تطورات متلاحقة على مسار توتر العلاقات بين واشنطن وموسكو، والعودة إلى ما وصفته دوائر عسكرية وسياسية غربية «المسار الطبيعي» للعلاقات «التنافسية العدائية» بين الدولتين، منذ اشتعال الحرب الباردة بنهما !! وبعد أن بدت مؤشرات «تقارب» مع قمة هلسنكي بين الرئيسين «ترامب وبوتين» منتصف الشهر الماضي ـ يوليو / تموز ـ ثم إعلان البيت الأبيض أن الرئيس «ترامب» مستعد لزيارة موسكو، إذا تلقى دعوة من نظيره الروسي «بوتين» الذي أعلن بدوره عن «استعداده للتوجّه إلى واشنطن» للقاء ترامب، ورغبته في معاودة المحادثات مع واشنطن، بدءاً من تمديد معاهدة الأسلحة النووية. وعلى هامش اشتعال حرب الجواسيس بين روسيا وأمريكا، كشفت الإدارة الأمريكية عن الاشتباه في موظفة روسية عملت لأكثر من ١٠سنوات في سفارة واشنطن بموسكو، كانت تقوم بالتجسس لصالح بلادها، وأنه خلال عملية تفتيش روتينية، اكتشفت السلطات الأمريكية أن الموظفة أجرت محادثات منتظمة غير مصرح بها مع أجهزة المخابرات الروسية..جاء هذا في الوقت الذى حذر فيه مسئولون أمريكيون كبار، من مدير المخابرات إلى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بى آي) من الخطر الذى تمثله روسيا برأيهم، متهمين موسكو بمواصلة محاولاتها «لإضعاف» الولايات المتحدة و«بث الفرقة فيها». وبدأت مؤشرات أخرى سلبية، فيما بعد، على مسار الحوار بين واشنطن وموسكو، حين أرجأت الإدارة الأمريكية قمة ثانية اقترح ترامب عقدها في واشنطن الخريف المقبل، إلى العام 2019، في انتظار استكمال تحقيق حول «تدخل» موسكو في الانتخابات الأميركية عام 2016 وشبهات بتواطئها مع فريق ترامب..وخطوة التراجع الثانية، هي تجميد واشنطن التعاون مع موسكو فيما يخص معاهدة «السماء المفتوحة»، والتي اعتبرتها موسكو طريقا نحو تسميم العلاقات الدولية عبر أساليب أحادية، وأن مثل هذه الخطوات أحادية الجانب ليست مقبولة في العلاقات بين البلدين. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، «بدلا من القيام بمناقشة هذا الموضوع في إطار اللجنة التشاورية حول «السماء المفتوحة»، إننا نقرأ في القانون الجديد أنه يتم وقف تمويل اتخاذ كل الإجراءات الهادفة لتنفيذه، إنه خيار أمريكي، وإنه طريق نحو مواصلة تسميم العلاقات الدولية عبر أساليب أحادية. ونحن نأسف لذلك». وأضاف ريابكوف، إن واشنطن عملت لفترة طويلة على تعقيد الوضع حول معاهدة «السماء المفتوحة»، دون النظر إلى مقترحات موسكو لحل القضايا العالقة.. واتهم الدبلوماسي الروسي الولايات المتحدة بأنها تنتهك عمدا معاهدة تدمير الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى عن طريق نشر منصات الإطلاق من طراز « MK-41» .. وكشفت موسكو عن قلقها من اعتماد أكبر ميزانية للدفاع في تاريخ الولايات المتحدة بحجم إنفاق 716 مليار دولار..ووصفتها روسيا بـ «الظاهرة المقلقة»، لأنها تضمنت إنفاق 40 مليار دولار على تحديث القوات الجوية..وإنفاق 65 مليار دولار على تصميم رؤوس نووية صغيرة..وإنفاق 6.3 مليار دولار لتعزيز حضور أمريكا في أوروبا..وزيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا إلى 250 مليون دولار. وعلى نفس المسار.. نددت واشنطن بما وصفته «عسكرة الفضاء» بمشروع روسي ـ صيني «خبيث» لإبرام معاهدة لكبح سباق تسلّح في الفضاء، مبدية قلقاً من سعي موسكو الى امتلاك أسلحة تُستخدم في الفضاء. لكن روسيا أعلنت استعدادها لتناقش مع الولايات المتحدة ملف أحدث أسلحتها الاستراتيجية.
مشاركة :