نيويورك - وكالات: تصاعدت الإدانات من منظمات أممية ودول غربية، للغارة التي شنها التحالف السعودي الإماراتي في صعدة اليمنية، الخميس، وأسفرت عن مصرع عشرات الأطفال، وسط مطالبات بإجراء تحقيق فوري، ومحاسبة المسؤولين عن الحادث. وطالب مجلس الأمن يوم أمس باجراء تحقيق شامل في الجريمة، وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أمس، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، ومنظمة الصحة العالمية، الغارة الجوية التي شنها التحالف السعودي الإماراتي في صعدة اليمنية، مؤكدين أن لا حل عسكرياً للنزاع الدائر منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، في بيان: "يؤكد الأمين العام على ضرورة أن تحرص كل الأطراف على الحفاظ على المدنيين والأهداف المدنية في إدارة العمليات العسكرية". كما دعت الولايات المتحدة أيضاً إلى إجراء تحقيق شامل في الغارة، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناويرت: إن "الولايات المتحدة قلقة من التقارير التي تفيد بحدوث هجوم أدى إلى مقتل مدنيين". وأضافت: "ندعو التحالف بقيادة السعودية لإجراء تحقيق شامل وشفاف في الحادث، وتأخذ الولايات المتحدة تقارير موثوقة عن الضحايا المدنيين بجدية بالغة". كذلك، أكد الاتحاد الأوروبي، أن الحوادث المأساوية في اليمن تذكر العالم، أن لا حل عسكرياً للنزاع الدائر منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وقال الاتحاد في بيان نشرته صفحة بعثته في اليمن على "فيسبوك"، "كان يوم الخميس يوماً مروعاً آخر لليمن، أصابت غارة جوية، حافلة في منطقة مكتظّة بالسكان في صعدة، ما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، معظمهم من الأطفال. وجدّد الاتحاد الأوروبي دعوته لإيجاد حل سياسي والتزام جميع الأطراف بالتركيز على استئناف المفاوضات بإشراف المبعوث الخاص للأمم المتحدة، مارتن غريفيث". كما أكد دعمه لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة لاستئناف عملية السلام. وقال نائب المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة جوناثان آلن إن: "بلاده ستدعو إلى إجراء تحقيق دقيق في الغارات، مشيراً إلى أن بلاده طالبت مراراً وتكراراً من جميع أطراف النزاع في اليمن أن تلتزم بالقانون الإنساني الدولي. ودعت ليز جراندي منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في اليمن إلى التحقيق فوراً في الغارة التي استهدفت المدنيين في صعدة، ووصفت ما جرى بالمذبحة التي لا مبرّر لها. وأضافت جراندي في تصريح لقناة الجزيرة إن: "كل أطراف النزاع ملزمة باحترام القانون الدولي الإنساني، وأضافت إن الأمم المتحدة تدعو الأطراف المتنازعة لوقف هذه الحرب". وفي ذات السياق دعت كلٌّ من السويد وبوليفيا وهولندا وبيرو وبولندا، مجلس الأمن لعقد جلسة مغلقة، بهدف مناقشة تداعيات الغارة. بدورها، أعربت وزارة الخارجية الروسية، أمس، عن قلقها الشديد حيال مقتل عدد من المدنيين في اليمن جراء غارات للطيران الحربي التابع للتحالف العربي، وطالبت الخارجية بفتح تحقيق فوري بالحادثة لعدم تكرار مثل هذه المآسي. وقالت الخارجية الروسية في بيان، أمس،: "موسكو تشعر بقلق بالغ إزاء ما يحدث في اليمن من حرب عبثية التي بسببها يستمر قتل المواطنين الأبرياء، ومع بروز المأساة الأخيرة التي نتجت عن مقتل عدد من المواطنين وبينهم أطفال، يتوجب إجراء تحقيق دقيق وشامل ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة". ودعت الخارجية الروسية أطراف النزاع في اليمن إلى التقيد الصارم بالقانون الدولي الإنساني، واتخاذ تدابير عاجلة من شأنها تجنيب المواطنين حوادث مأساوية مشابهة في المستقبل، من جهتها، طالبت منظمة "أنقذوا الأطفال" بفتح تحقيق في الغارة التي نفذها التحالف في محافظة صعدة. وطالبت بمحاسبة المسؤولين عنها وعن هجمات سابقة أخرى على المدارس والمستشفيات. وأضافت في بيان إن الغارة الأخيرة مثال صارخ على انتهاكات القانون الدولي، التي يشهدها اليمن منذ ثلاث سنوات بما يشمل حرمان المدنيين من المساعدات واستخدام التجويع كسلاح حرب. ووصف ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن نيفيو زاغاريا الهجوم على المدنيين بغير المقبول. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عبر "تويتر" الخميس، أن مستشفى تدعمه في محافظة صعدة "تسلم جثث 29 طفلاً دون سن 15، وأصيب 48 بينهم 30 طفلاً". وحسبما أعلن الصليب الأحمر، ارتفعت حصيلة ضحايا الهجوم، إلى 50 قتيلاً و77 إصابة معظمهم من الأطفال. وكان التحالف السعودي الإماراتي أقر، في بيان، بتنفيذ ما وصفه بـ "عمل عسكري مشروع"، ويشهد اليمن، منذ ثلاثة أعوام، حرباً عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، المسنودة بقوات التحالف السعودي الإماراتي، من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى. وفشلت كل المفاوضات ومحاولات التوصّل إلى وقف لإطلاق النار منذ سيطرة مليشيات الحوثيين، المدعومين من إيران، على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وتدخُّل التحالف بالنزاع في مارس 2015. وقُتل في الحرب اليمنية، منذ التدخل السعودي، أكثر من 9200 يمني، وأصيب أكثر من 53 ألف شخص، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالميّة، وبحسب الأمم المتحدة، يشهد اليمن "أسوأ أزمة إنسانيّة في العالم"، كما يواجه خطر المجاعة.
مشاركة :