طنجة (المغرب) 13 آب/أغسطس (د ب أ)- افتتح برشلونة الموسم الكروي الجديد في إسبانيا بطريقة مثالية، بعدما توج بلقب كأس السوبر الإسباني، عقب فوزه الثمين والمستحق 2 / 1 على أشبيلية مساء الأحد، على ملعب (ابن بطوطه) بمدينة طنجة المغربية. وبادر أشبيلية بالتسجيل مبكرا عن طريق لاعبه بابلو سارابيا في الدقيقة التاسعة، حيث احتسب حكم المباراة الهدف بعد اللجوء لتقنية حكم الفيديو المساعد، التي بدأت الكرة الإسبانية الاعتماد عليها هذا الموسم. ولم يهنأ الفريق الأندلسي بتقدمه كثيرا، بعدما أحرز المدافع المخضرم جيرارد بيكيه، الذي أعلن مؤخرا اعتزاله اللعب دوليا، هدف التعادل لبرشلونة في الدقيقة 42. واستغل برشلونة تراجع اللياقة البدنية للاعبي أشبيلية، ليحرز عثمان ديمبلي هدف الفوز الثمين للفريق الكتالوني في الدقيقة 77. وأضاع أشبيلية فرصة إدراك التعادل في الوقت القاتل، واللجوء إلى الوقت الإضافي، بعدما أهدر لاعبه وسام بن يدر ركلة جزاء في الدقيقة 90، أمسكها الألماني مارك أندريه تير شتيجن، حارس مرمى برشلونة. وبات الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد برشلونة على موعد مع التاريخ، بعدما أصبح أكثر لاعبي الفريق الكتالوني تتويجا بالألقاب على مدار تاريخه مع النادي الذي أنشيء عام 1899. وأحرز ميسي لقبه الثالث والثلاثين في مسيرته مع برشلونة، متفوقا بفارق لقب واحد أمام أقرب ملاحقيه أندرياس إنييستا، القائد السابق للفريق، الذي رحل مؤخرا للعب في الدوري الياباني. وعزز برشلونة رقمه القياسي كأكثر الفرق تتويجا بالبطولة، بعدما فاز بها للمرة الثالثة عشر في تاريخه، ليبتعد بفارق ثلاثة ألقاب أمام أقرب ملاحقيه غريمه التقليدي ريال مدريد. في المقابل، ظل أشبيلية يمتلك لقبا وحيدا للبطولة التي أحرزها عام 2007، ليخفق في الثأر من خسارته المذلة صفر / 5 أمام برشلونة في المباراة النهائية لبطولة كأس إسبانيا في الموسم الماضي. وواصل برشلونة تفوقه في مواجهاته المباشرة مع أشبيلية بعدما حقق انتصاره التاسع مقابل تعادل وحيد في مبارياتهما العشرة الأخيرة بمختلف المسابقات. يذكر أن برشلونة شارك في البطولة للمرة الثالثة والعشرين في تاريخه، بفضل فوزه بالثنائية المحلية (الدوري الإسباني وكأس الملك) في الموسم الماضي، فيما خاض أشبيلية اللقاء باعتباره وصيفا لبطل الكأس في الموسم الماضي. تعد هذه هي المرة الأولى التي تقام فيها المسابقة، التي انطلقت نسختها الأولى عام 1982، خارج الملاعب الإسبانية ومن خلال مباراة واحدة، حيث كانت تجرى في المواسم الماضية من خلال لقائي ذهاب وعودة على ملعب الفريقين المتنافسين. استحوذ برشلونة على الكرة في الدقائق الأولى للمباراة، مستغلا الحذر الدفاعي للاعبي أشبيلية، ولكن دون خطورة على المرمى. ومن أول هجمة لأشبيلية، أحرز بابلو سارابيا هدفا مباغتا للفريق الأندلسي في الدقيقة التاسعة. وقاد لويس مورييل هجمة سريعة لأشبيلية، حيث انطلق بالكرة من منتصف الملعب، مراوغا جيرارد بيكيه وكليمو لينجليه، قلبي دفاع برشلونة، حتى وصل إلى حدود منطقة الجزاء، قبل أن يمرر الكرة إلى سارابيا، الخالي من الرقابة، الذي سدد مباشرة من داخل المنطقة، على يمين الألماني مارك أندريه تير شتيجن، حارس مرمى الفريق الكتالوني، لتسكن الكرة الشباك. وألغى حكم المباراة الهدف في البداية، بناء على إشارة من مساعده، قبل أن يلجأ إلى تقنية حكم الفيديو المساعد، التي أشارت إلى صحة الهدف. حاول برشلونة امتصاص صدمة هدف أشبيلية المباغت، ومرر نيلسون سيميدو كرة عرضية زاحفة من الناحية اليمنى في الدقيقة العاشرة، لكن الكرة أبعدها سيمون كيير، ليطالب لاعبو برشلونة بالحصول على ركلة جزاء بسبب إبعاد لاعب أشبيلية الكرة بيده داخل منطقة الجزاء، لكن الحكم أشار باستمرار اللعب. وأضاع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي