التـــــأمين ضرورة ملحــــة يشعر معــــها اللاعب بالأمان

  • 8/14/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لا يختلف اثنان بأن أهم ما يقوم به نجوم الرياضة هو التأمين على أنفسهم من الاصابات، وتزداد كلفة التأمين بحسب الموضع الذي يتم عليه التأمين بصورة أكبر كالساق أو اليد حيث يستخدمهما اللاعب في اللعبة التي يمارسها، وهو حين يؤمن ضد الاصابة يريد أن يحافظ على بقائه في الملاعب لأطول فترة لأنها رزقه الوحيد، وليعتزل بعدها وهو سالما، وهنا وحيث يمارس اللاعب هوايته كهاو أو باحتراف مستتر، تكون الاصابة مؤرقة له وبالذات أن الأندية غير قادرة على التأمين ربما لعدم وجود التأمين المختص بالرياضيين، أو لكون علاج اصابات الملاعب كالكسور يكون مكلفا، بدءا من التشخيص والعلاج وتهيئة ما بعد العلاج، وهي بذلك تكلف الأندية الشيء الكثير، ربما يعادل ما تصرفه على المكافآت أو يزيد. وقد سألت الرياضي المخضرم والنشيط أحمد جواهري رئيس جهاز الكرة بنادي المنامة، والذي قال كل اصابات الملاعب وفي كل الألعاب مكلفة، ومكلفة جدا لأنك تتحدث عن اصابات الركبة أو الظهر وغيرها من الاصابات الشائعة، والتي تحتاج بداية إلى التشخيص الدقيق بالأشعة فوق المغناطيسية، وهذا التشخيص الذي يتم عبر (الأمراي) لوحده مكلف، ولذا إذا تقوم بحسبة بسيطة ستجد أن تكلفة العلاج للاعبين في الموسم الكروي لن يقل عن الخمسة عشر ألف دينار، وأنا أتكلم معك من خلال خبرة وعن قرب، وهذا غير العمليات! اضاف وتسألني لماذا لا تلجؤون للتأمين للتخفيف من هذه الأعباء وأقول لك إنّ هذا لم يكن خافيا علينا، ولا على الاتحادات، لقد كان موضع تفكير، سواء لدى الأندية أو الاتحادات، ولكن هنا التأمين الموجود هو التأمين الصحي؛ وهو يرى ان هذا النوع من التأمين يختلف عن التأمين الرياضي الذي لا يوجد في البحرين، وحيث التأمين الصحي لا يشمل اللاعبين، ويقول الجواهري ولذا أنا اقترح أن تأتي مبادرة من وزارة الشباب والرياضة ومن اللجنة الأولمبية بتبني التأمين الرياضي ولجميع الألعاب، وهذا سيتيح للاعبين اللعب بطمأنينة ومن دون خوف، ومن ذات أن كثير من الأندية تكون ميزانياتها محدودة جدا، وربما تكون عاجزة عن تكملة علاج اللاعب، فقد تكون باهظة الثمن. ويقول الاداري المخضرم محمد صقر مدير الفريق الأول بنادي البسيتين إن الاصابات تمثل همّا للنادي، لأنه من جهة سيخسر جهود اللاعب لفترة، ومن جهة ثانية هو مسئول عن علاجه، ولذا من الأولويات لابد أن يكون النادي قادرا على العلاج، مع أنه من خلال خبرتي إن علاج اصابات الملاعب مكلف جدا، من مرحلة التشخيص ومرورا بالعلاج وانتهاء بالعلاج الطبيعي، وهناك اصابات تختلف من حيث الصعوبة، ودائما نرى أن الغضروف والرباط الصليبي يمثلان عنصرا شائعا بين الاصابات، واللاعب هنا مسئول عن الحفاظ على نفسه عبر التدريب السليم والتقوية، وألّا يلعب في الحواري أو الدورات التي تنظم بين فترة وأخرى، وأن يطالب ناديه بعلاجه. واضاف لا نختلف أن العلاج مكلف ماديا وفي ظل محدودية المادة لدى الأندية، لأن أي اصابة تتطلب سرعة العلاج، فالأهم سلامة اللاعب، وهنا يأتي طرح التأمين كنوع من الحل لعلاج الاصابات ومساعدة الأندية في ذلك، وبالذات أن بعضها قد يتطلب العلاج خارج البلد، ولابد من الجهات المسئولة وأعني بها وزارة الشباب والرياضة أن تسعى وبقوة لإيجاد مخرج يخفف من العبء المالي على الأندية ومن خلال إحدى شركات التأمين المتخصصة للقيام بالتأمين على اللاعبين، ولفت إن أي لاعب يحتاج إلى أن يكون دائما في مأمن على مستقبله ولذا من حقه أن يطالب ناديه بعلاجه؛ شريطة أن يلتزم هو بعدم اللعب في أماكن أخرى غير النادي! وأضاف لا يمكن أن تكون كرة القدم سببا في التأثير السلبي على اللاعبين بعد الاصابة ولابد من أن تكون سلامة اللاعبين تمثل أولوية. بينما يقول عمران عبد الله والذي عمل لفترة طويلة في منتخبات كرة القدم والأندية أنه لا شيء يؤرق اللاعب والإداري غير الإصابة، لأن الإداري والمدرب يريدان دوما أن يكون اللاعب