سوق الانتقالات الشتوية ساخن في الدوري المصريبدا الميركاتو الشتوي المصري ساخنا، لرغبة الأندية في تدعيم صفوفها بصفقات جيدة، والاستغناء عن لاعبين لم يقدّموا المستوى المأمول، وتتلهّف أندية أخرى إلى تصحيح أخطاء صفقات الصيف، حتى أن اللاعبين أنفسهم يتطّلعون إلى نقلة جديدة باللعب في ناد جماهيري، أو الظفر بعقد مادي جيد.العرب عماد أنور [نُشر في 2018/01/07، العدد: 10862، ص(23)]التونسي حمدي النقاز أبرز الصفقات القاهرة - فتح رحيل ثلاثي النادي الأهلي، عماد متعب ومؤمن زكريا وأحمد الشيخ، إلى الدوري السعودي، شهية نجوم الفريق على الرحيل في موسم الانتقالات الشتوية، لا سيما أن الأندية الخليجية تمنحهم مقابلا ماديا مضاعفا لما يحصلون عليه في مصر، لكن هذا دفع المدير الفني للأهلي حسام البدري إلى رفض رحيل اللاعبين الذين يمثلون قوّة الفريق وأساسه وعلى رأسهم عبدالله السعيد. وإذا بدأنا بفريق الإسماعيلي، متصدّر سلم ترتيب المسابقة، لا يزال مجلس إدارة النادي يحاول تدبير مبالغ مالية تمكنه من توفير احتياجات الفريق الكروي من اللاعبين الجدد، ولجأ مسؤولو الدراويش (اللقب المعروف به النادي) إلى أكثر من جهة، أملا في إتمام التعاقد مع اللاعبين الذين طلبهم الفرنسي سباستيان ديسابر المدير الفني، حتى يتسنى للفريق الاستمرار في المنافسة على الصدارة. وأبرز مظاهر سوق الانتقالات، ويتشابه فيها قطبا الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، وهي قرار الاستغناء عن بعض اللاعبين السوريين ممّن تمّ التعاقد معهم في الموسم الصيفي، تحديدا في يونيو الماضي، ولم يمثّلوا إضافة حقيقية للناديين باستثناء مؤيد العجان في الزمالك، وقرّر الأهلي الاستغناء عن لاعبه أحمد الشامي بالتراضي، وأخطر الزمالك لاعبه علاء الشبلي بالبحث عن عرض مناسب خلال الأيام المقبلة. وتستعد الأندية في معظم أنحاء العالم بتجهيز الملايين من الدولارات للظفر بصفقة “سوبر” في موسم الانتقالات الذي ينتهي بنهاية شهر يناير الجاري، ومعروف في مصر أن هناك صراعا قديما بين الأهلي والزمالك، ويسعى كل منهما إلى إفساد صفقات الآخر، حتى وإن تكلّفت الملايين من الجنيهات. وبدأ الصراع مبكرا بينهما منذ ديسمبر الماضي، للحصول على خدمات لاعبين ظهروا بمستوى جيّد في الدوري المحلي، الذي قارب نصفه الأول على الانقضاء، ويعتبر ظهير أيسر فريق نادي مصر المقاصة حسين الشحات أبرز من دار حولهم التنافس.الأهلي والزمالك قررا الاستغناء عن بعض اللاعبين السوريين ممن تم التعاقد معهم في الموسم الصيفي، ولم يمثلوا إضافة حقيقية للناديين وقدم اللاعب أداء قويا مع فريقه وتصدّر قائمة هدافي الدوري الممتاز، برصيد ثمانية أهداف، وأبدى الشحات نفسه رغبته في الانتقال إلى النادي الأهلي، غير أن مسؤولي المقاصة بالغوا في طلباتهم المادية، ووصل المبلغ إلى 10 ملايين جنيه (نحو 600 ألف دولار)، بخلاف الاستغناء عن الغاني جون أنطوي، لاعب الأهلي المعار إلى المقاصة، ويبلغ سعر اللاعب نحو 600 ألف دولار أخرى لتصل الصفقة إلى مليون ومئتي ألف دولار. وتدخّل رئيس النادي الأهلي محمود الخطيب واقترب من إنهاء الصفقة، وعلمت “العرب” أن الخطيب حصل على توقيع اللاعب ووعده بإنهاء كافة الإجراءات مع رئيس المقاصة محمد عبدالسلام. ويحتاج الفريق، وفقا للمدير الفني حسام البدري، إلى تدعيم صفوفه بمهاجم صريح وقلب دفاع ولاعب وسط مدافع، استعدادا لخوض غمار منافسات دوري أبطال أفريقيا، والمنافسة على اللقب الذي فقده الفريق الموسم الماضي على يد الوداد المغربي. ويبرز اسم كل من عمرو السعيد مهاجم فريق نادي الإنتاج الحربي، وصلاح محسن مهاجم إنبي، كما فتح الأهلي قنوات اتصال مع مسؤولي الترجي