بالصور.. المشاعر المقدسة بين الماضي والحاضر

  • 8/14/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فريضة الحج واجبة على كل مسلم قال تعالى ‘‘ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا‘‘، وتحدث رب العزة على الانتقال لبيته الحرام فقال ‘‘وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق‘‘ وهنا واحدة من المقارنات بين القديم والحديث فالإمكانات قديماً لم تكن تسمح للحاج بأقصى من الدواب بل منهم من كان يسير على قدميه وكان هذا هو الأصل بعكس الحال الآن، فقد توفرت كل سبل الراحة في التنقل، وأصبح الشاذ هو من يسير مترجلاً من بلاده قاصداً بيت الله الحرام. في هذا التقرير تحاول ‘‘تواصل‘‘ إلقاء الضوء على أجواء الحرم قديماً وحديثاً من حيث الانتقال والأحياء المجاورة وشكل الحرم والكعبة وما تم إضفائه من إمكانات داخل بيت الله الحرام وخارجه مع المقارنة بين مناسك الحج في الماضي والحاضر. تنظيم الحج يُسخِّر الله في كل زمان مَن يسعى لخدمة حجاج بيت الله الحرام بكل ما أوتي من قوة وجهد يبتغي بذلك وجه الله تعالى، وقد ساعدت الإمكانات في هذا التوقيت على تحليل المواقع الجغرافية والكثافات داخله، ومن ثم يمكن حساب الكثافة البشرية للطائفين في المتر المربع الواحد، وهو ما يمنح الجهات التنظيمية قدرات عالية جدًّا على وضع وتنفيذ خطط إدارة الحشود، بما يحقق أفضل معدلات ممكنة للسلامة، والاستفادة من المساحة، وحسن إدارة الحركة. بينما في الماضي كانت تقوم خدمة الحجاج على القبائل والأفراد والتنظيم يقوم به متطوعون من عند أنفسهم.   صورة التطوع الأحياء والمساكن كانت الأحياء القديمة تحيط في الماضي بمنطقة المشاعر المقدسة قبل التوسعات التي قامت بها المملكة على مر عصورها منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله فامتدت التوسعات إلى العديد من الأحياء القديمة التي تمت إزالتها وقد بنيت على حدود المسجد الحرام الأبراج والفنادق لتستوعب حجاج بيت الله الحرام الذي تتجاوز أعدادهم الملايين كل عام. صور التوسعة والأحياء: حلقات بيع الأغنام والأضاحي  نقلت لنا الصور قديماً ما كان يحدث حول الحرم فيما يخص عملية الهدي والأضاحي حي انتشر البائعون ومعهم الأغنام والإبل لبيعها لمن أراد أن يهدي أو يضحي، لكن الله يسر، وبسبب الإمكانات الحديثة أصبح سهلاً على المضحي أو المهدي أن يوكل شركات تقوم هي نيابة عنه بالذبح والتوزيع. وما على الحاج الراغب في ذلك إلا الاستفادة من نظام التوكيل، وهي طريقة ميسورة، تجنبهم عناء الذهاب إلى المجازر، ولا سيما كبار السن منهم، فيمكنهم شراء السندات من أحد فروع مصرف الراجحي أو شركة العمودي للصرافة أو من منافذ البيع المنتشرة حول الحرمين والمشاعر المقدسة وكذلك في ميناء جدة الإسلامي، وفي مطار الملك عبدالعزيز في جدة. فيتم العمل على توزيع اللحوم على المستحقين من فقراء الحرم ، ونقل الفائض منها إلى المستحقين في عدد من الدول، يتم تنفيذ النسك في داخل حدود الحرم بمكة المكرمة في مجازر المشروعات المجهزة بأحدث الوسائل الفنية التي توفر بيئة صحية وآمنة ويعمل في هذه المجازر 40000 من الكوادر المؤهلة وعدد من الشرعيين والأطباء البيطريين لضمان التنفيذ وفقاً للأحكام الشرعية. الأمن والأمان  ولم تكن مخاطر الحج وقفاً على اللصوص وقطاع الطرق فحسب ​، بل كانت الطرق التي يسلكها الحجاج محفوفة بخطر السيول والأمطار، سواء من داخل الجزيرة العربية أو خارجها، حتى إن بعض حجاج الكويت يفضلون السفر بحراً، لانعدام الأمن في الطرق البرية في الجزيرة العربية، ورغم ما في السفر عن طريق البحر من