جمع تلاميذ مدرسة أيتام في إحدى قرى ريف "إدلب" السورية تبرعات من بعضهم، وأرسلوها إلى مسلمي الروهينجا في إقليم "أراكان" الميانماري، مستعينين في ذلك بإحدى الأوقاف الخيرية المهتمة بإيصال المساعدات إلى مسلمي الروهينجا. وصرح مسئول في هذا الوقف بتصريحٍ لوكالة أنباء الأناضول قال فيه إن التلاميذ قاموا بعمل "صندوق تبرعات" في المدرسة، تبرع فيه كل تلميذ بما يستطيع، واستمر جمع التبرعات لمدة شهر. ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن مثل هذه المشاريع التطوعية توفر للشباب والأطفال فضاءات مناسبة تستوعبُ طاقاتهم بصورة إيجابية، وتحفظهم من فيروس العنف والتطرف، وتغرس في نفوسهم تحمل المسئولية تجاه الآخر وحبَ الخير للجميع. وأكد المرصد أن هذه المشروعات من ناحية تقدم مساعدات للفقراء والمحتاجين، ومن ناحية أخرى تُشعِرُ الشباب القائمين عليها بأنهم جزء من الإنسانية يتأثرون بما يحلُ بها من مشاكل، وجزء أيضًا من الحل، ومن ثم أصبح التدريب على العمل التطوعي في الصغر جزء مهم للوقاية من التطرف في المستقبل. وأهاب مرصد الأزهر بالمدارس والأندية الرياضية ومراكز الشباب ومعسكرات الكشافة وأي جهة أخرى يتجمع فيها الأطفال والشباب بالقيام بتدريب التلاميذ على العمل التطوعي الذي يسمو بالطفل، ويقوى النزعة الإنسانية عنده، ويخرجه من إطار المادية الذي طغى على كل شيء في حياتنا، ومن ثم يتعود الطفل على أن هناك الكثير من الأعمال التي قد يقوم بها الإنسان بلا مقابل مادي، وهنا تتربى فيه صفة العطاء والتسامح وتقبل الآخر.
مشاركة :