فرصة محققة للتعادل في الدقيقة 15، عندما حصل على الكرة داخل المنطقة، لكنه سدد دون تركيز، ليبعدها توماس فاتشليك، حارس مرمى أشبيلية. وقاد ميسي هجمة أخرى لبرشلونة في الدقيقة 18، حيث راوغ أكثر من لاعب قبل أن يمرر إلى خوردي ألبا، الذي سدد من داخل المنطقة، لكن فاتشليك كان لها بالمرصاد. وأضاع لويس سواريز فرصة أخرى لبرشلونة في الدقيقة 23، حينما تلقى تمريرة أمامية، ليسدد من داخل المنطقة كرة ضعيفة ذهبت إلى أحضان فاتشليك. شدد برشلونة من هجماته بمرور الوقت، وأهدر لينجليه فرصة أخرى في الدقيقة 27، بعدما تابع ركلة حرة نفذها ميسي من الناحية اليسرى، ليسدد ضربة رأس غير متقنة، علت العارضة بقليل. وأضاع سواريز فرصة مؤكدة في الدقيقة 37، إثر تمريرة خاطئة من دفاع أشبيلية داخل منطقة الجزاء، ليسدد دون مضايقة من أحد، ولكنه وضع الكرة بغرابة شديدة بجوار القائم الأيمن. ترجم برشلونة سيطرته على اللقاء، بعدما أحرز بيكيه هدف التعادل في الدقيقة 42. وتابع المدافع المخضرم ركلة حرة مباشرة نفذها ميسي، حيث ارتطمت الكرة بالقائم الأيمن ثم بجسد حارس أشبيلية، لترتطم بالقائم مجددا، ثم أبعدها فاتشليك بقدمه، لتتهيأ الكرة أمام بيكيه، الذي لم يجد أدنى صعوبة في إيداع الكرة داخل الشباك. وكاد أشبيلية أن يعاود التقدم مجددا في الدقيقة 43، حينما انطلق مورييل من الناحية اليسرى، مراوغا دفاع برشلونة، ليمرر الكرة عرضية زاحفة إلى سارابيا، الذي سدد مباشرة على يسار تير شتيجن، لكن الحارس الألماني أبعد الكرة ببراعة. ورد برشلونة بهجمة سريعة في الدقيقة 45، انتهت بتسديدة من ميسي اصطدمت في الدفاع لتخرج الكرة إلى ركلة ركنية لم تستغل وينتهي الشوط الأول بالتعادل بهدف لمثله. أجرى برشلونة تبديله الأول قبل انطلاق الشوط الثاني بنزول الكرواتي إيفان راكيتيتش بدلا من رافينيا، قبل أن يتم الدفع بالبرازيلي فيليب كوتينيو بدلا من مواطنه آرثر في الدقيقة 53. شهدت الدقائق العشر الأولى هجوما متبادلا ولكن بلا خطورة على المرميين، فيما طالب لاعبو برشلونة بالحصول على ركلة جزاء في الدقيقة 58 عقب سقوط سواريز داخل منطقة جزاء أشبيلية، غير أن الحكم أشار باستمرار اللعب. أجرى أشبيلية تبديله الأول في الدقيقة 59 بنزول أندريه سيلفا بدلا من مورييل. وحصل برشلونة على ركلة حرة مباشرة نفذها ميسي، الذي سدد قذيفة في الدقيقة 60، لكن حارس أشبيلية أبعد الكرة بقبضتي يديه. ووقفت العارضة حائلا دون تسجيل أشبيلية الهدف الثاني في الدقيقة 61، بعدما تصدت لضربة رأس من فرانكو فازكويز. ورد برشلونة بهجمة سريعة في الدقيقة 62، انتهت بتسديدة من عثمان ديمبلي، لكن فاتشليك كان في الموعد. وسدد فازكويز من خارج المنطقة في الدقيقة 68، لكن الكرة مرت بجوار القائم الأيسر. أجرى أشبيلية تبديله الثاني في الدقيقة 70 بنزول أليكس فيدال بدلا من بابلو سارابيا. وكاد ميسي أن يضيف الهدف الثاني لبرشلونة في الدقيقة 77، عقب تلقيه تمريرة من ديمبلي داخل المنطقة، ليسدد قائد الفريق الكتالوني في الدفاع الأندلسي. ولم تمر سوى دقيقة واحدة، حتى أحرز ديمبلي الهدف الثاني لبرشلونة من قذيفة مدوية من خارج المنطقة، على يسار فاتشليك، الذي حاول إبعاد الكرة دون جدوى لتسكن شباكه. أجرى أشبيلية تبديله الثالث في الدقيقة 85 بنزول وسام بن يدر بدلا من جابرييل ميركادو، ليرد برشلونة بتبديله الأخير بنزول أرتورو فيدال بدلا من ديمبلي. وشهدت اللحظات الأخيرة إثارة بالغة، بعدما حصل أشبيلية على ركلة جزاء إثر اصطدام تير شتيجن بأليكس فيدال داخل منطقة الجزاء، لينفذ بن يدر الركلة، ولكنه وضع الكرة برعونة شديدة على يسار الحارس الألماني، الذي أمسك الكرة بثبات، ليطلق بعدها حكم المباراة صافرة النهاية، معلنا فوز برشلونة بهدفين مقابل هدف واحد.
مشاركة :