مشقة، حتى إنهم كانوا يسافرون إلى بومبي ومنها إلى جدة مروراً بالبحرين وقطر ودبي وبندر عباس ومسقط وكراتشي، ثم تبحر السفينة من بومبي إلى عمان ثم المكلا وعدن وبربرة حتى تصل إلى جدة، وكانوا يتجشمون هذه المشقة ولمدة حوالي الشهر تجنباً لمخاطر السفر بالبر. بينما الآن فقد انتشر الأمن والأمان وسخرت حكومة المملكة في ظل ملوكها بداية من الملك المؤسس وحتى الملك سلمان بن عبدالعزيز كل سبل الراحة للحجيج في كل بقعة من بقاع المملكة ودشنت قوات أمن خاصة سواء للحرم أو للطرق حفاظاً على سلامة الحجاج وأنشئت النقاط الأمنية في نقطة من نقاط مكة وحفاظاً على الحجيج والمعتمرين أقيمت المستشفيات والوحدات الإسعافية وغيرها من أجل راحة الحجيج.   صور التنقل بين المشاعر المقدسة عاني الحجاج قديماً في التنقل بين المشاعر بسبب طول المسافات والحر الشديد الذي قد يصل ل 5- درجات مئوية لكن يسر الله التنقل بين المشاعر المقدسة (منى – عرفات – مزدلفة – منى) بعربات الجولف لحجّاجها الكرام وذلك لتسهيل عملية التنقل من البرج إلى منطقة رمي الجمرات. ومن أفضل سبل التنقل بين المشاعر في هذا التوقيت مشروع قطار المشاعر الذي أحدث نقلة نوعية في هذا الجانب المهم، إذ يعد هذا المشروع من بين أفضل المشاريع التي خدمت الحجاج إذ لا يحتاجوا إلا لدقائق معدودة للتنقل بين المشاعر والوصول إلى مخيماتهم، وقضى قطار المشاعر على مشكلة الازدحام المروري، إذ أصبحت محدودة ولا يمكن مقارنتها بالأعوام الماضية، فالحاج أصبح لا يحمل هماً للتنقلات مثلما كان يحدث في السابق خصوصاً من ناحية تخوفه من انقضاء الوقت المشروع للوصول إلى وجهته، بالإضافة إلى أنّ القطار قلل من حجم التلوث البيئي الناتج من عوادم الحافلات التي كانت تتواجد هنالك بكثرة، وأغنى القطار الحجاج عن استخدام نحو (30) ألف حافلة، كما وفر لهم أمان أكبر في تنقلاتهم. صور على عرفات الله هو الركن الأعظم في الحج وحسبما أوضح الباحث التاريخي مسفر العميري ف«عرفة جبل يقع على بعد 20 كلم شرقي مكة، تقام عنده أهم مناسك الحج؛ وقفة عرفة، وذلك في يوم التاسع من ذي الحجة»، مضيفاً أنه قد قيل إن عرفة سمي بذلك لأن الناس يتعارفون فيه، وقيل لأن جبريل طاف بإبراهيم وكان يريه المشاهد فيقول له: «أَعَرَفْتَ؟ أَعَرَفْتَ؟»، فيرد إبراهيم: «عَرَفْتُ، عَرَفْتُ». المبيت في منى  يعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، وأستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون. وكان الحجاج في الماضي يؤدون مناسك الحج في بساطة، حيث يتنقلون بين المشاعر في منى ومزدلفة وعرفات بدون خيام، وحتى نهاية أعمال الحج، ثم يطوفون طواف الوداع بالبيت العتيق، لكن الآن فالصورة اختلف والخيام الخاصة بمنى متواجدة على مدار العام منصوبة ولها أماكن محددة ومكيفة الهواء لراحة ضيوف الرحمن. تبلغ مساحة مشعر منى بحدوده الشرعية 16،8 كيلومتر مربعاً، ويقع بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي “محسر”.   رمي الجمرات كانت الأمر قديماً سهلاً ميسراً نظراً لقلة عدد الحجاج الوافدين إلى الأراضي المقدسة، أما الآن فاختلف الوضع وأصبح الملايين يقومون برمي الجمرات، التي تعد الخطوة قبل الأخيرة لمغادرة الحج فيقومون بعدها بطواف الوداع، استعداداً لمغادرة مكة المكرمة. حلاقة الشعر كانت قديماً تتم الحلاقة في الخيام وفي أي مكان متاح من المشاعر المقدسة، لكن مؤخراً أصبح الأمر أكثر تنظيماً واهتماماً من قبل القائمين على الحج، بل أصبحت الحلاقة ممنوعة داخل المشاعر أو حتى في الحمامات وخصصت محال كثيرة منتشرة حول الحرم.

مشاركة :