قصة اكتشاف عظيم حدث بمحض الصدفة: باحث حاول تحويل البول إلى ذهب

  • 8/11/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يصنف الفوسفور ضمن قائمة أهم العناصر الكيميائية في الكون، حيث يحمل هذا العنصر الرقم الذري 15 ويرمز إليه بحرف «P». فضلا عن ذلك يوجد الفوسفور على شكلين أساسيين في العالم، أولهما الفوسفور الأبيض، وثانيهما الفوسفور الأحمر، ويعد مكونا أساسيا لغشاء الخلايا الحية والحمض النووي. ويعتبر الفوسفور الأبيض واحدا من أبرز المواد السامة، حيث تستخدم هذه المادة في صناعة العديد من الأسلحة الفتاكة، ولعل أبرزها النابالم والقنابل الفوسفورية، حسبما جاء في «العربية.نت». ويعود تاريخ اكتشاف عنصر الفوسفور إلى القرن السابع عشر، حيث مثل الأخير العنصر الكيميائي الثالث عشر الذي يتم اكتشافه من قبل البشر. وبناء على أغلب المصادر التاريخية، جاء اكتشاف الفوسفور بمحض الصدفة خلال إحدى التجارب الغريبة لعالم الكيمياء (Alchemy)، والتي تصنف ضمن قائمة العلوم التي مهدت لظهور الكيمياء الحديثة، الألماني هينيج براد (Hennig Brand). ولد هينيج براد سنة 1630 بمدينة هامبورح الألمانية، وأثناء فترة شبابه عمل الأخير في مجال صناعة الزجاج. وعلى إثر زواجه من سيدة ثرية، اتجه هينيج براد نحو دراسة علوم الكيمياء في سعي منه لزيادة ثروته عن طريق اكتشاف ما يعرف بحجر الفلاسفة الأسطوري والذي كان قادرا على تحويل المعادن إلى ذهب. وخلال المرحلة الأولى، أنفق العالم الألماني كامل ثروة زوجته دون أن يحقق نجاحا يذكر، ومع وفاة الأخيرة تزوج هينيج براد من امرأة ثرية أخرى، وقد سمح له ذلك ببناء مخبر خاص به. وفي سنة 1669، لاحظ هينيج براد أن للذهب والبول نفس اللون. وبناء على ذلك، اتجه الأخير نحو البحث عن حجر الفلاسفة الأسطوري انطلاقا من البول، فما كان منه إلا أن باشر بجمع كميات هائلة من بول أصدقائه ليتمكن في النهاية من الحصول على حوالي 1500 غالون من البول أي ما يعادل أكثر من 5500 لتر. ومع بداية تجاربه، أقدم هينيغ براد على غلي كمية من البول الموجودة داخل وعاء ليحصل على شراب سميك وخاثر. وعلى إثر ذلك، واصل الأخير عملية تسخين هذه المادة حتى قطر نوعاً من الزيت الأحمر المتوهج منها، ومن ثم وضع العالم براد ما تبقى من رواسب في مكان بارد ليحصل في النهاية على مادة متكونة من جزء أعلى متمثل في جسم إسفنجي أسود وجزء سفلي يحتوي أساسا على الأملاح. وعقب تخلصه من الجزء السفلي، قام هينيغ براد بخلط الزيت الأحمر الذي حصل عليه سابقا مع الجزء الإسفنجي الأسود قبل أن يقدم على تسخين هذا المزيج لمدة قاربت 16 ساعة، حيث لاحظ العالم الألماني ظهور دخان أبيض وكمية من الزيت قبل أن يتكون الفوسفور. ومن أجل تحويله نحو الحالة الصلبة، توجه هينيغ براد إلى الاعتماد على الماء لتبريد الفوسفور. وعلى إثر هذه التجربة الغريبة، ظن هينيج براد أنه نجح في اكتشاف ما يعرف بحجر الفلاسفة دون أن يعرف أن ما حققه هو إنجاز علمي عظيم ليواصل عقب ذلك إجراء مجموعة من التجارب الفاشلة مستغلا هذه المادة بهدف الحصول على الذهب. عقب نجاح تجربته أطلق هينيج براد اسم النار الباردة على هذه المادة بسبب توهجها خلال فترات الليل. لكن لاحقا، غير الأخير هذه التسمية ليطلق اسم «الفوسفور» على هذا العنصر الجديد، وفي الأثناء تكتم الأخير عن اكتشافه خوفا من سرقة أبحاثه. وبعد مضي حوالي 6 سنوات كاملة، أيقن العالم الألماني أن ما اكتشفه ليس حجر الفلاسفة الأسطوري صاحب القدرات العجيبة وإنما عنصر جديد وغير معروف.

مشاركة :