دبي: نادية سلطان عندما أقدم على فك كربة أسرة، وأنقذ الزوجة من الحبس، لعدم مقدرتها على دفع قيمة شيك مرتجع قيمته 10 آلاف درهم، لم يكن الملازم عبد الهادي الحمادي، من مركز شرطة الراشدية، يعلم أن فعله سيكون محل حديث المجتمع الإماراتي امس، بعد مبادرة الزوج بسرد القصة والإشادة بإنسانية الضابط تجاه أسرته، إعلامياً. وفي حديث هاتفي إلى «الخليج» أكد الملازم الحمادي، أنه لم يكن يرغب في إثارة الموضوع إعلامياً، وكان يفضل أن يبقى الأمر سراً، لأن «ما فعلته أمر اعتيادي، يحدث من أبناء زايد الخير في كل موقع بشكل عام. كما أننا في شرطة دبي نطبق تعليمات القيادة بالتعامل الحسن والإنساني مع أفراد الجمهور، ومساعدة كل من يحتاج إلى المساعدة». مشيراً إلى أن اللواء خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام، لشؤون البحث الجنائي، كلفه ملفاً إنسانياً على مستوى المراكز، وهو الإصلاح بين الموقوفين، وتسوية مشكلاتهم، خصوصاً المالية، والتعامل مع الجميع بإنسانية، وتلبية احتياجات كل محتاج.وأكد أنه لم يتحمل رؤية المقيم العربي وهو يبكي، بسبب حكم صدر بحبس زوجته، في ظل عجزه عن تدبر أمر رضيعه البالغ من العمر 7 أشهر، في حال عجزهما عن سداد 10 آلاف درهم الغرامة. وأكد أنه لم يمتلك أكثر من 100 درهم. وأضاف الحمادي: تواصلت مباشرة مع مدير مركز الراشدية، العميد سعيد حمد بن سليمان، لإبلاغه بسدادي المبلغ عن ذلك الرجل، فأصر على مشاركتي في ذلك. وبكل سرية اشتركنا في المبلغ المطلوب، وسددنا الغرامة، من دون الالتفات لأي مردود. وأضاف أنه كان يمارس عمله المعتاد في المركز، حين دخل عليه الرجل يبكي، وبدا كما لو أن لديه هماً ثقيلاً، ورغبة في الحديث، وأفاد بأن ملخص الواقعة أن هناك قضية مسجلة بحق زوجته، حيث لديهما مشروع باسم الزوجة، ولكنه متعثر، ونتيجة ارتجاع شيك بقيمة 10 آلاف درهم، رفع الأمر إلى محكمة اليوم الواحد، وصدر حكم بسداد المبلغ، أو الحبس مئة يوم.وقال إنه عندما سلم الرجل إيصال السداد، كانت مفاجأة لم يصدقها، ولم يتمالك نفسه وأخذ في البكاء من السعادة.
مشاركة :