كتب - نشأت أمين: أكد د. محمد حسن المريخي أن أيام عشر ذي الحجة أوقات وساعات وأيام تتميز عن غيرها من الأيام والأوقات ، مشيراً إلى أن المولى عز وجل قد خصّها بمزيد من الفضل وأودع فيها من البركات والرحمات ما جعلها جديرة بالعناية والاهتمام. وقال د. المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها امس بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب: إن عشر ذي الحجة أيام عظّمها الله تعالى وأشاد بها من أيام مباركات وأوقات فاضلات. ولفت إلى أن الله أقسم بها معظماً إياها ومُظهراً شرفها ومقامها لأن القسم بالشيء تعظيم له خاصة إذا كان المقسم عظيماً جليلاً وهو الله جل وعلا. ونقل خطيب جامع الإمام قول القرطبي رحمه الله عن هذه الأيام: (وليال عشر) أي ليال عشر ذي الحجة، وقال الله تعالى عن هذه الأيام: "وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ...) قال ابن عباس: هي العشر التي ذكرها الله في قصة موسى عليه السلام، وأعلم رسول الله الأمة عن فضلها ومكانة العمل الصالح فيها ليهتموا ويستغلوها ويقدروها حق قدرها. وأضاف الخطيب "شاءت إرادة الله جل وعلا أن تكون أعمار أمة محمد عليه الصلاة والسلام قصيرة لا تتعدى السبعين إلا قليلاً كما أخبر رسولنا بذلك بقوله: (أعمار أمتي ما بين ستين إلى سبعين وأقلهم من يجوز ذلك). أمة الإسلام ولفت إلى أن الله تفضّل على أمة الإسلام فعوّضها خيراً كبيراً فأتاح لها ويسّر أن تعمل العمل القليل ويجزيها ومنّ عليها بمواسم الخير والمغفرة كيوم عرفة وشهر رمضان والعشر الأواخر منه وعشر ذي الحجة وليلة القدر ويوم الجمعة وصيام المحرم وغيرها من المواسم التي خصّها الله بمزيد من الفضل لتنهل منها الأمة لتكون في صف الأمم بل لتسبقها في الفضل والمنزلة والمكانة عند الله تعالى. وبيّن أن الأيام العشر من ذي الحجة امتلأت بالأعمال الصالحة حتى قدّمها بعض السلف وفضّلها على العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر لأن المشروع فيها ليست في غيرها من المواسم، هذه الأيام العشر هي أيام الله تعالى، يقول سبحانه (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ...) فيها الذكر والدعاء والتسبيح والتهليل والتكبير، فيه الحج إلى بيت الله الحــــــرام، يؤدى فيها ركن من أركان الدين، يجتمع الحجاج في مكة والمشاعر، فيها يوم عرفة والأضحية والعيد وصلاته. الأعمال الصالحة وتابع: لو لم يكن في هذه الأيام إلا يوم عرفة لكفى به شرفاً ولها رفعة فكيف وقد اشتملت على كل الأعمال الصالحة. وقال: إن يوم عرفه بذاته يوم عظيم من أيام الله تعالى التي ينبغي للمسلم أن يستعد له ويدعو الله تعالى أن يبلّغه إياه ليكون شاهداً له بالعمل الصالح وليتعرّض فيه لرحمات الله ونفحاته، إنه ركن الحج الأكبر، كما قال رسولنا الكريم (الحج عرفة). وقال: " يوم عرفة يوم إكمال الدين وإتمام النعمة والرضى بالإسلام ديناً، ففي حجة الوداع وقف رسول الله في يوم الجمعة وقف بعرفات وأنزل الله عليه (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)، قال اليهود: لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. وأشار إلى أن الله تعالى أخبر رسوله عليه الصلاة والسلام أن الدين قد كمل ليعلم الأمة، وإذا كمل الدين فإنه لا يقبل الزيادة ولا النقصان وأن الباب موصود في وجه المبتدعة فما لم يكن ديناً على عهد رسول الله فلا يكون اليوم دينا ولا يحق لأحد أن يتصرّف في دين الله بعد رسول الله بزيادة أو نقصان، فهل يفهم المبتدعة هذا الكمال. إتمام النعمة وذكر د. المريخي إلى أنه في يوم عرفة أتمّ الله النعمة بالدين وتفضّل به على المسلمين، فعليهم تقديرها بالقيام بها والعمل بالشريعة حماية لأنفسهم من محن الدنيا وعظائم الآخرة والتسلّح بالأخلاق الإسلامية، التي الأمة اليوم أحوج لأن تتسلح بها لتحفظ نفسها وأجيالها من الذوبان في مستنقعات الأمم وبيارات الشعوب. وقال خطيب جامع الإمام: "في يوم عرفة أخبر الله الأمّة أنه رضي لها الإسلام ديناً ولم ولن يرضى له بديلاً، رضي الإسلام ديناً الذي جاء به رسوله من عنده عز وجل، ولم يرض للأمة لئن تشرق وتغرب تبحث عن قوانين ودساتير وأنظمة حياة. ولفت إلى أن يوم عرفة هو يوم إعلان التوحيد، يقول رسول الله: (خَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). يوم التوحيد واختتم الخطيب بالقول إن يوم عرفة يوم التوحيد الذي خلق الله السموات والأرض من أجله، التوحيد الذي خلق الله من أجله الجن والإنس وخلق الجنة والنار وأرسل الرسل وأنزل الكتب، فهل يعقل البعض توحيد الله ويعلمون أنه يتعارض مع الذهاب للكهنة والعرّافين والسحرة والمشعوذين، وهذا يذكّرنا أيضاً بالعقيدة الصحيحة التي تكاد الأجيال تفقدها وتزوغ عنها، نتذكر ونذكر بالعقيدة لأن ميزانها عند البعض ضعيف بل لا يكاد يجد من الأهمية إلا النزر القليل، يوم عرفة يوم الدعاء بل خير الدعاء دعاء يوم عرفة يقول عليه الصلاة والسلام، (خير الدعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).
مشاركة :