رسالتها مساعدة الآخرين على عيش حياة أفضل.. بدأت مشوارها العملي عند عمر 14.. مبتكرة العصائر الصحية المعالجة.. مدربة الرياضة والصحة والتغذية.. المصرفية العصامية.. منال الزياني لـ«أخبار الخليج»: استغرقت رحلة البحث عن ذاتها سنوات طوالا، امتدت نحو خمسة عشر عاما قضتها في عالم الأعمال المصرفية، حتى قررت المخاطرة بالتخلي عن عملها، والبداية من الصفر من جديد، واقتحام مجال التدريب الغذائي والرياضي، والذي تمكنت من خلاله من تحقيق نجاح مبهر وترك بصمة خاصة به. منال الزياني، مدربة الرياضة والصحة والتغذية، امرأة مكافحة وعصامية، بدأت مشوارها العملي في عمر 14 عاما، لحرصها على صقل شخصيتها وعلى تحقيق الاستقلالية، حين قررت خوض تجربة العمل الحر اختارت مجالا عمليا فرضه العالم الافتراضي الذي نعيشه اليوم، فحملت على عاتقها رسالة إحداث التغيير في عالم النساء، من خلال مساعدتهن على عيش حياة أفضل، وخاصة بعد استفحال أمراض السمنة والاكتئاب بينهن في هذا العصر. لم تكن الرحلة سهلة، ولم تمر المخاطرة من دون ثمن، لكنها صمدت في وجه الأزمات، وذللت كافة العثرات، لتسطر قصة نجاح ملؤها العطاء والتحدي، نستعرض تفاصيلها في الحوار التالي: متى بدأت علاقتك بالرياضة؟ كنت طفلة شغوفة بشدة بممارسة الرياضة، وبممارسة كافة أنواعها، وبالمشاركة في أنشطتها المختلفة، وكم كنت أتمنى دراسة هذا المجال والتخصص العلمي فيه، إلا أن الأهل لم يحبذوا ذلك، ودفعوني إلى دراسة إدارة الأعمال، وهو مجال لم أكن أرغب فيه مطلقا، ولهذا السبب تركته بعد عامين من الدراسة، لأبدأ من جديد في مجال آخر إلى جانب عملي الذي التحقت به في تلك الفترة. وماذا كانت أول محطة عمل؟ لقد عملت في قطاع البنوك، وكانت البداية في بنك إسلامي، وتزامن ذلك مع استئناف دراستي الجامعية في هذا المجال، وبعد استمراري في العمل به حوالي خمسة عشر عاما، قررت التخلي عنه حيث وجدت ضالتي في عالم الرياضة الذي أعشقه منذ نعومة أظافري، فتوجهت إلى بريطانيا لدراسته، وحصلت على رخصة تدريب رياضي. وكيف بدأ مشوار التدريب؟ بعد حصولي على رخصة التدريب الرياضي أقدمت على دراسة تخصص التغذية العلاجية بمعهد شهير بنيويورك، وتخرجت وأصبحت أخصائية رياضة وصحة وتغذية، وحققت حلم عمري، الذي اكتشفت معه ذاتي ولو متأخرا، الأمر الذي أشعرني بالسعادة التي افتقدتها خلال سنوات طوال قضيتها في عمل لا يحقق طموحي ولا يعكس ما بداخلي، وخاصة أنني أحب التغيير وأكره الروتين، مع العلم بأنني خضت تجارب عملية أخرى كثيرة إلا أنني لم أجد فيها نفسي كالطبخ والأزياء وغيرها. بعد أن وجدت ضالتي في مجال الرياضة والصحة، هنا تغيرت شخصيتي وأصبحت أكثر قوة وحرصا على التواصل مع الآخرين، كما بت أتمتع بقدر كبير من النضج الفكري بسبب الخبرات الواسعة التي أضيفت لي من خلال تجربة التعامل مع الناس، وبسبب هذا التغيير الجذري في حياتي قررت أن أصبح قدوة لغيري من المتدربات، وأخذت على عاتقي تأدية رسالة إلهام الآخرين ومساعدتهم على عيش حياة أفضل. ما هو أصعب قرار؟ أصعب قرار اتخذته في حياتي هو استقالتي من عملي المصرفي، وتضحيتي بدخل ثابت ومرتفع، والمخاطرة بترك وظيفة مستقرة، وقد مثل هذا القرار بالنسبة إلي أهم نقلة في حياتي، والحمد لله كانت تضحيتي في محلها، لأنني توجهت إلى الطريق الذي أستطيع أن أبدع فيه، وأفيد من خلاله المجتمع. هل تعثرتِ خلال مشوارك؟ بالطبع أي مشروع عمل لا بد أن يمر بفترات صعود وهبوط، بحسب المواسم التي ينشط خلال بعضها، وينتكس خلال البعض الآخر، ولكني دوما أحاول التغلب على أي عثرات عن طريق البحث عن مصادر دخل أخرى ومبتكرة، فقد كنت أول بحرينية تبتكر وتصنع العصائر الطازجة الطبيعية التي تفيد وتعالج أمراضا كثيرة، حيث تقوم بتطهير أعضاء الجسم وتنقية الدم، وحرق الدهون، كما أتوجه حاليا نحو تنظيم رحلات صحية وعلاجية خارج البحرين، من خلال التعامل مع مصحات تخسيس وتغذية شهيرة. وماذا عن المنافسة؟ العمل الحر هو توجه عالمي، ومن مميزات المجال الذي أعمل به أنه أصبح من المجالات المطلوبة حاليا، وخاصة وسط الصحوة الصحية التي تعيشها المجتمعات اليوم، لذلك كثر عدد العاملين فيه، ومع ذلك لا أجد المنافسة شرسة، فلكل منا زبائنه وأسلوبه وخبراته، بل إنني لا أبخل في توجيه النصح والإرشاد لأي فتاة تحاول الدخول في هذه التجربة. متى بدأت مزاولة التدريب؟ بعد حصولي على رخصة حرة لمزاولة التدريب بدأت بتدريب أصحابي ومعارفي والمقربين لي بعد أن أعددت بحوثا رياضية تساهم في قيامي بهذا العمل بأسلوب علمي مدروس وحتى اليوم أمارس عملي في استوديو صغير بمنزلي أو في بيوت زبوناتي، أو في أماكن معينة أستأجرها لذلك، ولله الحمد أشعر بسعادة بالغة تجاه ما حققته وخاصة حين أساعد غيري على عيش حياة أفضل. وما هي أكثر الحالات التي تلجأ إليك؟ معظم الحالات التي تأتي لي هي من الشريحة العمرية (35-60) عاما وأغلبهن يعانين من السمنة المفرطة أو الاكتئاب، فهما أكثر أمراض العصر انتشارا بسبب قلة الحركة، ونمط الحياة العصري، وأسلوب التغذية الخاطئ، إلى جانب تراكم ضغوط الحياة التي تفاقمت. هل التغلب على السمنة أمر سهل؟ فقدان الوزن عملية تتحقق بالإرادة وبالتحكم في الرغبات وبتغيير أسلوب الحياة، ويمكن لأي إنسان أن ينجح في علاج السمنة إذا توفرت هذه العوامل لديه، وهناك حالات كثيرة استطاعت تخطي هذه المشكلة بسلام ولكن بعد جهد كبير. إلى أي مدى يتوافر الوعي الغذائي في مجتمعنا؟ في الآونة الأخيرة انتشر الوعي الغذائي والرياضي في المجتمع بصورة ملحوظة وخاصة في ظل اهتمام سمو الأمير ناصر بالأنشطة والسباقات والفعاليات الرياضية، كذلك بات الكثيرون يبحثون عن الطعام الصحي ويعتمدون عليه بشكل أساسي، الأمر الذي أسهم في التخلص من بعض التغييرات الصحية التي تحدث مع كبر السن، كمشكلة تقلص العضل في جسد المرأة والتي تتطلب الحركة والتغذية السليمة. لقد مررت بتجارب صعبة كثيرة على المستوى الإنساني، ولكن بدعم الأهل وبقوة الإيمان أصبحت بفضل تلك التجارب أقوى مما سبق، ولعل محنة وفاة أخي منذ حوالي ثماني سنوات وهو شاب في مقتبل عمره من أصعب المحن التي واجهتها، ولكني تخطيتها والحمد لله وتعلمت منها أنه لا يوجد شيء دائم، وأن أستمتع بحياتي وباللحظة التي أعيشها. كيف ترين علاقة الجيل الجديد بالرياضة؟ الجيل الجديد مختلف عن جيلنا، فهو للأسف جيل بليد ومعزول ويعيش في عالم افتراضي، لكنه يعرف معنى التسامح مع الآخر، لذلك هو يحتاج إلى التركيز على تعليمه كيفية الاعتماد على النفس، والثقة فيها، ويجب تحديد عدد الساعات التي يقضيها في هذا العالم الافتراضي، وهذا ما أفعله شخصيا مع أولادي، وشغلهم في أنشطة أخرى كممارسة الرياضة والمشاركة في الفعاليات الخاصة بها منذ الصغر، وهذا ما حدث معي شخصيا حيث غرس والداي في الاستقلالية وشجعاني على العمل في فصل الصيف منذ أن بلغ عمري 14 عاما، وبدأت في هذه السن أنفق من دخلي الخاص. هل يفتقد هذا الجيل القدوة؟ أبي هو قدوتي في الحياة حيث تعلمت منه الصبر واحترام الغير وحب الناس، وأعتقد أن كثيرا من الجيل الجديد يفتقد إلى القدوة لكي يأخذوا الحياة مأخذ الجدية مثلنا، لذلك ينشأون اتكاليين ويعتمدون على الأهل في كل شيء، ولا شك أن أسلوب التربية مسؤول إلى حد كبير ويحدث فرقا في تشكيل شخصية الطفل وفي مدى تقديره لقيمة النعم التي يملكها. ما هي أهم سلبيات العالم الافتراضي الصحية؟ السمنة من أهم سلبيات العالم الافتراضي الذي نعيش فيه اليوم، كبارا وصغارا، وذلك بسبب قلة الحركة، وافتقاد المهارات الجسدية، إلى جانب العزلة الاجتماعية التي فرضها ذلك العالم وافتقدنا معها مهارات التواصل مع الآخرين. متى يفشل الزواج؟ تفشل العلاقة الزوجية إذا حدثت منافسة بين الشريكين في النجاح بشكل عام، ولكني أرى الرجل الشرقي اليوم أكثر انفتاحا وتطورا في تعامله مع المرأة ومع طموحها، وفي درجة دعمه لها، ولا شك أن الزواج المبكر وسوء الاختيار، وتدخل الأهل في شؤون الزوجين من أكثر أسباب عدم استمرار الزواج. ما هو طموحك الحالي؟ أنا فخورة باعتمادي على نفسي طوال مشواري وبأنني إنسانة عصامية كافحت وصنعت لي اسما في عالم أعمال النساء وأتمنى أن أملك استوديو للتدريب خارج منزلي، وأن أصبح صاحبة براند خاص بملابس الرياضة والمكملات الغذائية، وأن أتوسع في مشروع الرحلات الصحية خارج البحرين، وخاصة في المناطق المعزولة عن التكنولوجيا والتلوث، والتي توفر حياة صحية نموذجية.
مشاركة :