غنام الغنام | أكد سفير جمهورية غينيا لدى البلاد مامادي تراوري أن العلاقات الغينية ـ الكويتية حسنة في مجالات التعاون، مشيرا إلى أن الكويت تلعب حاليا دورا مهما لإحلال السلام والأمن والاستقرار في منطقة الخليج. وعن قضية الخدم، أوضح تراوري في حديثه لــ القبس أن مكاتب توظيف الخادمات ومندوبيهن في غينيا هم المسؤولون بالدرجة الأولى، مبينا انه لا بد وضع ضوابط خاصة لتوظيف الخادمات وإضفائه بطابع رسمي عن طريق السفارة والجهات المختصة في الكويت. وقال انه طلب من غينيا إيقاف إرسال الخادمات إلى الكويت حتى يتم الاتفاق على شروط توظيف محدد ومشترك بين الأطراف المعنية. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء: ● كيف تصف لنا العلاقات بين الكويت وغينيا؟ ـ ترجع العلاقات الغينية ـ الكويتية إلى السبعينات، وهي علاقات طبيعية وأخوية ويجمع الدين الإسلامي بلدينا، حيث إنهما عضوان في منظمة التعاون الإسلامي، يعتبر افتتاح سفارة جمهورية غينيا هنا في الكويت في 5 مايو 2017 التطورات الأخيرة في العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث كانت الكويت سابقا مرتبطة بسفارتنا لدى المملكة العربية السعودية، فتنفيذا لرغبات قائدينا البروفيسور ألفا كوندى وسمو أمير البلاد، قررت حكومة غينيا فتح سفارتها في الكويت، ما سيساهم من دون شك في توطيد أواصر العلاقات التقليدية والتعاون الأخوي بين البلدين، وأنا شخصيا سعيد جدا بأن يقع اختيار رئيس بلدي على شخصي، لأكون أول سفير لجمهورية غينيا لدى الكويت الصديقة وأن أتشرف بافتتاح سفارتنا هنا. ● ما أبرز الاتفاقيات التي أبرمها الجانبان خلال السنوات الأخيرة؟ ـ ينبغي الإقرار بأن العلاقات الغينية – الكويتية حسنة في مجالات التعاون بصفة عامة، إلا أن هناك جهوداً ينبغي بذلها من قبل الجانبين للنهوض بها إلى مستويات أعلى، وذلك ممكن لأن هناك فرصاً متاحة من كلا الجانبين.. في الواقع عند تولي منصبي سفيراً لبلدي في الكويت كانت هناك في مجال التربية منحة دراسية واحدة فقط تمنح كل سنة لغينيا، غير أنه يوجد لدينا آلاف المرشحين الذين ينتهون من دراسة المرحلة الثانوية ويرغبون بالالتحاق بمعاهد وجامعات التعليم العالي في مختلف التخصصات. لذا، أود مقابلة وزير التعليم العالي لمناقشة هذا الموضوع معه، كما نود توسيع نطاق تعاوننا مع الكويت في مجال الصحة، بناء على احتياجاتنا والفرص المتاحة لديكم في هذا المجال. وتجدر الإشارة إلى أن هناك منظمات غير حكومية كويتية تعمل في المجالين الإنساني والاجتماعي، حيث تساهم في بناء المدارس والمساجد والآبار السطحية والارتوازية لسد احتياجات بعض القرى من المياه الصالحة للشرب، وأخيراً ينبغي الإشارة إلى أن العلاقات بين غينيا والصندوق الكويتي للتنمية العربية تطورت في السنوات الأخيرة، بعد حضور ملحوظ في مجال البنية الأساسية للطرق والصحية في السبعينات والثمانينات والتسعينات. وشهدت هذه العلاقات بفضل افتتاح سفارة غينيا هنا في الكويت انتعاشاً حقيقياً جيداً، ففي أقل من شهرين من التفاوض تم إبرام