبت. صفقات بارزة أبرم مانشستر سيتي (حامل اللقب) وتشيلسي ومانشستر يونايتد مجموعة من الصفقات البارزة، فيما أنفق فولهام، الصاعد مجددا للدوري الممتاز، 72 مليون جنيه إسترليني لضم لاعبين جدد، أملا في البقاء بالمسابقة وعدم العودة إلى دوري الدرجة الأولى (تشامبيون شيب). ورغم تعاقد الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي مع أربعة لاعبين، فإن أغلب النفقات ذهبت في صفقة انتقال الجزائري الدولي رياض محرز نجم ليستر سيتي الإنكليزي. وكلّف محرز، الذي قاد ليستر لتحقيق المفاجأة والتتويج بلقب الدوري قبل موسمين، خزينة سيتي 60 مليون جنيه إسترليني، من أجل تعزيز القدرات الهجومية الشرسة للفريق السماوي. وصرح غوارديولا “لا يوجد أدنى شك في قدرات محرز. يمكنه اللعب في ثلاثة أو أربعة مراكز. لديه القدرة على اللعب في الوسط أو في الجناحين الأيمن والأيسر”. وأضاف مدرب سيتي “في ظل تواجد محرز، يمكننا أيضا تهيئة الأجواء لمزيد من المنافسة بين مهاجمي الفريق ولاعبي الجناحين”. وعلى عكس بعض التعاقدات الصيفية، لن يكون محرز بحاجة للتأقلم مع الدوري الإنكليزي. وأوضح غوارديولا “إن محرز ليس من اللاعبين القادمين من إسبانيا أو إيطاليا أو دولة أخرى ممن يحتاجون لمزيد من الوقت للتأقلم والتجانس مع زملائه. إنه يعرف بالفعل كل شيء وأعتقد أنه سوف ينسجم سريعا للغاية مع بقية لاعبي الفريق”. تعاقدات فولهام استحوذت على انتباه المتابعين للدوري الإنكليزي، لا سيما صفقة انتقال الإيفواري جان ميشيل سيري ورغم توقع الكثيرين بتألق كيتا وشاكيري وفابينيو، فإن ليفربول يأمل في أن يلعب الحارس البرازيلي أليسون (25 عاما) دورا هاما مع الفريق الأحمر، الساعي لاستعادة لقب الدوري الإنكليزي الغائب عنه منذ العام 1990. وقال الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول “إن تعاقدنا مع أليسون يرجع لامتلاكه العديد من نقاط القوة، إنه حارس مرمى على أعلى مستوى”. واستدرك كلوب “لكن بطبيعة الحال، مازال يتعين عليه التكيف وسيكون لديه القدرة على التطور مع اكتسابه المزيد من خبرة المباريات، لذلك فإن الأمور سوف تسير على ما يرام بالنسبة إليه”. ويضع تشيلسي آمالا عريضة على الإيطالي جورجينيو، البرازيلي الأصل، القادم إليه من نابولي الإيطالي، برفقة ماوريتسيو ساري مدرب الفريق اللندني، الذي خلف مواطنه أنطونيو كونتي في قيادة البلوز الشهر الماضي. وكان جورجينيو أحد النجوم البارزين مع نابولي، الذي حصل بقيادة ساري على المركز الثاني في ترتيب الدوري الإيطالي الموسم الماضي. ورفض اللاعب الإيطالي الانضمام لمانشستر سيتي من أجل الانضمام لمدربه في قلعة ستامفورد بريدج. من جانبه، يتطلع مانشستر يونايتد لأن يشكل اللاعب البرازيلي فريد، المنضم للفريق هذا الصيف من شاختار دونتسيك الأوكراني مقابل 47 مليون جنيه إسترليني، الإضافة المرجوة للمدرب البرتغالي المثير للجدل جوزيه مورينيو، لكن الأندية الكبرى لم تكن هي الوحيدة التي أنفقت الأموال. ودفع إيفرتون 50 مليون جنيه للتعاقد مع البرازيلي ريتشارليسون من واتفورد الإنكليزي، قبل أن يتكبد 80 مليون جنيه للتعاقد مع ثلاث صفقات في اليوم الأخير لسوق الانتقالات. في المقابل، أنفق ويستهام يونايتد 95.9 مليون جنيه إسترليني لتعزيز صفوفه، حيث أبرم صفقة قياسية عندما تعاقد مع البرازيلي فيليبي أندرسون لاعب لاتسيو الإيطالي مقابل 36 مليون جنيه. استحوذت تعاقدات فولهام على انتباه المتابعين للدوري الإنكليزي، لا سيما صفقة انتقال الإيفواري جان ميشيل سيري لاعب نيس الفرنسي. وصرح رينيه ميلنستين، مدرب فولهام السابق، بأن النادي اللندني ربما نجح في إحداث انقلاب حقيقي في سوق الانتقالات. وقال ميلنستين لهيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي “إن سيري يمثل صفقة رائعة للغاية لفولهام من وجهة نظري. إنه أحد أفضل ستة لاعبين إن لم يكن أفضل ثلاثة لاعبين”. وأضاف ميلنستين “إنه يذكرني بالهولندي كلارينس سيدورف. ولديه قدرات رائعة في نقل الكرة، من الرائع أن يحصل فولهام على خدماته”. ويعتبر توتنهام هوتسبير هو الفريق الوحيد الذي لم يبرم أي صفقة في فترة الانتقالات المنقضية بإنكلترا. الإثارة والترقب في المقابل أبقى المدرب البرتغالي لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو على الإثارة والترقب من خلال تأكيده مجددا أن صانع الألعاب الفرنسي بول بوغبا “سعيد ولديه الرغبة بالعمل” مع وصيف بطل الدوري الإنكليزي، رغم الشائعات المستمرة حول احتمال انتقاله إلى برشلونة الإسباني. وعاد بوغبا (25 عاما) الفائز مع منتخب بلاده بكأس العالم 2018 في روسيا، إلى التدريب الاثنين، وذكرت الصحافة البريطانية أنه منزعج من علاقته المتوترة مع المدرب مورينيو ومن دوره مع فريق “الشياطين الحمر”، وأنه سيرحل إلى برشلونة. لكن مصدرا داخل النادي أكد ردا على هذه الأنباء، أن بوغبا لن يرحل إلى أي جهة كانت. وشدد مورينيو في مؤتمر صحافي الخميس عشية المباراة الافتتاحية لفريقه مع ليستر سيتي، بطل الموسم قبل الماضي، “انطباعي هو أنه وصل الاثنين سعيدا، فخورا وراغبا في العمل”. وأضاف “لقد عمل بشكل جيد الاثنين، الثلاثاء والأربعاء. هو أحد اللاعبين الذين يجب أن أتحدث إليهم لنرى كيف يشعر بدنيا وذهنيا. لكن المحادثة ذاتها تشمل أيضا أشلي يونغ، البلجيكي مروان فلايني وجيسي لينغارد” الذين عادوا مؤخرا بعد مشاركتهم في مونديال 2018.
مشاركة :