التونسي، من أجل الحصول على خدمات مهاجمه ياسين الخنيسي، وهي الصفقة التي أسالت أيضا لعاب رئيس الزمالك مرتضى منصور. ويضع الأهلي الذي يحتلّ المركز الثاني في سلم ترتيب الدوري، عينيه على ثنائي فريق سموحة السكندري، عبدالله بكري ومحمود عبدالعزيز، وإن كان الأول قد وقّع فعليا على استمارات انتقاله، ويبقى فقط إنهاء بقية إجراءات الصفقة مع رئيس سموحة فرج عامر، ويرغب الأهلي في تعويض النقص العددي في خط دفاع الفريق الذي تأثّر برحيل الدولي أحمد حجازي إلى نادي ويست بروميتش الإنكليزي. أما لاعب وسط سموحة محمود عبدالعزيز، فقد استعان به الأهلي في مباراة أتليتكو مدريد الودية، ويحظى باهتمام بالغ من البدري، رغم مغالاة فرج عامر في أسعار لاعبيه، وقال عبر حسابه على موقع “تويتر”، “إنه لن يستغني عن بكري أو عبدالعزيز بأقل من 20 مليون جنيه (ما يتخطى مليون دولار)”. وفي الزمالك استقر مجلس إدارة النادي على فتح باب الرحيل أمام الثلاثي محمد إبراهيم وأحمد توفيق وخالد قمر، شريطة تلقيهم عروضا مناسبة من الناحية المادية، فيما نجح الفريق في الظفر بخدمات اللاعب التونسي حمدي النقاز، الظهير الأيسر لفريق نادي النجم الساحلي مقابل 700 ألف دولار.فريق نادي الاتحاد، صاحب المستوى الضعيف خلال الدور الأول، يحتل مراكز متأخرة في سلم ترتيب الدوري (السادس عشر) ويمثل النقاز إضافة جيدة لفريق الزمالك، الذي يقاتل من أجل المنافسة على الدوري، ويسعى لتعويض نزيف النقاط والمستوى المتواضع الذي ظهر عليه الفريق في أغلب مباريات الدور الأول، وهو ما أدّى إلى إقالة المدير الفني للفريق المونتونيغري نيبوشا، ويعالج اللاعب أزمة الجبهة اليمنى نظرا للمستوى المتواضع الذي يقدّمه حازم إمام، فضلا عن فشل أحمد توفيق ويوسف أوباما في ملء هذه الجبهة. وفي الوقت الذي يرفض فيه رئيس نادي سموحة الاستغناء عن لاعبي فريقه، أكمل تعاقده رسميا مع ثنائي أفريقي جديد، رغبة منه في المنافسة على أحد المراكز الثلاثة الأولى للعب في دوري الأبطال أو الكونفيدرالية، وتعاقد الفريق السكندري مع هانز وولف هداف الدوري الغاني، بعد التخلي عن البوركيني دياوارا، كما نجح أيضا في ضم المهاجم أوكرا أوغستين، هداف فريق الهلال السوداني. أما فريق نادي الاتحاد، صاحب المستوى الضعيف خلال الدور الأول، إذ يحتل مراكز متأخرة في سلم ترتيب الدوري (السادس عشر)، يسعى رئيسه محمد مصيلحي إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفعليا نجح في عقد صفقات جيدة. وأنفق النادي نحو مليوني دولار أملا في الخروج من كبوته، وضم الاتحاد اللاعب أحمد موسى “كابوريا” من صفوف الزمالك على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم الجاري، ورفض الزمالك أن يستغني عن اللاعب نهائيا إلاّ بعد الحصول على عرض مادي يتخطى ثمانية ملايين جنيه (450 ألف دولار)، وهو السعر الذي انضّم به اللاعب إلى الزمالك في بداية الموسم. كما تعاقد النادي مع أحمد سمير لاعب نادي وادي دجلة والزمالك السابق لتدعيم الجبهة اليسرى للفريق، وضم مهاجم الزمالك العاجي رزاق سيسيه على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر، بمقابل مادي قدره مليون و250 ألف جنيه (700 ألف دولار)، والتوغولي ويلسون أكابوبو من المصري وشوقي السعيد من الإسماعيلي، ويسعى مسؤولو الاتحاد حاليا لإنهاء صفقة ضمّ اللاعب ميدو جابر من النادي الأهلي. ولن ينتهي الصراع، خاصة بين الأهلي والزمالك، إلاّ مع إغلاق باب الانتقالات الشتوية في نهاية يناير الجاري، وبعدها تلملم الأندية الأوراق وتعيد النظر في الدفاتر، أملا في تعويض الملايين التي تكبدتها، أو تحقيق نتائج طيبة تدلّل على أن هذه الأموال لم تنفق هباء.
مشاركة :