خبراء لـ المدينة : «مواقع التواصل» قنابل موقوتة تهدد المجتمعات

  • 11/10/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

«مستقبل العالم أسوأ في ظل مواقع التواصل الاجتماعي».. هكذا توقع خبراء لـ»المدينة»، مؤكدين أن الدنيا ستكون أفضل إذا تحققت الأمنية المستحيلة، وتم الاستغناء عن تلك المواقع؛ التي باتت سببا مباشرا في الانهيار الأخلاقي، والتفكك المجتمعي، والكثير من الأمراض النفسية. فخلال سنوات قليلة، تمكنت مواقع التواصل الاجتماعي من أن تصبح جزءا من حياة البشر على اختلاف جنسياتهم، ولغاتهم، ولم يعد بالإمكان أبدا التخلي عن «فيسبوك»، و»تويتر»و «جوجل بلس» و»انستغرام» وغيرها، في ظل تحول الفضاء الإلكتروني، إلى عالم افتراضي يضم أكثر من مليار شخص. ومنذ ظهورها، لعبت مواقع التواصل الاجتماعي، دورا في توجيه الأحداث العالمية، وإشعال الثورات والاضطرابات، كما ألقت الضوء على الكثير من الأحداث الغامضة، ونقل تفاصيل ما يجري في أي بقعة فور وقوعها. ولم تقتصر التأثيرات الجوهرية لمواقع التواصل على المجالات السياسية والإعلامية، بل كانت تأثيراتها الاجتماعية هي الأخطر، فدفعت نحو التفسخ والانهيار الأخلاقي والمجتمعي وتشويه منظومة القيم العريقة. يثور السؤال المهم، إلى أين يمكن أن يصل مستقبل العالم، في وجود مواقع التواصل الاجتماعي «سوشيال ميديا»؟! وهل يمكن الاستغناء عنها أو ترشيد استخدامها؟! ارتباط وجداني يؤكد الدكتور أحمد شوقي عراقي، أستاذ علم النفس، بجامعة الأزهر، انه لم يعد ممكنا التخلي عن وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما وصل إليه مستخدموها من ارتباط وجداني شديد بها. وأضاف أن السلبيات التي تعانيها المجتمعات، وبخاصة العربية، حاليا، جراء انتشار مواقع التواصل، تدفع البعض للتأكيد أن مستقبل العالم في وجود السوشيال ميديا، سيكون أسوأ، لافتا الانتباه إلى أن هذه الوسائل، رغم عيوبها، فإنها صنعت حالة من الألفة والتواصل بين شعوب الأرض. وأكد عراقي أهمية ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأن إدمانها يسبب أزمات ضخمة، أهمها انهيار الترابط الأسري، وتفكك العلاقات الشخصية، وهو ما يؤثر على قدرة الجهاز النفسي للإنسان على تحمل صعوبات الحياة، وهذا ما يفسر ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض النفسية. التراجع الأخلاقي من جانبه قال الدكتور سعيد صديق أستاذ علم الاجتماع، بجامعة عين شمس، إن العالم سيعيش وضعية أفضل في حالة خلو المستقبل من وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه أكد أن هذه الفرضية مستحيلة التطبيق عمليا. وأوضح صديق أن التراجع الأخلاقي والقيمي، خاصة في المنطقة العربية؛ عائد إلى انفتاح المجتمعات العربية، التي اشتهرت معظمها بتطبيق عادات وتقاليد صارمة، على عوالم اجتماعية لا تعرف عن الأخلاقيات شيئا، حيث صارت أمورا من الماضي بالنسبة إلى المجتمعات العالمية. وأوضح أن هذا التمازج الذي حدث على مدار العقد الماضي، يهدد بصنعة مجتمعات مشوهة، لاسيما في إصرار العرب على التفاعل مع سلبيات المجتمعات الأخرى وترك إيجابياتهم؛ لأنها بحاجة إلى بذل الجهد، وهو ما لا نحبه في مجتمعاتنا. وأضاف أنه ما لم يتم تدارك عيوب مواقع التواصل الاجتماعي، فإن مستقبل المجتمعات العربية لن يكون في أمان، وسيشهد مزيدا من التفسخ والضعف. وأوضح صديق وجود مواقع التواصل الاجتماعي، «شرا لابد منه»، بعد حالة التوغل الكبيرة التي مارستها هذه المواقع في حياة البشر. وأضاف: «بالرغم من السلبيات الهائلة، فإن ما يمكن أن تضيفه هذه المواقع، من إيجابيات ولو بسيطة، لم يعد ممكنا التخلي عنه، وإلا لن يبقى سوى السلبيات التي سيؤدي تفاعلها اجتماعيا إلى كوارث ضخمة»، مسيرا إلى أن الحل الأمثل هو العمل على تعظيم هذه الإيجابيات، وتفادي السلبيات بمواجهتها فكريا وتربويا.

مشاركة :