ضغوط تدفع قوات الأسد إلى تأجيل معركة إدلب

  • 8/12/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تشير كل التطورات الحاصلة في الملف السوري إلى أن عدم توافق طهران وموسكو من جهة وتوجس أنقرة من جهة أخرى بشأن المعركة الاستراتيجية المنتظرة في محافظة إدلب، قد يدفع بالنهاية قوات نظام بشار الأسد إلى إعلان إرجائها إلى شهر سبتمبر المقبل رغم أن القصف الجوي على معاقل قوى المعارضة خلال الخميس والجمعة الماضيين يوحي بعكس ذلك تماما بل وينذر بأن معركة الحسم قد انطلقت فعليا. دمشق - كشف قائد ميداني يقاتل مع القوات الحكومية السورية أن معركة محافظة إدلب شمال غرب سوريا لن تبدأ قبل بداية شهر سبتمبر المقبل. وأفاد السبت، بأن القوات الحكومية التابعة لنظام بشار الأسد “ستواصل إرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظتي حماة وإدلب”، مؤكّدا أن أول التعزيزات توجهت الجمعة إلى معسكر جورين في أقصى الشمال الغربي من محافظة حماة وقرب مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي. وأكد القائد العسكري أن “تعزيزات عسكرية أخرى للقوات الحكومية وصلت إلى مواقع للقوات الحكومية شرق مدينة حماة استعدادا لمعركة ريفي حماة وإدلب، والتي من المنتظر أن تنطلق في مطلع سبتمبر القادم”. ومن جانبه، قال قائد عسكري في جيش العزة التابع للجيش السوري الحر إن فصائل المعارضة المشاركة في الجبهة الوطنية للتحرير تستعد لمعارك محافظة إدلب وريفي حماة الغربي والشرقي، وأن عدد مقاتلي الفصائل أكثر من مئة ألف مقاتل بقيادة فضل الله الحجي على جبهات ريف حلب الجنوبي وجبهات إدلب وريفي حماة الشرقي والغربي وريف اللاذقية . وكشف مصدر رفيع المستوى في المعارضة السورية أن تركيا أبلغت فصائل المعارضة شمال الأراضي السورية بالاستعداد للمعركة بقولها “استعدوا للمعركة ونحن نتدخل في الوقت المناسب”. وأكد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، “لن تترك تركيا فصائل المعارضة كما حصل في غوطة دمشق ودرعا، بل سوف يكون لها وجود قوي في شمال سوريا من خلال الفصائل المرتبطة بها”. وأشار المصدر إلى وجود تعزيزات عسكرية تركية لنقاط المراقبة في ريفي حماة وحلب بشكل يومي، موضحا أن “هناك توافقات تركية روسية ولكن تركيا لن تتخلى عن الفصائل ما دام النظام غير قادر حاليا على استعادة مناطق الشمال السوري، التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي، الهدف الأساسي للجيش التركي وفصائل المعارضة في الشمال”. وكان كبير مستشاري المبعوث الدولي إلى سوريا يان إيغلاند قد حذر في وقت سابق مع اندلاع عمليات حربية في المدينة المكتظة بالسكان، داعيا المجتمع الدولي إلى منع امتداد الحرب إلى هذه المنطقة. وتعتبر أنقرة مدينة إدلب خطا أحمر لما يمكن أن تنتجه الحرب فيها من تداعيات عليها، على رأسها التوجّس من تدفّق المزيد من اللاجئين السوريين على أراضيها، علاوة على دعمها المتواصل لجماعات إسلامية تتمركز في المنطقة وتأتمر بأمرها. يان إيغلاند: إدلب مصدر قلقنا الرئيسي، فهي مكتظة بالمدنيين الضعفاء ووضعها أكثر تعقيدا من الغوطة الشرقية يان إيغلاند: إدلب مصدر قلقنا الرئيسي، فهي مكتظة بالمدنيين الضعفاء ووضعها أكثر تعقيدا من الغوطة الشرقية وتسعى الحكومة التركية بالموازاة مع إعلان القوات الحكومية السورية عزمها خوض حرب مصيرية في إدلب إلى تعزيز نفوذها في الشمال السوري خاصة في مناطق منبج وجرابلس وعفرين، حيث سبق أن اتفقت أنقرة مع واشنطن على خارطة طريق بخصوص منبج، وقامت بتسيير 13 دورية مشتركة معها حتى الآن. وأقامت تركيا نقاطا لها في ريف إدلب الشرقي وريف حلب الجنوبي، القريبة من جبهة النظام، مثل نقطة العيس وتل الطوقان. وتحكم أنقرة قبضتها على منطقة عفرين التي قامت باحتلالها في عملية غصن الزيتون التي استمرت لشهرين. وعقب تحقيق نظام الأسد لانتصار في درعا على حساب فصائل معارضة سيطرت على المنطقة لسنوات، يشير محللون إلى أن معركته المقبلة تبدو أصعب، خاصة في محافظتي إدلب وقنيطرة، وذلك نتيجة للظروف الدولية التي تحيط بهما. وبات وجود الفصائل المعارضة والإسلامية في سوريا ينحصر تقريبا في أجزاء من منطقتين أساسيتين: محافظة القنيطرة، ومحافظة إدلب في الشمال. ويعتبر الكثير من المحللين أن ما لوحظ الخميس من فجوة بين موقفي طهران وموسكو بشأن التعاطي مع ملف محافظة إدلب الخاضعة لاتفاق “خفض التصعيد” الموقع بين البلدين ومعهما أنقرة، عبر استعجال إيران النظام السوري شن هجوم، فيما بدا أن روسيا تفضل إفساح المجال أمام الدبلوماسية، هو ما أدى إلى تراجع النظام السوري عن فكرة البدء في الحرب.

مشاركة :