إغلاق السموات المفتوحة يعترض معاهدة «ستارت جديدة»

  • 5/26/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ترصد الدوائر السياسية في واشنطن، ردود الفعل الدولية، والتوقعات القائمة  ردا على قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب، الانسحاب الثالث من اتفاقيات دولية، في مجال الرقابة على الأسلحة، بالانسحاب من اتفاقية «السماء المفتوحة» والتي تسمح بتحليق طائرات مراقبة غير مسلحة في أجواء الدول الأعضاء، بهدف تعزيز التفاهم المتبادل والثقة عن طريق منح جميع الأطراف دورا مباشرا في جمع المعلومات عن القوات العسكرية والأنشطة التي تهمها. تم التوقيع على معاهدة الأجواء المفتوحة في عام 1992، وأصبحت أحد إجراءات بناء الثقة في أوروبا بعد الحرب الباردة. والوثيقة سارية المفعول منذ عام 2002، وتسمح للدول المشاركة بجمع المعلومات بشكل علني عن القوات المسلحة وأنشطة بعضها البعض، ووقعت على الوثيقة 34 دولة. قرار الانسحاب الأمريكي، بإغلاق السموات المفتوحة،  يوم الجمعة الماضي،  22 مايو/ آيار، جاء بعد  أن انسحبت عام 2018  من الاتفاق النووي مع إيران، ثم خرجت العام الماضي من معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى المبرمة مع موسكو عام 1987. ويأتي ذلك وسط مخاوف من أن واشنطن ستقرر عدم تمديد معاهدة ستارت التي تقضي بتخفيض الحدود القصوى للرؤوس الحربية الهجومية الاستراتيجية للولايات المتحدة وروسيا، وتنتهي فترة سريانها العام القادم. ويرى مدير قسم منع الانتشار والرقابة على التسلح في الخارجية الروسية، فلاديمير يرماكوف، أن الانسحاب من اتفاقية السماء المفتوحة، خطوة مؤسفة تأتي في سياق نهج الإدارة الأمريكية الحالية الرامي إلى تقويض جميع الاتفاقات في مجال الرقابة على التسلح. وشدد يرماكوف على أن «السماء المفتوحة» تعد اتفاقية ذات أهمية قصوى من ناحية ضمان التكهّن بخطوات الطرف الآخر والثقة المتبادلة في أوروبا وعلى نطاق أوسع. وبينما يؤكد نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، أن موسكو تعتزم مواصلة الالتزام، بجميع بنود معاهدة الأجواء المفتوحة، طالما بقيت سارية المفعول.. وقال «غروشكو»: يجب أن يكون المسلك براغماتيا. وطالما بقيت الاتفاقية سارية المفعول، فإننا نعتزم الامتثال الكامل لجميع الحقوق والالتزامات، الناشئة عن هذه الاتفاقية..وأعرب عن أمله في أن تنفذ الدول المشاركة، كافة التزاماتها وواجبها وفقا للوثيقة، بشكل نزيه. كانت الولايات المتحدة، أعلنت أنها ستبلغ رسميا أطراف معاهدة الأجواء المفتوحة، بانسحابها منها في 22 مايو/ آيار، وستتحرر من الالتزامات التي تفترضها، بعد ستة أشهر، وبررت واشنطن تصرفها، «بعدم امتثال روسيا لشروط الاتفاق». في الوقت نفسه، لم يستبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية تغيير القرار إذا بدأت موسكو في «الالتزام بالوثيقة»، لكن روسيا رفضت هذه المزاعم. وتداعت ردود الفعل تجاه الموقف الأمريكي..إذ عبرت وزارة الخارجية الفرنسية، عن أسف فرنسا لقرار الولايات المتحدة الانسحاب من معاهدة «السماء المفتوحة»، مؤكدة أهمية الحفاظ على هذه المعاهدة..وأكدت الوزارة التزام باريس بهذه المعاهدة الدولية التي تسمح بعمليات استطلاع جوية بطائرات غير مسلحة في أجواء الدول الأعضاء. