حركة التغييرات التي طرأت على بعض القنوات بالتعاقد مع مذيعين ومحليين جدد -فضلا عن دخول قناة نادي "بيراميدز" إلى السباق- خطفت الأنظار من المنافسات التي تجرى على المستطيل الأخضر، لأن القناة الجديدة استعانت بمدراء فنيين لأندية منافسة، للعمل في الأستوديو التحليلي، وهو ما أثار جدلا واسعا. لتكون ساحة الإعلام الرياضي مع بداية الموسم الكروي في مصر أكثر جدلا من سوق الانتقالات الصيفية للاعبين القاهرة - لم تكن ساحة الإعلام الرياضي مع بداية الموسم الكروي في مصر أقل سخونة من سوق الانتقالات الصيفية للاعبين، بل إن حركة التغييرات التي طرأت على بعض القنوات بالتعاقد مع مذيعين ومحليين جدد -فضلا عن دخول قناة نادي “بيراميدز” إلى السباق- خطفت الأنظار من المنافسات التي تجرى على المستطيل الأخضر. ويوحي أداء القناة بأنها تسعى للسير خلف ركب “موضة الحصريات” التي تسيطر عليها قنوات “بي إن” الرياضية القطرية منذ سنوات، إضافة إلى البحث عن التميز بمشاركة نجوم عالميين في الأستوديوهات التحليلية، ما يرهق القنوات المنافسة، إذا أرادت تقليدها. وباتت قناتا “أون” الرياضية وبيراميدز طرفين أساسيين في المنافسة في الإعلام الرياضي للموسم الكروي الجديد، ورغم حداثة عهد بيراميدز التي انطلقت مع انطلاق الموسم، فإن ملاكها العرب لديهم من المال ما يمكّن من استقطاب ألمع الأسماء، من مقدمي البرامج والمحللين الفنيين، ما تسبب في حالة من الهجوم على من تعاقدوا للعمل في القناة، بزعم أنه تم شراؤهم بالمال. وزاد الهجوم تحديدا على من تعاقدوا مع القناة للعمل كمحللين، بجانب عملهم كمدربين لأندية بالدوري الممتاز، أي أنهم يعملون حاليا في قناة تابعة لناد منافس، ما قد يحرمهم من الشفافية المطلقة في عرض وتفنيد الأخطاء في مباراة يكون نادي بيراميدز أحد طرفيها، كما استقطبت القناة عددا كبيرا من الصحافيين العاملين في المجال الرياضي، ما وضعهم في حرج بالغ حتى طالهم الاتهام بأنهم أصبحوا ملكا للنادي. وتعتبر قناة بيراميدز ثاني قناة في مصر مملوكة لناد رياضي، بعد قناة النادي الأهلي، ويواصل نادي الزمالك محاولاته لإطلاق قناته الفضائية، ولو بشراء ساعات للبث على إحدى القنوات الموجودة بالفعل، لإدراك مسؤولي الأندية أهمية وجود ذراع إعلامية، بعد أن أصبحت الصحف المملوكة للأندية وسيلة من الماضي. وعلمت “العرب” أن نادي الزمالك كان قد اقترب من إطلاق قناته، إلا أن رغبة رئيس النادي مرتضى منصور في الظهور بشكل يومي على الشاشة للرد على منتقديه، كانت محل خلاف مع معاونيه من الإعلاميين، ما أخّر الخطوة، لأن ما يرغب فيه منصور ليس من مهام رئيس النادي، وبلغة السوق الإعلامية سوف يتحول بمرور الوقت إلى “كارت محروق”، ولم يستفد منصور من درس الرؤساء الذين حكموا النادي الأهلي، فلم يترددوا على قناتهم منذ تأسيسها إلا في مرات نادرة. وتهتم قنوات الأندية بالدفاع عن وجهة نظر النادي والدفاع عنه ضد أي هجوم، ويتحول دورها في أحيان