قالت سارة العتيبي -الناشطة في مجال حقوق المرأة المقيمة في لندن- إن الرد السعودي المبالغ فيه تجاه تغريدة كندية تنتقد وضع حقوق الإنسان في المملكة لا يؤكد سيادة السعودية على شؤونها الداخلية، بل يؤكد أن «الإصلاحات» التي تتم في عهد ولي العهد محمد بن سلمان، والتي يتم عرضها في صورة «رؤية 2030» ليست سوى «مظهر زائف» غير قادر على مواجهة أدنى الانتقادات. وأضافت العتيبي، في مقال بموقع «ميدل إيست آي» البريطاني، أن المرء لا يحتاج إلا إلى النظر للنفاق الذي يحيط بحقوق المرأة، لرؤية الطبيعة المجوفة للإصلاح، مشيرة إلى أنه على الرغم من رفع حظر القيادة على النساء في 24 يونيو، قامت السلطات السعودية بسجن أكثر من اثني عشر من نشطاء حقوق المرأة منذ شهر مايو. وتابعت «على الرغم من هذه الأحداث، فإن عناوين الصحف واللوحات الإعلانية -التي اشترتها ودفعت ثمنها السعودية والمؤسسات الموالية لها- تمجد بن سلمان على أنه قوة لتحرير المرأة». وأشارت إلى إعلان في صحيفة «جارديان» البريطانية أثناء زيارة محمد بن سلمان للندن، والذي جاء فيه «لقد قام بتمكين المرأة العربية السعودية». ورأت أنه في ضوء حملات العلاقات العامة المثيرة، أصبحت «رؤية 2030» منتجاً تجارياً مصمماً لجذب الجماهير الغربية، وليس مجموعة من الإصلاحات الحقيقية، لافتة إلى أن مشاحنات الأسبوع الماضي بين كندا والمملكة العربية السعودية ألقت الضوء على هذه الحقيقة. واعتبرت أن مخطط العلاقات العامة في المملكة يكشف أن ما يسمى ببرنامج الإصلاح ليس أكثر من مجرد خدعة. ويتضح ذلك من استجابة الحكومة السعودية لنظيرتها الكندية، مضيفة أن رؤية 2030 تقوم على أساس هش وقد تتعرض للانهيار. وأشارت الكاتبة إلى أن كندا ليست أول دولة تواجه هذا الغضب الناري من ولي العهد، لانتهاج سياسة خارجية ضد المملكة العربية السعودية، خذ -على سبيل المثال- الحصار المستمر على قطر. ورأت أن الاستجابة السعودية المبالغ فيها تجاه الأزمة مع قطر والآن كندا تشير إلى أن بن سلمان يقود شؤون بلاده والخارجية إلى الهاوية. ومضت الكاتبة للقول: «يميل المرء إلى الربط بين عنجهية ولي العهد وسلوك السعودية غير العقلاني على المسرح العالمي. إن بن سلمان يتم تسويقه على أنه القوة وراء رؤية 2030، لكن حملة القمع المستمرة على نشطاء حقوق الإنسان تشير إلى أنه لم يجلب التغيير إلى السعودية».;
مشاركة :