يعد وادي بطحان من أشهر أودية المدينة المنورة، بعد وادي العقيق، منحته الروايات النبوية طهراً وبركة فهو ترعة من ترع الجنة وبركة من بركها، توضأ النبي -صلى الله عليه وسلم- من مئة يوم الأحزاب، وأخذ من ترابه فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه على ثابت بن قيس وهو مريض بعد أن دعا له بالشفاء. يقول المؤرخ د. تنيضب الفايدي: بطحان يخترق المدينة بدءاً من شرق مسجد قباء، ويتشكل من عدة أودية لكل منها تاريخ ومآثر، حيث يبدأ بشعب العجوزة الذي يأتي من حرة شوران، ثم وادي مذينيب يرفده من الجنوب الشرقي، ويلتقي معه عند تكونه، ثم وادي مهزور من حرة واقم (الحرة الشرقية) يلتقي معه عند دخوله المدينة القديمة، ثم يلتقي مع وادي الرانوناء وهو من الأودية الشهيرة الذي يأتي من الجنوب الغربي وله سد شهير، وعلى جانبي الوادي منازل ومساجد الأوس والخزرج، وتحدد مواقعهم به، إضافة إلى بعض المساجد الشهيرة كمسجد الفضيخ (مسجد الشمس) حيث يقع على شفيره، وغير بعيد عن شاطئه الشرقي توجد عدة آبار مباركة كالعهن وغرس وفي منتصفه "تربة صعيب" وهي من المواقع التي يستشفى بإذن الله بترابها وبغيرها من الأماكن في طيبة الطيبة. واليوم يتوارى هذا الوادي نتيجة وجود مجار وعبارات أوجدتها الخطة التطويرية لتصريف مياه السيول، حيث تم تحول مجراه نحو وادي العقيق تفاديا لمروره وسط البنيان، وخشية مداهمة السيول للمنازل، ولكن تبقى ذكرياته العبقة متأصلة في نفوس محبي سيدة البلدان.
مشاركة :