أدلى الناخبون في مالي بأصواتهم اليوم الأحد بجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة وسط ترتيبات أمنية مشددة، حيث من المتوقع أن يفوز الرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا بفترة ولاية ثانية مدتها خمس سنوات، على الرغم من تصاعد العنف العرقي وأعمال العنف التي يقوم بها المتشددون. ويخوض كيتا (73 عاما) الانتخابات مع منافسه إسماعيل سيسي (68 عاما) الزعيم الرئيسي للمعارضة ووزير المالية السابق. وشاب الجولة الأولى من الانتخابات، التي جرت في 29 يوليو تموز، هجمات مسلحة وحوادث أمنية أخرى أدت إلى تعطيل نحو 20 بالمئة من مراكز الاقتراع، فضلا عن اتهامات من المعارضة بالتزوير. لكن مع مضي عملية التصويت اليوم الأحد، لم ترد أنباء عن وقوع أي حوادث خطيرة. وأجرى الجنود عمليات تفتيش للناخبين في العاصمة باماكو مع انتظارهم في طوابير تحت الأمطار للإدلاء بأصواتهم. كانت الجولة الأولى التي سادتها الفوضى بمثابة تذكرة بأن المتشددين الذين يرتبط بعضهم بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية أعادوا تنظيم صفوفهم بعد تدخل فرنسا في 2013 ويوسعون حاليا نفوذهم عبر الصحراء في الشمال وفي وسط البلاد الخصب. ودعا كيتا إلى يوم سلمي وحث الناس على عدم التجاوب مع أي استفزازات أثناء الإدلاء بصوته في باماكو صباح اليوم الأحد. وقال لأنصاره “أتعهد بتجاوز جميع الصعوبات التي واجهناها”. وكثفت الحكومة الإجراءات الأمنية في جولة الإعادة، ونشرت ستة آلاف جندي بالإضافة إلى الثلاثين ألفا المنتشرين بالفعل. وقالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات السياسية الإيطالية سيسيل كينجي للصحفيين إنه لم تقع أي حوادث كبيرة في مراكز الاقتراع الأربعين التي راقبتها البعثة. وأضافت أن 95 بالمئة منها فتحت في موعدها المحدد. وأرسلت البعثة 90 مراقبا في أنحاء البلاد “لكن مع الأسف لم ترسل (مراقبين) إلى تمبكتو وموبتي وكيدال”، وهي المناطق التي شاعت فيها أعمال العنف. حصل كيتا على 41 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى التي جرت الشهر الماضي مقابل نحو 18 في المئة لسيسي. واتهم سيسي، الذي خسر أمام كيتا من قبل في جولة إعادة جرت بشكل سلمي عام 2013، حكومة كيتا بالتزوير في الجولة الأولى من الانتخابات الحالية لكن المحكمة الدستورية أيدت النتائج. ويلقي سيسي باللوم في أعمال العنف على كيتا ويتهم حكومته بالفساد المتفشي. وسجل موقع (مالي لينك) التابع لإحدى منظمات المجتمع المدني وقوع 932 هجوما للمتشددين خلال النصف الأول من العام الحالي وهو ضعف عدد الهجمات خلال العام الماضي كله. وأثارت أنشطة المتشددين في مالي ودول الساحل المجاورة قلق قوى غربية مثل فرنسا والولايات المتحدة اللتين نشرتا الآلاف من جنودهما في المنطقة. كما يذكي المتشددون الصراع المحلي وخصوصا بين الرعاة. وأودت الاشتباكات العرقية هذا العام بحياة مئات المدنيين منهم 11 على الأقل الأسبوع الماضي بمنطقة موبتي بوسط مالي. لكن كيتا تحدث أيضا في آخر مؤتمر انتخابي له بالعاصمة باماكو يوم الجمعة بنبرة واثقة. وقال “بعض الناس شككوا في إجراء هذه الانتخابات وطالبني البعض بالانسحاب”. وأضاف “ليروا أن لدينا المقدرة على تنظيم انتخابات ذات مصداقية”.
مشاركة :