كثيرة إلى الدور الذي يقدمه اللاعبون داخل الملعب، بالدفاع أو الهجوم، إضافة إلى امتلاكها إذاعة تدريبات فريق الكرة الأول والمعسكرات الخارجية حصريا، وهي مادة تلفزيونية تجذب انتباه الملايين من المشاهدين، ممن يعشقون مثل هذه التفاصيل، خصوصا إن كانت لأندية في حجم الأهلي والزمالك. تضارب اختصاصات إذا كانت قنوات الأندية تعتمد في الأساس على فرق عمل من أبناء النادي فليس من الطبيعي أن يعمل أحد المذيعين في قناة تابعة لناد ما ويتقاضى منها أجرا، ثم يقوم بانتقاد أداء فريق الكرة بالنادي، ويزداد الأمر صعوبة إذا كان ذلك المذيع يتولى منصب المدير الفني لفريق منافس، غير أن الأمر يسير بصورة طبيعية في الفضائيات الرياضية بمصر، ويمتلك كل ضيف مبررات تدفعه إلى قبول هذا العمل، متسلحا بإدعاء الحياد في تحليله الفني. المدير الفني لفريق نادي سموحة قال إن عمله كمحلل في القناة لا يتنافى مع عمله كمدير بنادي سموحة، لأنه يعمل على طرح رؤيته الفنية في أي مباراة دون النظر إلى اسمي الفريقين المتنافسين وعوّضت قناة بيراميدز حداثة عهدها وفقدها وجود عناصر من أبناء النادي، الذي تأسس تحت مسماه القديم “الأسيوطي” في عام 2008، وهو ناد ليس له شعبية في الشارع الكروي المصري، أو بالأصح هو أحد أندية الظل، ولجأت القناة إلى استغلال خزانتها الممتلئة لاستقطاب عدد من أصحاب الأسماء الرنانة في الإعلام الرياضي والتحليل الكروي. وتتنافس بيراميدز حاليا مع القناة الرياضية البارزة على الساحة وهي قناة “أون سبورت”، بينما تبتعد قناة الأهلي تماما عن المنافسة، كونها تقدم برامج خاصة بالنادي، ولا تملك حقوق بث مباريات الدوري، لذا تفتقد ميزة وجود أستوديو تحليلي وهي فقرة يفضلها أغلب الجماهير، ولعل انحصار المنافسة بين أون وبيراميدز دفع كل منهما إلى التعاقد مع نجوم جدد، ما جعل الجمهور في حالة ترقب ومقارنة بين ما يقدمه نجوم كل أستوديو تحليلي. تعاقدت القناة الجديدة مع الإعلامي مدحت شلبي بمبلغ قدره مليون و250 ألف دولار (أي ما يزيد عن 25 مليون جنيه) سنويا، بعد أن ترك شلبي قناة أون سبورت، في حين استقطبت قناة أون سبورت الإعلامي أحمد شوبير، وهو لا يقل نجومية عن شلبي، بل إن الثنائي هو الأبرز والأكثر مشاهدة في الإعلام الرياضي المصري. ويفضل نجوم الكرة السابقون العمل كمحللين فنيين لمباريات كرة القدم، وهذا ما دفع أحمد شوبير، حارس مرمى النادي الأهلي ومنتخب مصر سابقا، إلى ترك قناته السابقة “صدى البلد” والرحيل إلى قناة متخصصة، ما يعيده إلى أسلوبه القديم، وقد استغلت القناة أيضا إعلان نجم النادي الأهلي عماد متعب اعتزاله، ووقعت معه عقدا للعمل ضمن طاقة الأستوديو التحليلي، وكلها أمور يتبعها ملاك هذه القنوات أو المسؤولون عن إدارتها لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين وإثبات الأفضلية والتفوق على أي قناة منافسة. بين نارين المدهش هو تعاقد القناة مع مدراء فنيين لأندية منافسة، وهم المدير الفني