القبس(ضوء):من السهل أن نصدق بأن الصور الفوتوغرافية الشخصية التي نضخّها بشكل مستمر في مواقع التواصل الاجتماعي، ستزيد عدد المعجبين بنا. هذا مؤكد، فقد حصلت هذه الصور على أربعين «لايك»، اضف ان شكلنا في تلك الصور جميل فعلا! الحقيقة للأسف غير ذلك، فقد تبين أن النشر المبالغ فيه للصور قد يشكل في الواقع طريقا الى الجهنم الاجتماعية. الأمر لا يتعلق بالمراهقين من الفتيان والفتيات فقط، فحتى كثير من الراشدين والمتقدمين في السن يملأون جدران مواقع معارفهم وأصدقائهم على الفيسبوك بصورهم الشخصية. «أنا على الشاطئ»، «أنا في المطعم»، «أنا في المرآة أو فوق المغسلة»، «أنا آكل»، هل يبدو ذلك أليفا؟ وماذا يحدث عند التدقيق المستمر في النقال؟ في الواقع، ينسى المرء الرقابة الذاتية أمام إغراء مجموعة «اللايك» التي ترتسم أمام صورته. لكن الخبراء يحذرون من أن هذا الأمر نوع جديد من النرجسية التي لا تؤثر في نفسيتنا فحسب، بل كذلك في العلاقات مع المجتمع المحيط بنا. وحتى مع أقرب الناس لا يتعلق الأمر بمجرد توقعات، بل الى دراسات علمية حديثة. احدى تلك الدراسات أجريت في جامعة هيريوت وات الاسكتلندية وهدفت إلى تأكيد وجود رابط بين نشر الصور الشخصية وفقدان الشعبية. اختار الباحثون 502 مشارك ينشرون وبنسب مختلفة صورهم الشخصية على الفيسبوك. بعد ذلك طُلب من «الأصدقاء» على الانترنت أن يحددوا مدى قرب الأشخاص المعنيين منهم. «يرضخ الناس عادة لاعتقاد بأنهم يتواصلون مع الأصدقاء الحقيقيين فقط»، كما يحذر المسؤول عن البحث ديفيد هوتون. «لكن الأمر ليس كذلك. فالمعلومات نتشاركها مع أنواع مختلفة من الاشخاص: مع الشريك، والاصدقاء، والعائلة، والزملاء وحتى مع المعارف الطارئين». ليس مفاجئا لأي شخص أن كل مجموعة تتعامل مع الفحوى التي يتم التشارك بها بشكل مختلف. لكن نتيجة الدراسة كشفت أيضا شيئا آخر، فالامر الذي ساد لدى جميع المجموعات المراقبة هو أنه كلما كانت وتيرة الصور الشخصية أكبر، قابل ذلك فقدان للثقة والمشاعر من قبل البيئة المحيطة. هذا يعني أن الإعجاب الذي كان يطمح اليه المرء تحول الى نوع من البعد. وقد بدا هذا الأمر فاعلا حتى في حالة الأقارب، الأصدقاء الحميمين أو أعضاء العائلة. كما أن الدراسات التالية كشفت عن أن من يبحث عن الدعم وتعزيز الثقة بالنفس عبر مواقع التواصل الاجتماعي هن النساء والفتيات. لهذا السبب فإن هؤلاء تحديدا أكثر المجموعات المعرّضة للتهديد ــ فالتوق للفوز بأكبر عدد ممكن من «اللايك» يمكن أن يؤدي إلى التبعية والاعتماد غير الصحي، لكن في الوقت نفسه للاحباط وتدهور العلاقة مع البيئة المحيطة.
مشاركة :