جاهزا من الناحية الصحية، واللاعب أيضا يريد أن يكون سالما ولا يقع ضحية الإصابات، ولذا لا غرابة أن الإصابات حين تحصل سيكون علاج بعضها مكلفا، لأن أخصائي العلاج سيطلب أشعة خاصة تكشف حقيقة الإصابة لتسهيل العلاج حين يعرض على الطبيب المختص، وأشعة (الآمراي) هي أيضا مكلفة ماديا، ولك أن تحصي الكلفة في الموسم حين تتعدد الإصابات الكبيرة (لا سمح الله) ، والنادي قد لا يستطيع الدفع، ولكنه ملزم بعلاج اللاعب، وشخصيا أعرف أن كثير من الأندية تسعى إلى الحصول على التأمين للاعبيها؛ ولكن كلفتها تكون كبيرة جدا، وقد يفوق ما تصرفه هي على علاج اللاعبين! ولفت بأنه في الاتحادات يكون الأمر مختلفا مع لاعبي المنتخبات؛ فالأموال موجودة للعلاج، وبعضها يحاول أن يجد شركة تأمين بمساعدة وزارة الشباب (المؤسسة)، فكما أعرف أن اتحاد الكرة كان لديه لاعبوا الفريق الأول مؤمنون من قبل المؤسسة العامة، وهذا يسهل العلاج حتى في الخارج، ومثل هذا الأمر لا يستطيع عليه النادي لكن عمران عبد الله يقول بأنه لا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي، فالأندية عليها التحرك مع وزارة الشباب والرياضة للاتفاق مع شركة تأمين محلية أو عالمية وتدرج اصابات الملاعب ضمن توجهاتها، لابد أن يكون اللاعب وعلاجه على رأس أولوياتها. ولفت ما أراه أن التوجهات تكون غالبا على لاعبي الفريق الأول، ولكن الفئات أيضا تحتاج إلى اهتمام، لأن أولياء الأمور حين يون أي تأخر في علاج أبناءهم فهم يضطرون لمنعهم عن ممارسة اللعبة، وحينها يمكن أن نفقد عشرات المواهب، إمّا خوفا من الاصابة وعدم العلاج، أو لأنهم يسمعون ما يحصل للعبين المصابين فيمتنعون عن اللعب! ويضيف عمران أيضا حتى في الخارج اللاعب في المنتخب أو النادي يمكن أن يتعرض لإصابة قوية وتحتاج غلى تشخيص سريع، ويمكن عملية يتطلب اجراء عملية سريعة، ومثل هذا الأمر يحتاج إلى التأمين على اللاعبين. ويقول تركي بن عبد الله الدوسري والذي كان لاعبا وعمل في مختلف المنتخبات الوطنية لكرة القدم مديرا وإداريا إنّ الأمر بالنسبة للمنتخبات رغم كونه مكلفا؛ إلّا أن اللجنة الأولمبية تقوم بدورها في هذا الشأن لتغطية علاج الاصابات، ولا أعتقد أن هناك لاعبا انتمى للمنتخبات وأصيب ولم يتم علاجه؛ إلّا إذا كان تلكأ من نفسه، مع أن الاداريين يقومون بالمتابعة المستمرة مع اللاعب المصاب، ويتابعون أيضا حتى مع ناديه! وقال تركي دائما يجب أن يكون اللاعب محور اهتمام الاداريين ومتابعة أي اصابة تلحق به، واللاعب يمكن أن يشعر بالأمان إذا وجد من يتابعه ولا يخشى الإصابة، لكن السؤال هنا هل الأندية جميعها يمكن أن تغطي اصابات اللاعبين؟ فما أعرفه أن أندية غير قادرة حتى على دفع مستلزماتها مثل التجهيزات ورواتب المدربين فكيف سيكون الأمر مع اللاعبين، وحاليا الطبيب في المستشفيات الخاصة يطلب أشعة (الامراي) وهذه مكلفة وقد لا تقل عن مائة وخمسين دينارا، وإذا لم يكن مثل هذا الأمر متوافرا، فإنه لابد أن يكون لديك الاداري المقتدر الذي يغطي الحالات المستعجلة، وهذا قليل توافره في الأندية، والحالة قد تكون مكلفة مما يجعل اجراء أي عملية في العيادات والمستشفيات الخاصة صعبا. وعن الحل المقترح يقول تركي عبد الله ليس هناك سوى التأمين، ولابد على الجهة المعنية في الدولة أن تقرب المسافات مع شركات التأمين لوضع عقود مع الأندية، تكون عقود مرنة يمكن أن تستخدم من قبل أي لاعب تحت رعاية من ناديه، لأن هذا سيغطي حالات الاصابة، والتي تتطلب أن تعرض على الاطباء الاستشاريين في المستشفيات الخاصة، وقال لابد من التفكير البعيد، ولابد أن تسهل الدولة أمور الأندية، فما تتقاضاه من مكافآت تلتهمه التجهيزات وأيضا الرواتب، بينما في بند العلاج تكون المبالغ محدودة، ومن لا يملك استثمار من الأندية للتغلب على النقص الذي يعانيه ماديا لن يكون قادرا على علاج الاصابات ذاتيا، ويرى الدوسري أن الحل بيد الدولة وليس بيد غيرها، فهي الوحيدة القادرة على التواصل مع شركات التأمين لكي تقوم بالتأمين الرياضي.

مشاركة :