لفريق نادي سموحة علي ماهر، والمدير الفني لفريق نادي المصري البورسعيدي حسام حسن، وشقيقه إبراهيم مدير الكرة بالنادي، وتعاقدا مع القناة بمبلغ مليون ونصف المليون دولار، مقابل تقديم برنامج “التوأم”، إضافة إلى عملهما في الأستوديو التحليلي، فضلا عن التعاقد مع اللاعبين السابقين رضا عبدالعال وأحمد حسام “ميدو”، كما استقدمت القناة البعض من نجوم الكرة العالميين السابقين، للمشاركة في تحليل المباريات مثل النجم الإنكليزي جون تيري. وهنا يثار سؤالان، الأول حول موقف هؤلاء النجوم عند تواجدهم في الأستوديو لتحليل مباراة يكون بيراميدز أحد طرفيها، والثاني أن وجود نجوم كرة عالميين في أستوديو تحليلي لمباراة محلية في مصر أمر يمكن فهمه ضمن التباهي واستعراض العضلات، لأن هؤلاء النجوم لا يملكون معلومات كافية عن كرة القدم في مصر، وهذا طبيعي لأن مباريات الدوري تفتقد إلى التواجد الجماهيري، وإن كان ذلك لن يشغل بال من يقبعون خارج الحدود. وليس من المعقول أن يتواجد المحللون داخل الأستوديو للتعليق على مباراة لأنديتهم، لأن مكانهم الطبيعي وقتها هو مقعد المدير الفني داخل ملعب المباراة، إلا أن البعض انتقد موقفهم بزعم عدم تمكنهم من العمل بحياد في المباريات التي يكون النادي المالك للقناة أحد طرفيها، ما يجعلهم كما يقال “بين نارين”، وهو ما نفاه علي ماهر. قال المدير الفني لفريق نادي سموحة لـ“العرب”، إن عمله كمحلل في القناة لا يتنافى مع عمله كمدير بنادي سموحة، لأنه يعمل على طرح رؤيته الفنية لأي مباراة دون النظر إلى اسمي الفريقين المتنافسين أو لون القميص، والغريب أن علي ماهر نفسه كان يتولى منصب المدير الفني لنادي بيراميدز. ولفت ماهر إلى أن العمل بالتحليل يكون بالتعليق على أداء اللاعبين وخطة المدير الفني وكيفية تعامله مع المباراة، والثغرات التي تظهـر على أداء أي فريـق، وهـذا لا يعنـي إطلاقا أنه ينتقد الأداء، بل هو تحليل فني بحت، يسير على كافة الأندية حتى بيراميدز، لذا أبدى تعجبه ممن ينتقدون الجمع بين عمله كمحلل فني بالقناة ومدرب لسموحة. لعل وجود شوبير قطع الطريق أمام الإعلامي سيف زاهر، عضو اتحاد الكرة المصري، في أن يصبح النجم الأوحد بالقناة بعد رحيل شلبي، ومن المنتظر أن تكون المنافسة حامية لعل وجود شوبير قطع الطريق أمام الإعلامي سيف زاهر، عضو اتحاد الكرة المصري، في أن يصبح النجم الأوحد بالقناة بعد رحيل شلبي، ومن المنتظر أن تكون المنافسة حامية وأوضح أن هناك بعض الضيوف من المحللين يتقلدون مناصب رسمية في الأندية، والوضع في نادي بيراميدز يختلف تماما عن ناديي الأهلي والزمالك، لأنهما كما يعلم جمهور العالم العربي بأكمله الغريمان التقليديان في الكرة المصرية منذ العشرات من السنين، وهناك حساسية شديدة بين من ينتمون إلى الناديين، لذا ليس من المعقول أن يعمل لاعب أو مسؤول زملكاوي في قناة الأهلي أو العكس. وكانت هناك منافسة ساخنة في قناة أون سبورت، فقد عوضت القناة