الصين تبحث عن حصتها الاقتصادية من «كعكة» المنطقة

  • 8/14/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعمل الصين بخطى حثيثة لزيادة قوة ارتباطها بدول منطقة الشرق الأوسط على كل المستويات الديبلوماسية، والعسكرية، والتجارية، بالإضافة إلى استقطاب دول جديدة نحو مشروع «طريق الحرير».ووفقاً لتقرير نشره موقع «straitstimes.com» فإن الصين لم تعد مقتنعة بأن تتخذ دور المتفرج الصامت تجاه الشرق الأوسط، مبيناً أن هناك علامات قوية تشير إلى أن بكين ستضع بصمتها الخاصة على النظام الاقتصادي في المنطقة.وأشار التقرير إلى أن النفط هو العامل الأساسي الذي يسهم بتحريك الآلة الصينية في المنطقة، خلفاً للولايات المتحدة الأميركية التي قلّلت من اعتمادها على النفط المستورد بعد ظهور تكنولوجيا التكسير الهيدروليكي، والتي قلصت من حجم الروابط التي جمعتها مع هذا الجزء من العالم رغم علاقاتها الوطيدة به منذ عقود طويلة.ولفت التقرير إلى أن تنامي طموحات الصين في التوسّع التجاري في المنطقة، يأتي في الوقت الذي تبحث فيه الدول النفطية عن فرص لتنويع اقتصاداتها التي تعتمد بشكل كبير على صادرات النفط، مبيناً أنه في ظل هذا السيناريو فإن هناك ترحيباً كبيراً بالاستثمارات الصينية في المنطقة التي أخذت تعمل على مواكبة مبادرة «طريق الحرير». وأوضح التقرير أن الاهتمام الاقتصادي الصيني يتمحور حول مبادرته النشطة والهادفة إلى إعادة إحياء طرق التجارة البرية والبحرية وربط الصين بالقارة الأوروبية. ورغم ذلك، فإنه ومع مرور الوقت، من الممكن أن تجد الصين صعوبة في تجنب الانخراط في بعض الصراعات التي تعصف بالمنطقة.كما أوضح التقرير أن مبادرة «طريق الحرير» أثارت شكوك بعض الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، لاسيما مع مخاوف البعض من استغلال الصين هذا المشروع لتتغذى على «الكعكة الاقتصادية» في منطقة الشرق الأوسط، بالتزامن مع العمل على ترسيخ نفوذها الدبلوماسي مع ترك واشنطن فقط للتركيز على إدارة الأزمات.من جهته، أشار الشريك الرئيسي في شركة الاستشارات العالمية «Control Risks»، دين شامورو، إلى أن قيام الصين بتكوين العلاقات مع دول المنطقة وحتى مع دول أفريقية بعيدة، تتوسّع من حيث المجالات انطلاقاً من النفط ومبيعات الأسلحة والبنية التحتية، معتبراً أن «خطتها تتمحور بشكل أساسي على الانتهازية، ومثال على ذلك ما تقوم به الصين من علاقات مع إيران رغم العقوبات المفروضة عليها».وأوضح التقرير أن الصين شرعت بترسيخ هذا النفوذ من خلال البدء بالعلاقات التجارية، علاوة على تقديم القروض والمساعدات للبلدان التي تحتاج إلى الموارد المالية، مشيراً إلى أنه وقبل أيام من زيارته الأخيرة إلى الإمارات تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بتقديم 20 مليار دولار من القروض التنموية لدول المنطقة.وعلى صعيد تعزيز التعاون التجاري، أبرمت الصين مع المملكة العربية السعودية خلال العام الماضي صفقات ثنائية بقيمة 65 مليار دولار، كما تقيم الصين حالياً تعاوناً آخر مع مصر يتعلق بتطوير منطقة جديدة لقناة السويس، بالإضافة إلى تعاونها مع سلطنة عمان في مشروع المدينة الصناعية (سينو -عمان) والذي تقدر قيمته بـ 10.7 مليار دولار.وأضاف التقرير «كما ترتبط الصين والإمارات بعلاقات مزدهرة، حيث تعتبر الصين الشريك التجاري الأكبر للإمارات»، مبيناً أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين بلغ أكثر من 50 مليار دولار في العام الماضي، لافتاً إلى أن الإمارات تعتبر نقطة دخول ما يقارب 60 في المئة من الصادرات الصينية إلى منطقة الشرق الأوسط.من جانب آخر، أوضح التقرير أنه وبالرغم من الوضع الشائك، فقد أقامت (بكين) علاقات هادئة وراسخة مع كل من «إسرائيل» وإيران دون إثارة أي مشاكل مع الدول العربية. وتعود علاقات الصين بالسلطات الإسرائيلية إلى عقود من الزمان، حيث تبدي بكين الكثير من الاهتمام بقطاع التكنولوجيا الإسرائيلي، في حين تجاوز حجم التجارة بينها وبين إيران 37 مليار دولار بنهاية العام الماضي.

مشاركة :