انتقد الدكتور كولين روبنشتاين، الخبير في سياسات الشرق الأوسط، موقف الحكومة الأسترالية من العقوبات الأمريكية على إيران. وأوضح في مقال بصحيفة "صن مورننج هيرالد" ـ ترجمته "عاجل"ـ أن أستراليا بحاجة لأن توضح موقفها من طهران. وتابع: "في حين أن وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب انتقدت مؤخرًا العدوان العسكري الإيراني الإقليمي واستمرار تطوير الصواريخ، إلا أن الدبلوماسيين الأستراليين يتواصلون بنشاط مع الطبقة التجارية لطهران؛ حيث أعلنت السفارة هناك مؤخرًا أن الشركات الأسترالية حريصة على القيام بأعمال مع إيران، ما يشير إلى تبني نهج "لننتظر ونرى" للاتفاق النووي الفاقد للمصداقية". ومضى يقول "إن أستراليا بحاجة إلى موقف واضح وثابت ينبغي أن يقوم على أساس المصلحة الوطنية الأسترالية في التصدي القوي للتهديد الذي تشكله إيران العدوانية والتوسعية وغير المسؤولة". وأردف: "لقد أظهرت وثائق الاستخبارات المهربة التي كشفت عنها إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني متقدم أكثر مما يعتقد أي شخص". ولفت إلى أن هذا يعني أن إيران لم تقم، كما ادعت في كثير من الأحيان، بالامتثال لشروط الصفقة النووية، التي تم التوصل إليها بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا. ومضى يقول "تطلبت تلك الصفقة من إيران أن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفسير وتوثيق جهودها النووية السابقة؛ لكن الأرشيف المهرب أظهر أن إيران فعلت العكس، مخفية إياها عن المفتشين". وتابع: "لم تقم الاتفاقية بأكثر من مجرد تأجيل إيران نووية؛ ولكنها مكنت إيران بالفعل من تكثيف أنشطتها الخطيرة الأخرى". ومضى الكاتب يقول "مما زاد من اشمئزاز الإيرانيين الذين عانوا معاناةً طويلة، أن الأموال التي تم الإفراج عنها بموجب تلك الصفقة استُخدمت أساسًا لإنقاذ الزعيم السوري المستبد بشار الأسد ولمساعدة المتمردين في الحرب الدموية في اليمن، ولتمويل الإرهابيين وتوجيههم ولزعزعة استقرار معظم جيران إيران الآخرين، وجميع هذه التطورات بالتأكيد لا تصب في المصلحة الوطنية لأستراليا". ونوه بأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية مستمر - في انتهاك قرارات الأمم المتحدة. وأضاف: "في هذه الأثناء، حتى قبل إعادة العقوبات الأمريكية، كان الضغط الاقتصادي على النظام الإيراني يزداد بسرعة. وسعر الريال الإيراني في حالة تراجع حر؛ حيث يقدر التضخم بنحو 220 %، ويهرب المستثمرون متعددو الجنسيات بأعداد كبيرة ، كما أن الاحتجاجات في الشوارع ضد الوضع الاقتصادي المتردي أصبحت متكررة على نحو متزايد ومنتشرة على الصعيد الوطني". وتابع "يعارض البعض الضغط الخارجي على النظام، زاعمين أنه يضعف فقط الجهات الفاعلة المعتدلة في إيران، مثل الرئيس حسن روحاني، ويقوي المتشددين، مثل فيلق الحرس الثوري". وأشار إلى أن هذه الادعاءات تستند إلى سوء فهم أساسي للسياسة الإيرانية، مضيفا "روحاني ليس معتدلًا. لقد كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالبرنامج النووي الإيراني على مدار عقدين من الزمن، وتفاخر في عام 2015 باستخدام المفاوضات كغطاء لتعزيز جهود إيران النووية. كما أنه يفتقر إلى السيطرة المباشرة على السياسة الخارجية أو الدفاعية، التي يحددها الزعيم الأعلى المتشدد علي خامنئي". ومضى يقول: "وقعت إيران على الاتفاق النووي لأن خامنئي قرر أنه في مصلحة إيران؛ لتخفيف الضغط الاقتصادي الخارجي؛ ولأن إدارة أوباما قدمت تنازلات سمحت بشكل أساسي لإيران ببناء أسلحة نووية بعد عام 2025". ولفت إلى أن الضغط المتجدد على إيران هو مفتاح تغيير هذه الترتيبات غير المقبولة بشأن القضية النووية وإبرام اتفاقات جديدة للتصدي للأنشطة المارقة الأخرى للنظام الإيراني. واختتم بقوله: "وبالتالي فإن موقف الحكومة الأسترالية الأكثر أهمية في وقت متأخر يجب دعمه من قبل دبلوماسيينا؛ حيث تشكل إيران تهديدًا خطيرًا لحلفائنا وللنظام الدولي والإقليمي. ولأستراليا دور مفيد في دعم مبادرة واشنطن لردع هذا الخطر ومواجهته واحتوائه".
مشاركة :