اتفاقية قرض بمبلغ قدره 8 ملايين دينار كويتي، وذلك لبناء 4 تحويلات على أحد الطرق الرئيسية بكوناكري العاصمة، حيث سيساهم بناء هذه التحويلات في تخفيف الازدحام الذي يواجه سكان العاصمة في المرور. وأود أن أشكر رغبة مسؤولي الصندوق الكويتي للتنمية العربية لدعمنا في السنة المقبلة لتحقيق طريق مهم أيضاً في العاصمة كوناكري، وكنت سعيد جداً حينما قابلت نائب مدير العام لغرفة تجارة وصناعة الكويت الخميس 4 يوليو الماضي، وأخبرني بوجود اتفاقيتين بين غرفتي تجارة وصناعة البلدين. مجلس الأمن ● كيف ترى غينيا دور الكويت في مجلس الأمن؟ ـ نحن سعداء جداً بانتخاب الكويت للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن لمدة سنتين، ونعلم أن الكويت تلعب حالياً دوراً مهماً لإحلال السلام والأمن والاستقرار في منطقة الخليج، وأنا على يقين بناء على خبراتها في إحلال السلام في منطقة الخليج، وأنها ستأخذ مكانتها كاملة في مجلس الأمن من خلال تقديم خبراتها في المناقشات. في الواقع كنت ممثلاً دائماً لبلدي في الفترة 2002 – 2003 لما كان بلدي عضواً غير دائم في مجلس الأمن، وتشرفت برئاسة مجلس الأمن في شهر مارس 2003م، وكنت رئيس مجلس الأمن عند ما بدأت الحرب العراقية الثانية، ويعتبر هذا الوقت بنسبة لي أكثر بهجة وروعة في خبرتي الدبلوماسية. ● هل من زيارات رسمية مرتقبة من الجانبين خلال الفترة المقبلة؟ ـ الزيارات الرسمية قليلة جدا حاليا بين البلدين، لكن أتوقع انه بعد الزيارة الرسمية المزمعة لرئيس غينيا للكويت بدعوة من سمو الأمير سيكون هناك تطور للأوضاع بالتأكيد، لأن مثل هذه الزيارة ستمهد الطريق للاتصالات المباشرة بين رجال أعمال غينيا مع نظرائهم الكويتيين وبين أعضاء الحكومتين، لان رئيس الجمهورية سيرافقه أثناء الزيارة وفد كبير من الوزراء وأصحاب المشاريع الاقتصادية، فأنا في انتظار هذه الزيارة التي تم اكتسابها مبدئيا منذ تقديمي أوراق اعتمادي لسمو الأمير، وأنا على اتصال دائم بإدارة شؤون مراسم وزارة الخارجية لكي يتم تحديد موعدها. للجالية الغينية ● هل يمكن ان تحدثنا عن أوضاع الجالية الغينية في الكويت؟ ـ تنقسم الجالية الغينية في الكويت إلى فئتين: الفئة الأولى تتكون من الطلاب المسجلين رسميا في الجامعات الكويتية ومن الخريجين الذي وجدوا العمل في مجال التدريس وفضلوا العيش في الكويت، يتراوح عددهم ما بين 20 إلى 25 شخصاً. لم تلق السفارة في حقهم أي مشكلة ولم تستلم أي شكوى ضدهم لا من قبل السلطات ولا المواطنين. وتتكون الفئة الثانية من الخادمات اللاتي قررن المجيء إلى الكويت بحثا عن تحسين ظروف حياتهن. وبصراحة ان التصدي لأوضاعهن يشكل الشغل الشاغل لدينا حاليا في السفارة منذ افتتاح سفارة غينيا لدى الكويت، حيث إن عددهن يزداد يوميا وظروف توظيفهن غير شفافة بصفة عامة، ويخبرننا انهن يواجهن صعوبات وهناك مشاكل أخرى متعلقة بظروف عملهن في الكويت. تندهش معظمهن من العمل والمرتبات المقترحة عليهن، مما يؤدى إلى خيبة الأمل، ويجعل العديد منهن يفررن من أماكن العمل ويلجأن إلى السفارة