رحيل نجمها الأول مدحت شلبي بالتعاقد مع الإعلامي أحمد شوبير، وتقديم برنامج خاص لمدة خمسة أيام أسبوعيا، والتعليق على البعض من مباريات الدوري، خاصة مباريات فريق الأهلي. منافسة حامية لعل وجود شوبير قطع الطريق أمام الإعلامي سيف زاهر، عضو اتحاد الكرة المصري، إذ حال دون أن يصبح النجم الأوحد في القناة بعد رحيل شلبي، ومن المنتظر أن تكون المنافسة حامية لأن شوبير وزاهر سيقدمان الأستوديو التحليلي بالتبادل. وبدا شوبير مشتاقا للعودة إلى الأستوديوهات التحليلية، وهو ما أقره في تعليق عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، لأن قناته السابقة ليست متخصصة في الرياضة، ولم تحصل على حقوق بث أي مباراة، ما اضطره إلى اقتصار برنامجه في هذه القناة على القضايا الرياضية. وعاد سيد عبدالحفيظ مدير الكرة السابق بالأهلي إلى الأستوديوهات بقناة النادي من مقعد المذيع، لأنه أحد أبناء النادي الذين يجيدون الرد على المنتقدين للفريق، خاصة إذا أتى النقد ممن ينتمون إلى الغريم التقليدي الزمالك، وقد يكون هذا أحد الأسباب الرئيسية في عودة عبدالحفيظ إلى القناة. يعتب بعض النقاد على الحراك الذي تسببت فيه بعض القنوات القضائية، وقال أحدهم لـ“العرب” إن أضواء المال وليس الكاميرات المبهرة هي التي خطفت أعين الكثيرين ممن يعملون في الإعلام الرياضي، من لاعبين سابقين ومحررين ونقاد رياضيين، وبدت الأموال المتدفقة كفيلة باستمالة البعض إلى هذا الفريق أو ذاك، وهو ما كشف عن أحد عيوب العاملين في الحقل الرياضي بمصر. وباتت الأمور أكثر انفتاحا، تصديقا للمقـولة الدارجة التي تؤكد أن الظهور على شاشة قناة فضائية لمـدة ساعة واحدة، يوازي عمل شهر كامل في مجلة أو جريدة متخصصة، لـذا فالكل يسعى إلى الظهور على الشـاشة أو حتى العمـل خلـف الكاميرات. وكل همّ القنوات الفضائية وأصحابها زيادة نسبة المشاهدة، وهذا لن يتحقق إلا بوجود أسماء لامعة وتخفيف حدة الانتقادات، وأصبحت هذه القنوات تبحث عن أشهر الأسماء التي تقدم برامجها عبر موقع يوتيوب، للتعاقد معها وتقديم برامج خفيفة لا تتعدى مدتها نصف الساعة. وهذا الأمر تحديدا دفع عددا كبيرا من الشبان والفتيات إلى الاهتمام بتسجيل فيديوهات تكشف عن مواهبهم في مجالات عديدة، وعرضها على موقع يوتيوب بعد اعتماد بعض القنوات على هذه المسألة، أملا في الخروج من عالم الإنترنت إلى عالم الفضائيات الثري، الذي يجلب لهم الأموال بعد فترة من العمل، والأهم جلب الشهرة. الفارق بين الأموال التي تضخها الأندية للظفر بالنجوم وبين ما يتقاضاه نجوم الصف الأول في الإعلام الرياضي، ليس ضخما، لذا فإن سعي كل منهما لتقديم الأداء الملفت هو نتاج طبيعي لما يتقاضونه من أموال، ما يجعل المنافسة حامية داخل المستطيل الأخضر أو داخل الأستوديو، لا سيما وأن قناتي أون وبيراميدز أبرز محطتين متنافستين على ساحة الإعلام الرياضي المرئي حاليا، ونالتا لقب “القطبين” مثل الأهلي والزمالك.
مشاركة :