شكك مصرف "دويتشه بنك" الألماني في جدوى برنامج البنك المركزي الأوروبي لشراء سندات يعتقد أنها ستساهم في إنعاش الاقتصاد الأوروبي المتعثر. وقال أنشو جين، رئيس أكبر المصارف التجارية في ألمانيا، إننا ننظر إلى مثل هذا البرنامج بنظرة تميل أكثر إلى التشكك، فيما أعرب يورجن فيتشن، الذي يشارك جين في رئاسة المصرف الألماني، عن تشككه حول ما إذا كان شراء كم كبير من السندات الحكومية يمثل الوصفة الصحيحة لإنعاش الاقتصاد في منطقة اليورو، موضحا أن البنك المركزي لا يمكنه بمفرده الاهتمام بالنمو وإيجاد وظائف في أوروبا. وبحسب "الألمانية"، فقد وعد ماريو دراجي رئيس البنك المركزي الأوروبي باتخاذ مزيد من الخطوات لمكافحة الضعف الاقتصادي والتدني الخطير لمعدل التضخم في منطقة اليورو، ومن المتوقع أن يكون من بين هذه الخطوات برنامج شراء من البنك المركزي لسندات حكومية وسندات شركات، ويثير هذا البرنامج جدلا داخل الأوساط المالية. وأضاف فيتشن، أن السؤال المحوري هو: هل يعمل شراء السندات على تحقيق مزيد من النمو بشكل دائم؟ أم أن أول من سينتفع من هذا الإجراء هم بعض اللاعبين في الأسواق المالية دون أن يحقق هذا الإجراء التأثير المرجو في مجمل الاقتصاد؟. واقترح جين في تصريحات لصحيفة "فيلت آم زونتاج" الألمانية الصادرة أمس، أن يقوم المركزي الأوروبي بدلا من شراء السندات بتشجيع عمليات التوريق "إصدار الصكوك"، مضيفا أن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يخفف من أعباء المصارف، وفي الوقت نفسه إيجاد سوق يمكن للمركزي أن يعمل فيها. ويحاول المركزي الأوروبي في الوقت الراهن التخفيف من الأعباء على المصارف عبر شراء سندات الرهن العقاري وبطاقات الائتمان حتى تتمكن المصارف من إنعاش الوتيرة المتباطئة لمنح القروض. واستبعد فيتشن أن يكون هناك خطر مباشر على النظام المالي العالمي جراء الوضع المتوتر في روسيا في الوقت الراهن بسبب انهيار الروبل والعقوبات الاقتصادية وتراجع أسعار النفط. ورأى أن الاقتصاد الروسي له اليوم قدرة أفضل على الوقوف في مواجهة انهيار الروبل، مشيرا إلى أن احتياطيات النقد الأجنبي لدى روسيا مرتفعة كما أن الدين العام منخفض نسبيا.