رغبة في العودة إلى البلاد. وللأسف الشديد السفارة ليست على علم بظروف توظيفهن وليس لديها خيار آخر إذا جئن إلى السفارة إلا أن تستقبلهن وتساعدهن في إجراءات العودة إلى البلاد، وليس لدي العدد الدقيق للخادمات الغينيات الموجودات في الكويت، كل ما أستطيع أن أقوله إن السفارة تمكنت منذ افتتاحها من استرجاع 148 حالة وتعمل حاليا على 30 حالة موجودة في مركز الإيواء للعمالة الوافدة والإبعاد وفي المستشفيات. وأوجه هنا جزيل الشكر إلى مسؤولي مركز إيواء العمالة الوافدة ومركز الإبعاد والأطباء على حسن تعاونهم، حيث إنهم تعاونوا كثيرا معنا في إدارة هذه القضية الحساسة والمعقدة، هذا هو الوضع، فاللاتي يرغبن في البقاء هن أحرار في خيارهن وألامر نفسه لأولئك اللائي يرغبن في العودة إلى البلاد، نحترم خياراتهن. ● ما الحلول التي سيتم طرحها على السلطات الكويتية، حتى لا تتكرر هذه الحوادث؟ ـ أرى أن مكاتب توظيف الخادمات ومندوبيهم في غينيا هم المسؤولون بالدرجة الأولى عن هذا الوضع المؤسف، لأن ظروف توظيف الخادمات غير شفافة، لا يوجد هناك عقود واضحة وسليمة، حيث يكذبون على الخادمات ويشجعونهن على قبول المجيء للعمل في الكويت، من دون أن يقولوا لهن طبيعة العمل الذي سيقمن بأدائه بعد وصولهن الى الكويت ولا قيمة رواتبهن، ومندوبو مكاتب الخادمات في غينيا، يخدعونهن ويأخذون منهن مبالغ طائلة قبل مغادرتهن كوناكري. وأرى أن الحل هو وضع ضوابط خاصة لتوظيف الخادمات وإضفاؤه بطابع رسمي عن طريق السفارة والجهات المختصة في الكويت، وأن يتم الاتفاق على شروط محددة وإبرامها بين السفارة ومكاتب توظيف الخادمات، كما فعلت سفارات أخرى، التي واجهت مثل هذا الوضع. وحتى ذلك الحين فقد طلبت من السلطات المختصة في بلادي إيقاف خروج البنات الحاملات سمة مادة 20 للمجيء إلى الكويت لحين إشعار آخر، وقد قمت بنفس الإجراءات لدى السلطات المختصة في الكويت، من أجل إيقاف منح سمة الدخول مادة 20 للغينيات القادمات للعمل في الكويت كخادمات حتى يتم الاتفاق على شروط توظيف محدد ومشترك بين الأطراف المعنية. وأمل في مقابلة وزير الداخلية في القريب العاجل أو أي جهة مختصة أخرى لمناقشة هذا الموضوع معها. ردود فعل ذكر السفير الغيني انه في ما يتعلق بالخادمة التي قفزت من الطابق السادس لإحدى العمارات منذ ثلاثة أسابيع تقريبا، فقد حظي هذا الحادث بردود أفعال كثيرة على شبكات التواصل الاجتماعية هنا في الكويت، وفي غينيا كذلك. واشار إلى ان حالتها تحسّنت جدا بفضل مساعدة أطباء مستشفى العدان، حيث توجد حاليا، فقد صرّحت بأنه تم حبسها ومنعها من الطعام لعدة أيام في شقة تابعة لمكتب الخادمات الذي أتى بها إلى الكويت، وهذا شيء مؤسف جدا، وقد سمعت قصصاً كثيرة من ظروف عمل بعضهن من قبل، لكن لم يحدث مثل هذا قط، وأتمنى ألا يحدث مثله في المستقبل. البقاء بالكويت أكد السفير الغيني خلال حديثه لـ القبس انه توجد خادمات أخريات يعملن لدى أسر كويتية من دون مشكلة، وهن الأكثر عددا، ومعظمهن لا يرغبن في ترك عملهن ويفضلن البقاء في الكويت.
مشاركة :