غنت الفنانة اللبنانية ذات الصوت الأوبرالي ماجدة الرومي للعشق، والحرية، والحياة، في حفلها ضمن فعاليات الدورة الرابعة والخمسين للمهرجان التونسي العريق «قرطاج». أضاء نجم الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي ليل أمس الأول، على مسرح مهرجان قرطاج الدولي في دورته الرابعة والخمسين. وانطلق المهرجان يوم 13 يوليو المنصرم إلى 17 أغسطس الجاري. ماجدة الرومي التي كانت قد تألّقت سنة 1980 في تونس منذ بداية مسيرتها قبل أن تتوسع شهرتها عربياً، عادت إلى قرطاج وكلها حنين وشوق للقاء أحبائها ومعجبيها. هي لم تستطع أن تشفى من حب تونس، حسب توصيفها، فهي التي احتضنتها منذ أولى بداياتها، فالرومي صعدت على المسارح التونسية وهي صبية لم يتجاوز عمرها آنذاك الرابعة والعشرين سنة. فالجمهور التونسي بات معجباً بها منذ مشاركتها الأولى في تونس حيث بقي ينتظرها بفارغ الصبر في هذه المناسبات ليطفئ لهيب شوقه إليها بفضل أغانيها الراقية وأحاسيسها المرهفة وحضورها الأنيق. الرومي القادمة من مدينة "صور" اللبنانية مهد الحضارة الفينيقية، بدت شامخة ومنتصرة خلال هذا الحفل المهيب الذي حضره أكثر من 10 آلاف متفرج. لم تستطع الرومي أن تمر مرور الكرام دون الحديث عن روابط الأخوة التاريخية التي تربط تونس ولبنان، فغنت عملين وطنيين الأول لبناني "بلادي أنا"، والثاني تونسي بعنوان "يا تونس عالسلامة"، حيث أنار الحاضرون هواتفهم الذكية وسط العتمة في المدارج، فتلألأت أضواؤها على أنغام هذه الأغنية، التي ردّدها الجمهور أيضاً بحماس شديد. وبدأت ماجدة الرومي التي تعد نجمة من نجمات الزمن الذهبي الحفل بأغنية "عم يسألوني" لتعلن انطلاق رحلة فنية طربية آسرة. غنت الرومي بصوتها الأوبرالي الساحر عن العشق والحياة لتؤسس عالماً بديلاً قوامه الحرية والسلام والتسامح. ومن بين الأغاني، التي قدمتها خلال الحفل "عيناك" و"أنا اعتزلت الغرام" و"أنا عم بحلم" و"لا تسأل" و"لا تعتبي" و"على بابي". وأدّت ماجدة الرومي، الملقبة بـ"سفيرة الأغنية الراقية"، 15 أغنية من رصيدها الفني، إذ أدت أغنيتين تونسيتين للفنانة صليحة، هما "آه يا خليلة" و"خالي بدلني" التي أدتها مرّتين واختتمت بها سهرتها. بدت الرومي خلال الحفل كالعروس في كامل زينتها وتألقها تتلألأ كالنجوم في السماء، فالزمن لم يؤثر في جمال صوتها وأناقتها بل زادها حسناً وبهاء. إطلالة ماجدة الرومي على جمهور المسرح الروماني بقرطاج، الذين كان من ضمنهم وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وعدد من النواب، كانت متميزة وأثبتت أفضليتها الفنية والجماهيرية على الساحة العربية لما تقدمه من أغانٍ فنية راقية تشنف آذان السامعين، جعلتها تتصف بعديد الألقاب أشهرها "ملاك الطرب العربي" و"مطربة المثقفين" وذلك للدلالة على حُسن صوتها وتميزه في أداء رصيدها البالغ نحو 119 أغنية من إنتاجها الخاص ضمّنتها في 13 ألبوماً غنائياً. وللإشارة فإن ماجدة الرومي كانت خريجة برنامج مواهب لبناني "استوديو الفن" سنة 1974. وهي تعتبر أيقونة الموسيقى العربية. وبفضل عملها الإنساني، تم تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة لدى منظمة الأغذية والزراعة لدى الأمم المتحدة (فاو) سنة 2001.
مشاركة :