أكد وزير الداخلية الأردني سمير مبيضين اليوم (الإثنين)، أن «منفذي عملية السلط الإرهابية ليسوا تنظيماً، ولكنهم يحملون أفكاراً تكفيرية»، لافتاً إلى أن التحقيقات معهم كشفت عن مخططات أخرى تستهدف المملكة. وقال مبيضين في مؤتمر صحافي مشترك، مع وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطقة باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات، والمدير العام لقوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة، ومدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود، للحديث عن تفاصيل العملية الأمنية في مدينة السلط، إن «التحقيقات مع الإرهابيين كشفت مخططات أخرى تستهدف نقاطاً أمنية وتجمعات شعبية في المملكة»، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء الأردنية» الرسمية (بترا). وأضاف أنه «تم ضبط مواد حامضية وعبوات ناسفة مدفونة تحت الأرض في إحدى مناطق السلط وتم تفجيرها في موقع دفنها»، لافتاً إلى أنه «كان هناك تنسيق سريع وحرفية عالية في التعامل مع الملف الأمني وتجميع المعلومات الاستخباراتية بدقة، وخلال 12 ساعة». وقال وزير الداخلية الأردني، إن «القوة الأمنية المشتركة اتخذت قرار دهم المبنى الذي تحصن به الإرهابيون في السلط بعد توجيه النداءات لهم، إلا أنهم رفضوا الاستجابة وأطلقوا النار على القوة بشكل عنيف وفجروا الجزء الثاني للمبنى»، مضيفاً أن «سقوط الشهداء لن يزيد الأردن إلا منعة وقوة لمحاربة الفكر المتطرف أينما كان، وأن محاربة الإرهاب هي جزء من استراتيجية الدولة الأردنية وعقيدتها دينياً وسياسياً». من جهتها، أكدت غنيمات أن «المعركة مع الإرهاب والتنظيمات الإرهابية مستمرة ومفتوحة»، منوهة بأن «التعامل مع عملية السلط كان ضمن دراسة رتبت الأولويات، وقياس حجم الخسائر المحتملة». وقالت إنه «تم تسريب الكثير من الإشاعات والأخبار المغلوطة خلال العملية، والتي كان من شأنها إرباك العملية والإضرار بها والتشويش على الرأي العام»، لافتةً إلى «دور البث المباشر في التأثير على عمل الأجهزة الأمنية على الأرض»، ومشيرةً إلى «وجود خلية عمل على مدار الساعة للتعامل مع عملية السلط، وأنه تم تقديم المعلومات الدقيقة للإعلام بقدر ما تسمح به المعلومة الأمنية». ووصفت غنيمات، كميات المتفجرات التي ضُبطت بعد انتهاء العملية الأمنية بـ «المرعبة»، موضحةً أنها «كانت مجهزة ومعدة للانفجار في مواقع مختلفة في المملكة، وكانت ستحدث عشرات الحوادث المشابهة»، مشيدة بسرعة التعامل مع المهمة وإنهائها «من دون خسائر كبيرة». بدوره، قال المدير العام لقوات الدرك الأردنية إن «عملية السلط لم تكن سهلة وتعتبر من أسرع العمليات في العالم من ناحية التعاطي معها كعملية إرهابية، ومنع عمليات أخرى»، لافتاً إلى أن «عملية استخباراتية مركزة قادت إلى الخلية الإرهابية»، موضحاً أن «هدف الإرهابيين في السلط كان القوة الأمنية، لذلك تم تفخيخ الجزء الثاني من المبنى وتفجيره ما أدى إلى استشهاد أربعة من القوة»، منوهاً بأن «تعجيل اقتحام المبنى الذي يتحصنون به، كان لمنع جريمة كبرى بحق الأمن الوطني الأردني مهما كان الثمن، وكان الاعتبار الأول بالنسبة إلى أجهزة الأمن، وهو أن لا يكون هناك إصابات بين المدنيين». وأضاف اللواء الركن الحواتمة أن «عامل الوقت كان مهماً جداً في عملية الدهم، حيث تبين أن أتباع الخلية في مناطق أخرى كانوا سيقومون بعمليات إرهابية لذلك تم دهمها بأسرع وقت»، لافتاً إلى أن «الخلية الإرهابية التي نفذت عمليتي الفحيص والسلط هي خلية نشأت حديثاً وتنتسب إلى الفكر التكفيري، ولم يكن لدى الأجهزة الأمنية معلومات كثيرة حولها لدخولها حديثاً إلى مثل هذه التنظيمات والأفكار التكفيرية». من جهته، أكد مدير الأمن العام الأردني أنه «كان هناك تنسيق عالي المستوى بين القيادات الأمنية في الميدان ومع الإعلام لضمان عدم خروج معلومات مغلوطة»، مبيناً أن «الأجهزة الأمنية فرضت طوقاً أمنياً كبيراً في السلط خلال الدهم لحماية المدنيين والحفاظ على مجريات العملية الأمنية».
مشاركة :