لا يمضي عبدالرحمن ابن الثامنة يومه الدراسي مع التلاميذ النمساويين الآخرين في مدرسته في فيينا، بعد لجوئه إلى النمسا هربا من اليمن، بل يضطر لمتابعة صفوف منفصلة لتعلّم اللغة الألمانية بعد رسوبه في اختبار اللغة. وتضم النمسا نحو 6300 طفل لاجئ حالاتهم مشابهة لحالة هذا الفتى. وحاليا، تؤيد الحكومة النمساوية تدابير تقضي بإدماج الأطفال اللاجئين. وهناك مطالب باتخاذ تدابير جديدة لتفادي ازدياد “صفوف الفصل”. ويقول وزير التعليم هاينز فاسمن، إن “هذه الإجراءات هي وسيلة لتفادي الإقصاء الكلي للأطفال غير القادرين على متابعة تعليمهم بسبب نقص المهارات اللغوية لديهم”. وفي مدرسة فلبيغرغاسه، في حي ميسور في العاصمة، تتنقل المعلمة كاترين بامينجر صباحا بين الصفوف لأخذ أكثر من 20 تلميذا، تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات، ويتوزّعون على مستويات تعليمية مختلفة في هذه المدرسة الابتدائية. يوميا، تنقل المعلمة الأطفال، وغالبيتهم من أصول أفغانية وبنغالية ومجرية وصربية، إلى صالة مزيّنة في الطبقة الأرضية. ومن خلال النشاطات التعليمية المسلية، تحاول جذب انتباههم لتعليمهم. وتقول المعلمة “على مدار ثلاث ساعات، عليّ تعليم الأطفال قواعد اللغة لكي يتمكّنوا من فهم ماذا يُقال لهم ولإجادة الحديث”. ويشرح عبدالرحمن، الذي وصل إلى النمسا في يوليو الماضي، بلغة ألمانية متعثرة “أتعلم كتابة اسمي وكذلك الكلمات المناسبة”. وبعد انتهاء الفترة الصباحية، يعود التلاميذ إلى صفوفهم الأصلية، حيث يمضون ساعة إلى ساعتين في تعلّم المواد الأخرى مثل التاريخ والرياضيات إذ أن الحصص الدراسية تنتهي بعد الظهر. ولن يتمكّن الأطفال من مغادرة صفوف اللغة الألمانية نهائيا قبل خضوعهم لاختبار ثان والنجاح فيه، وعلى الأرجح لن يحصل ذلك قبل فصلين دراسيين. وتقول مديرة المدرسة بيترا ريفاي شوارتز إن اختلاط كل التلاميذ، بغض النظر عن مستواهم في اللغة الألمانية، لا يشكّل أي عائق أمام تعلّمهم، بل على العكس “سيتقدمون بسرعة في حال تفاعلوا مع تلاميذ نمساويين”.
مشاركة :