مسقط- يضم كتاب “المثقف والسلطة” أوراق العمل التي قدّمت في ندوة حملت عنوان الكتاب، كانت قد عقدتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع مهرجان مسقط، الذي شارك فيه كل من علي حرب وعبدالله بن خميس الكندي وخميس بن راشد العدوي وخالد بن مبارك الوهيبي. ملف مفتوح ملف مفتوح وقد تنوعت مقاربات كل باحث عن الآخر، حيث يدرس المفكر اللبناني علي حرب جدلية العلاقة في ما يتعدّى ثنائية المثقف والسياسي: الجدل والتحوّل، في حين يتوجه أستاذ الصحافة المشارك في جامعة السلطان قابوس عبدالله بن خميس الكندي إلى المثقف والسلطة عبر وسيط إعلامي متمثلا بجدلية المفاهيم والممارسات، ويتوقف المفكر الإسلامي العماني خميس بن راشد العدوي عند موضوع المثقف والسلطة الدينية في الدولة، أما الباحث العماني خالد بن مبارك الوهيبي فيتتبع الجذور الثقافية المؤثرة في بناء الدولة الحديثة متخذا من سلطنة عمان نموذجا. ويأتي الكتاب بجذور فكرية مختلفة عن تأسيس إدوارد سعيد للعلاقة بين المثقف والسلطة في كتابه الشهير “المثقف والسلطة” الذي لا يخلو من سطوة الفلسفة الغرامشية في تقسيمها للمثقف؛ عضوي وتقليدي، فالدراسة تنطلق من العلاقة القائمة بينهما بمعزل عن تأصيلها ومواصفات كل طرف على حدة، ففي الوقت الذي يوسع فيه سعيد من دائرة السلطة لتشمل الجامعة ودار النشر والمؤسسات الحكومية والوظيفة والمجتمع، بالإضافة إلى السلطة السياسية مطالبا بضرورة استقلال المثقف عن السلطة، يأتي هذا الكتاب ليتناول السلطة في دائرتها السياسية ضمن تمثّلاتها العربية، لا سيما في سلطنة عمان محاولا إيجاد صيغة لتمييع الهوة بين المثقف والسلطة. وبحسب محرر الكتاب الكاتب العماني عوض اللويهي، فإن الكتاب يقف على قضية ظلت فترة من الزمن مثار نقاش وجدل، وعقدت لأجل هذه القضية ندوات وألفت كتب كثيرة، حيث يوضح اللويهي أن منبع هذه القضية تأتي مع قيام الدولة الحديثة، وقضية النهضة في الثقافة العربية، وما تبع ذلك من محددات وشروط، وما أتى بعد ذلك من تحيزات وتحزبات وأيدلوجيات أفرزت أنماطا متعددة ومتنوعة لطبيعة العلاقة بين المثقف والسلطة، حيث يرى اللويهي في مقدمة الكتاب أن هذه القضية ما تزال حتى يومنا الراهن موضوعا مستجدا، وملفا مفتوحا يستجيب لما يستجد من أحداث وتفاعلات سياسية تطرأ بين الفينة والأخرى. ويوضح اللويهي بأن الكتاب، يأتي مساهمة في إثراء الساحة المحلية والعربية نظرا لما تشكّله علاقة المثقف بالسلطة من التباس وغموض.
مشاركة :