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان مشترك مع (ألمانيا، وبلجيكا، وإسبانيان وفنلندا، وإيطاليا، ولوكسمبورغ، وهولندا، وجمهورية التشيك، والسويد)، إن المعاهدة لا تزال «فعالة ومفيدة». ومن جهة أخرى، وفي نفس السياق تقريبا ..كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، عن توجه واشنطن لعقد اتفاقية «ستارت جديدة»، بديلا عن اتفاقية «ستارت ـ 3» مع موسكو، وأن الإدارة الأمريكية تخطط لإطلاق مفاوضات حول توقيع اتفاقية ثلاثية الأطراف مع روسيا والصين للحد من الرؤوس النووية، تحل محل معاهدة «ستارت ـ 3» ..وذكرت الصحيفة، أن فريق التفاوض من البيت الأبيض سيقوده مارشال بيلينغسلي، المفاوض الجديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون مراقبة انتشار الأسلحة. ويفترض أن تحل الاتفاقية المزمعة محل المعاهدة الروسية الأمركية الموقعة في 2010 حول الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والمعروفة بمعاهدة «ستارت-3» والتي ينتهي مفعولها في فبراير/ شباط 2021. وأوضح مسؤولون أمريكيون أن بيلينغسلي يخطط للقاء مسؤولين روس قريبا، لمناقشة اقتراح واشنطن حول توقيع اتفاقية للحد من «جميع الرؤوس النووية الروسية والصينية والأمريكية»، وكشف مسؤول كبير في إدارة ترامب لصحيفة  «وول ستريت جورنال»، أن بالينغسلي ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، بصدد الانتهاء من العمل على إعداد جدول أعمال لقائهما المقبل الذي سيعقد على الأرجح في فيينا، في أقرب وقت ممكن في ظل الوضع المتعلق بفيروس «كوفيد ـ 19»، لبدء المفاوضات وأكدت «وول ستريت جورنال» نقلا عن مصادر في البيت الأبيض، أن بيلينغسلي طلب من الجانب الروسي مساعدة واشنطن في جلب بكين إلى طاولة المفاوضات، وأن واشنطن تنوي تفعيل أدواتها الدبلوماسية وربما الاقتصادية في الإصرار على إشراك الصين في الاتفاقية. وكشف عن موقف روسيا الرسمي،  تأكيد سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن موسكو لن تحرك ساكنا لتلبية رغبة الأمريكيين في إشراك الصين في المفاوضات حول معاهدة «ستارت جديدة»..وقال ريابكوف: «الأمريكيون يقولون  أحضروا لنا بالصينين إلى طاولة المفاوضات.. والسؤال يطرح نفسه على أي أساس؟ إننا نلتزم بقاعدة ثابتة لإجراء أي مفاوضات تتمثل في ضرورة أن يسترشد أطرافها بإدراكهم الواضح والواعي لمصالحهم الذاتية في تلك المفاوضات وأن يتحركوا انطلاقا من إرادتهم السياسية. وتايع: نعرف موقف الصين بشكل جيد، ونكن له احتراما كبيرا، ولا يمكن لزملائنا في واشنطن التعويل على أن نتخذ أي جهد من أجل تلبية رغبتهم هذه.. بينما تقول بكين إنها غير مهتمة وغير معنية بهذا الخيار. يذكر أن معاهدة «ستارت-3» تنص على تخفيض إجمالي عدد الرؤوس النووية الروسية والأمريكية إلى 1550 رأسا لكل من الطرفين، وتقليص عدد الصواريخ البالستية العابرة للقارات والصواريخ البالستية التي تحملها الغواصات والقاذفات الثقيلة، إلى 700 لكل من الجانبين. وفي وقت سابق، صرح مسؤولون أمريكيون مرارا، بأن البيت الأبيض، يقترح توسيع المعاهدة لتشمل أنواعا جديدة من الأسلحة، ولتنضم إليها الصين أيضا. يشار إلى أن الصين التي تمتلك ترسانة نووية أصغر بكثير من الولايات المتحدة وروسيا، كانت قد أعلنت مرارا أنها لن تكون طرفا في أي اتفاقية نووية ثلاثية تسعى إليها واشنطن.

مشاركة :